-24-

91 4 0
                                    

كان ماكس في مكتبه عندما وصلته رسالة من أليكساندر ملك الشمال. نظر للورق أمامه ليبتسم بسخرية ثم يقبض يده. إذاً هي الحرب. إبتسم بسعادة فهو سيبتعد عنها أخيراً، سيشغل عقله بالقتال بينما ينتصر. عندما تصبح ممالك مصاصي الدماء كلها تحت سلطته سوف يحقق حلمه أخيراً، سيصبح ماكسميليان الأعظم الذي سيكتب التاريخ عنه.

طرق أحدهم الباب ليسمح له بالدخول دون أن يرفع نظره عن الورقة أمامه. ثم عندما سمع صوتاً مألوفاً دق قلبه بقوة، ليس خوفاً بل بشي آخر لم يعرف ماهو وهذا ربما أرعبه.

نظر لليليث التي نظرت له بتوتر. إرتدت فستاناً سماوي بينما شعرها إنسدل على كتفها. قد بدت كما كانت وهي في صغرها وهذا جعله يبتسم بخفة. بدت لهُ بريئة كما كانت مُسبقاً و هو ربما ضحك بعفوية كما إعتاد أن يفعل معها.

ماكس بسخرية:"ماسبب هذه الزيارة؟" نظرت له بهدوء لتقول بتلعثم:"دعني أكتب الرسالة لأليكس الآن" ضحك بسخرية ليشيح بنظره عنها. التحديق بها يؤلم عقله أكثر.

"لا حاجة لذلك. لقد وصلت الرسالة الآن، ليلي. إنها الحرب" نظرت له بصدمة مزيفة لتهز برأسها بتفهم ثم تضع خصلات شعرها القصير خلف إذنيها. ثم إبتسمت عندما رأت ملامح ماكس الجامدة. كان يحدقُ بها بغضب.

ليليث بإبتسامة:"مالأمر؟" ظل يحدقُ بعينها ثم قال ببرود:"لن تبتسمي مجدداً، هذا يزعجني" بعد ماقاله مسحت ليليث الإبتسامة عن وجهها ونظرت له بحقد. ألهذه الدرجة يكرهها؟

خرجت من المكتب بإنزعاج لتلمح لويس الذي كان في طريقه للمكتب. إبتسمت له بإستفزاز ثم عندما مرت بقربه همست له بسخرية:"الكلب يلحقُ بصاحبه دوماً كظله" ثم مضت بطريقها بينما لويس تنهد بتعب من كل هذه الدراما.

دخل الغرفة ليجد ماكس جالساً على كرسيه الكبير بينما أمامه كانت الأوراق مبعثرة كعقله. إنهُ يريد الإبتعاد. يريد أن يذهب لنهاية العالم لو تطلب منه الأمر ذلك. زفر بإنزعاج ليأخذ بسيفه ويضعه على خاصرته.

وقف أمام لويس ليضع يده على كتفه ثم ينظر بعينه. شعر لويس بأنه يرى الموت في ذلك المحيط في عينه. لقد بدا لهُ ماكس لأول مرة مخيفاً جداً، ربما لأنه تخيل أنه سينظر له بنفس هذه النظرة الباردة عندما يعرف أن أنستازيا حامل، بأن طفله برحمها. تلك النظرة كانت نفسها التي أعطاها لوالد ليليث قبل أن يقتلع قلبه.

كانت ليليث تتمشى بالحديقة بينما ماريانا خلفها تمشي بتوتر. كانت قد تغيرت قليلاُّ وتتصرف بشكل غريب لكن ليليث تجاهلت ذلك فقعلها مشغول بآلاف الأمور.

لمحتا الإثنتان أنستازيا التي بدت شاحبة وكانت تجلس مع ثلاث سيدات تحتسي الشاي كالعادة. لقد كرهت ليليث حفلات إحتساء الشاي تلك فقد كانت مليئة بالنميمة و هي كانت دائماً حديثهم.

إقتربت منهم بينما وضعت إبتسامة مستفزة ثم توقفت أمام أنستازيا التي نظرت لها بخوف. ليليث:"أوه أنستازيا أرى أنكِ تحتسين الشاي كالعادة. لقد إكتسبتي بعض الوزن أليس كذلك؟" إصفرت ملامح أنستازيا مما فاجأ ليليث التي إتسعت إبتسامتها أكثر.

ثم بدون إنذار أصبح وجه أنستازيا أزرق و نهضت بسرعة لتنهض ثم تركض بإتجاه القصر. لحقت بها النساء الثلاثة، ليليث وماريانا بينما دخلت أنستازيا الحمام لتغلق الباب خلفها بسرعة.

طلبت ليليث من النساء أن يذهبن لأن أنستازيا تحتاج بعض الراحة ثم طلبت من ماريانا أن تجلب لها منشفة و كأس ماء. طرقت الباب لتدخل ثم ترى أنستازيا التي كانت الآن منهارة على الأرض.

نظرت ليليث لأنستازيا بجمود. حالتها كان يرثى لها، الهالات أسفل عينيها، وجهها يبدو منتفخ وشعرها مُبعثر بينما عينيها مليئتان بالدّموع.

ليليث:"لا أدري مايحصل معكِ أنستازيا. لكنهُ بالتأكيد مصيبةٌ أخرى. لذا بكل بساطة فسري لي الآن ماحصل أو سأفتح فمي أمام أخاكِ وهو سيجعلكِ تفسرين ذلك"

نظرت أنستازيا لليليث بصدمة. حدقت بها مطولاً بنظرات مليئة بالقرف وليليث رغم شعورها بالكره لذاتها إلا أنها أجبرت نفسها لتبتسم بهدوء.

أنستازيا:"حقاً ليليث؟ أنتِ لاتفكرين بالناس أبداً! أدري أن مايفعله لكِ ماكسيميليان شنيع لكن أنا و لويس لادخل لنا" صرخت بوجه ليليث بغضب ثم وضعت يدها على فمها بصدمة وكأنها قالت شيء لم يجب أن تقوله.

ليليث:"إذا لويس له علاقة بالأمر؟" توقفت ليليث لتنظر للمشهد حولها بتمعن ثم أخيراً شعرت بالقطع تجد بعدها البعض والصورة تكتمل في عقلها. "هل أنتِ حامل منه؟" سألت بصدمة وكان رد أنستازيا أن تشهق بخسارة

تقدمت ليليث من أنستازيا لتضع يديها على كتفها ثم أنحنت بهدوء لتهمس لها:" أريدكِ أن ترتبي لي لقاءً مع الملك اليكس الليلة بأسرع وقت وإلا أعتبري حياة طفلكِ البائس و حياة والديه منتهية"

رفعت أنستازيا بنظرها لليليث وعيناها ممتلئان بالرُعب. تراجعت للخلف واضعتاً يدها على بطنها بينما الدموع تهطل من وجنتيها بلا توقف: "أنتِ وحش ليليث، أنتِ أسوء منه"

إبتسمت ليليث بسخرية: "هكذا هي الحياة أنستازيا، إن أردت أن تقتل وحشاً عليك أن تكون وحشاً أسوء منه" ثم خرجت من الحمام لتغلق الباب خلفها تاركتاً أنستازيا المصدومة من قساوة قلب ليليث.

كان الجميع مشغولاً للتجهيز للحرب بينما كانت ليليث تتمشى بين أركان القصر. نظرت حولها للخدم الذين كانو بحالة فوضى تامة يتسائلون عن مصيرهم. ثم بهدوء لمحت أنستازيا التي كانت تحمل رسالة بيديها. مرت من قرب ليليث لتضعها بيديها بهدوء ثم تكمل طريقها.

نظرت ليليث للورقة التي بيديها بإستغراب لتفتحها ثم تقرأ محتواها: "اليوم عند منتصف الليل في غابة القصر عند البحيرة، ينتظركِ جلالته أليكساندر" إبتسمت ليليث بسخرية لتسحق الورقة بقبضتها ثم ترميها على الأرض بإهمال.

لقد دبرت لكل شيء وكل شيء يجري كما تريد. اليكس أعلن الحرب وهي ستزودهُ بكل المعلومات الليلة. لكن بقي شيء واحد عليها التخلص منه. الليلة عليها أن تنساهُ للأبد

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن