-12-

143 5 0
                                    

حدقت ليليث بإبتسامة ماكس ولأول مرة كانت صادقة. حولت نظرها لباب القاعة و لتلك الفتاة بالفستان الأخضر. شعرها الأشقر إنسدل على كتفيها بينما إبتسامتها كانت لطيفة، ربما بريئة.

تقدمت من ماكس لتحضنه بقوة ويبادلها الحضن. لقد كان موقفاً غريباً بعيني ليليث التّي وقفت محتارة هناك. نظرت للويس الذي أصفر وجهه و شرب كأسه دفعة واحدة.

'ربما هذه الفتاة حبيبة ماكس' فكرت بنفسها ولسبب ما شعرت بقلبها يؤلمها قليلاً لكنها تجاهلت الأمر فقد أصبح نظر الفتاة الآن عليها بعد أن عانقت ماكس. نظرت لها بفضول ولكن مع إبتسامة لبقة و ليليث حاولت بقدر الإستطاع مبادلتها الإبتسامة.

"أنا أنستازيا، أخت ماكس الكبرى" قالت بصوتها الناعم الذي جعل ليلي ترتاح قليلاً ولربما إرتاحت أيضاً لأنها ليست محبوبة ماكس. "لابد أنكِ ليليث. لقد سمعت عنكِ الكثير" قالت بلطف لكن ليليث رغبت بتمزيق إبتسامتها تلك

لذا إبتسمت ليلي إبتسامة زائفة وهي تنظر لماكس الذي حدق بها وكأنه ينذرها. ليليث بلطف مزيف:"أوه أنستازيا. نعم أنا أيضاً سمعتُ الكثير عنكِ. مثلاً بأنكِ أخت قاتل والدي". إتسعت إبتسامة ليليث عندما رأت ملامح أنستازيا مصدومة ولكن المتعة ذهبت بعد ثواني فهاهي أنستازيا تبتسم مجدداً.

أنستازيا بهدوء:"أنتِ حقاً كما وصفكِ ماكس... مميزة ولربما صريحة زيادة عن اللزوم لكن لا بأس فأنا أكره الكذب"

ضحكت ليليث بسخرية. هذه الفتاة كانت عكس ماكس. هو النار وهي الماء و لوهلة تخيلت ليليث أن هذه كذبة سخيفة وأنهما ليسا أخوان لكن عيون أنستازيا الزرقاء كان الدّليل القاطع على صلتهما ببعضهما.

اومأت ليليث بهدوء لتنسحب فقد كان رأسها يؤلمها و تلك الفتاة أنستازيا تزعجها. كانت لطافتها لا تطاق فليس يجب أن تكون هكذا. يجب أن تكون قاسية عديمة رحمة كأخيها.

أنستازيا و هي تمسك بيد ليليث بلطف: "أنتظري. أريد تقديم تعازي أولاً لوالدكِ الذي مات. أعرف أنه ليس والدكِ لكن من المؤكد أنه كان شخصاً ثمينا بالنسبة لكِ" إلتفتت ليليث لتنظر لأنستازيا بملامح باردة

أرادت أن تصفعها، أن تؤذيها بقوة لغبائها. فهي حمقاء، يافعة لاتعرف أن ماقالته مزعج و مؤلم. سحبت ليلي يدها من يد أنستازيا بعنف وذهبت للشرفة. شعرت بالهواء يضيق برئتيها لذا وقفت هناك لتستنشق بعض الهواء.

شعرت بحضور أحدهم خلفها لكنها لم تهتم. فقط لانت بنفسها للأمام لتنظر للأضوء البعيدة، للقرى والمدن و للسماء التي لم يكن فيها نجوم ولا قمر.

"مالذي يجعل حسناء مثلكِ وحيدة على شرفة في ليلة كهذه؟" جاء صوت من خلفها و ليليث جعلت عينيها تبتلع الدّموع التي كانت ستسكبها.

إستدارت لتنظر للفتى الذي لم تبن ملامحه جيداً بسبب الظلام لكنها رأت شعره البني جيداً وعيناه الخضراء. ربما هذا الغريب سينسيها أحزانها أخيراً. تقدمت منه لينظر لها بإعجاب.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن