-36-

225 6 0
                                    

تهزمُ روح الإنسان مرتان، مرة في الحُب ومرة في الحرب. وأنا عندما تنتهي الحرب يامحبوبتي سأعود إليكِ حاملاً شوقي على ظهري حتى لو عدتُ إليكِ جثة.
_________________________________________

تبادلا ليليث وماكس القبل مطولاً وفقط في هذه اللحظة سمحت ليليث
لنفسها بأن تنسى كل ألمها وكرهها وحقدها. فقط في هذه اللحظة سمحت لنفسها بأن تحبه كما أحبته وهما طفلان.

وضعها على السرير بهدوء دون أن يفصلا القبلة. وضعت يدها على مؤخرة رقبته مقربتاً له منها أكثر. اللعنة الإثنان كان يذوبان إشتياقاً لبعضهما. فصل ماكس القبلة لتتنفس ليليث بصعوبة، شفتاها متورمتان لكن كم كانت سعيدة. إبتسمت له بهدوء وهي تشعر براحة أخيراً: "اللعنة كم إشتقت لك" قالت بين أنفاسها الثقيلة ليضحك ماكس بمكر طابعاً قبلة لطيفة على شفتيها. "لاتدرين كم قتل الشوق هذا الأحمق أمامكِ" قال ماكس مشيراً لنفسه لتضحك ليليث بينما هو إستمع بضحكتها متأملاً لها بعدم تصديق.

"مازالتُ لستُ متأكداً إن كنتِ حلم أم حقيقة" قال ليضع شفتاه مجدداً على شفتيها. إبتسمت ليليث بهدوء "لما لاتتأكد؟" قالت بمكر ونبرة مغرية لتخلع ثيابها عن جسدها. نظر ماكس إليها، بدت كملاك أمامه واللعنة الرغبة ملئته لكن هذه المرة صاحبها شعور عميق جداً، شعور بحب قوي جداً. وضع يداه على ثديها ليتحسسهما ثم يقبلهما بشغف بينما هي تأوهت بمتعة "اممم اللعنة ماكس كم أحب عندما تفعل هذا" قالت بمتعة شديدة ليضحك بمكر ثم يعض شفتيها بإغراء جعلها تتأوه أكثر "تعرفين أنني أحبكِ، بل أضعف أمامكِ، أصبح أضعف إنسان" قال بشرود بينما وضع يداه على ظهرها العالي. نظرت له بعيناها السوداوتان: "وأنا أيضاً أضعف أمامك" قالت بجدية ليبتسم لها ثم بدأ بتقبيل عنقها نزولاً ليقبل كامل جسدها حتى وصل للعلامة التي تركها على بطنها "MAX" نقشت تلك الحروف على جسدها وهذا جعلهُ يبتسم بنصر. مارسا الحب لساعات حتى أشرقت الشمس وكانت هذه المرة مختلفة جداً عن كل المرات، كانا الإثنان يشعران بأنها أجمل ليلة يقضياها في حياتهما. كانا يشعران بأنهما كان يفتقدا بعضهما لقرون طويلة ثم أخيراً إلتقيا كان شعورهما كشعور إلتقاء الشّمس بالقمر بعد شوق للأبد!

لم يتسائل ماكس أبداً عن سبب مجيئها، لم يشك أبداً أن من المستحيل ليليث العنيدة أن تتغير بيوم وليلة خصوصاً بعد كل مافعله بها، فهو كسر قلبها دمر روحها إغتصبها وأذلها وقتل شخصاً كانت تعتبره كوالدها لقد سلبها من كل شيء! كانت ليليث عدوتت لكن الحب قد جعله يصبح أعمى جعله يصدق أي كذبة منها بأمل أن تكون حقيقة.

كانت ليليث عند المرأة تضع أحمر شفاه على شفتيها ذو لون أحمر. نظر ماكس لجسدها شبه العاري وهي فقط بملابسها الداخلية بإبتسامة لتلتفت إليه وتبادله هي الإبتسامة بضحك. رمت الوسادة عليه بمرح وهي تضحك "لاتنظر" صرخت بتلاعب ليضحك ماكس بينما عادت للفراش بين أحضانه. إحتضنها بجنون وبقوة وكأنه يخاف بأن يفتلها. نظرت إليه بحب ليبادلها النظرة، ثم نظر لشفتاها الحمراوتان وكالعادة لم يجد نفسه إلا يلصق شفتيه بشفتيها ليقبلها قبلة عميقة. لقد كانت قبلة ملئية بمشاعر غير مألوفة لليليث كانت قبلة ملئية بالحب، حبٌ بجنون! بعد أن فصل القبلة نظر إليها مطولاً لملامح وجهها التي لايريد أن ينساها أبداً. وضع رأسه على صدرها كطفل صغير فهكذا يصبح هو بوجودها.

ليليث:"عليك الذهاب حبيبي، الحرب ستبدأ بعد قليل" قالت ليليث وهي ترى أشعة الشمس تدخل للغرفة ببطىء. رفع رأسه لينظر لها مطولاً وثم نظر للغرفة، هو لم يحس بهذا الشعور أبداً من قبل. "أريد البقاء هكذا بحضنكِ للأبد" قال بهدوء "مهما كانت تكلفة الأمر" أضاف لتبتسم ليليث بحرقة. دمعة دافئة تسللت من عيناها "وأنا أيضاً اتمنى لو تستطيع البقاء هكذا للأبد" قالت وهي تحاول كتم الغصة في حلقها بقدر الأمكان. لكن كان على الإثنين ترك بعضهما ومواجهة العالم. تلك الليلة كانت الوحيدة حيث رمى الإثنان همومهما جانباً وأحب بعضهما بلا قيود. قبل ماكس ليليث لآخر مرة ليرتدي ثيابه تاركاً لها في الخيمة "سأعود" همس لها بهدوء لتبتسم له بهدوء ثم تسيل دموعها على إبتسامتها بعد أن يترك الخيمة، فهي تعرف تماماً أنهُ آخر لقاء لهما!

تجاهل ماكس إزدياد سخونة جسدها وأيضاً بطىء دقات قلبه. كان الدوار وشعور الغثيان قد إزداد أيضاً لكنه تجاهل كما فعل قبل قليل فقط تجاهل كالأعمى! إمتطى حصانه ليسير بجنوده لساحة المعركة حيث كان جيوش أليكس تنتظرهم.

نظر أمامه لتلك الجيوش المصطفة. نصفهم سيصبحون جثث اليوم أو ربما جميعهم فبمجرد النظر أليهم بدا الخوف يأكلهم. ضحك ماكس بإستهزاء بينما تقدم خيل أليكس إليه ليتقدم أيضاً ماكس ناحية أليكس حيث إلتقو بالمنتصف. نظر ماكس لعدوه الذي بدا لها كإثنان وربما كانت الشمس هي السبب فكر بنفسه. قال أليكس بعض الكلام الغير المفهموم ليعطي بعدها الإثنان الأشارة ليجوشهما بأن يهجما على بعضهما.

كانت تلك الطبيعة الخلابة اليوم ساحة لسفك الكثير من الدماء وبكاء الكثير من النساء على رجالهم سواء الزوج او الأخ او الأبن أو الأب. كان الجميع يقاتل بلارحمة والجثث ملئت الأراضي لتلتطخ العشب الأخضر بالدماء حتى بات لونه أحمر قاتم.

كان ماكس ينظر لغريمه من بين كل الجنود. يقطع رؤوس من أمامه بهدف أن يصل إليه وهو يمتطي حصانه. ظل يمضي بطريقه وهو فقط ينظر لأليكس الذي بادله النظر وهو يقتل من جنود ماكس. وفجأة وهو ينظر أمامه شعر ماكس بإختلال توازنه وصوت صهيل حصانه. أصبحت رؤيته غير واضحة ولم يشعر إلا بجسده يقع أرضاً على ظهره. شعر بألم فظيع بينما بحركة مفاجئة جاء جندي ليغرس سيفه بصدره لكن يد ماكس كانت أسرع. وضع يداه أمام صدره بينما إخترقها السّيف حتى خرج السيف من الطرف الثاني من يده مخترقاً لها. رفع ماكس يده والسيف مازال بداخلها بينما تساقطت الدماء على وجهه. اللعنة هذه المرة كان يشعر بأثر السم كأنهُ قد شربه للتو. نظر للجندي أمامه وأغلق عينيه مستسلماً. ربما هذه هي النهاية.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن