-30-

115 4 1
                                    

أليكس:"عليكِ أن تستريحي ليليث" قال أليكس بصوتٍ حنون بينما أخذ بليليث للكرسي حيث جلست وهي تنظر بالفراغ أمامها، بشرتها كانت شاحبة.

"عليك أن تقتلهُ أليكس" جاء صوتها بعد صمت لينظر أليكس لها بحزن. رفعت نظرها إليه و وجهها كان شاحباً، الهالات إستقرت أسفل عيناها و شفتاها جافتان. كان وجه ليليث مختلفاً تماماً عن وجهها الذي عرفهُ أليكس. إستقامت من كرسيه ليضع أليكس يداه كي يسندها لكنها أبعدتها بلطف.

ليليث: إبتسمت إبتسامة صفراء لتقترب من أليكس:"أليكس، عدني أنك ستذهب الآن للحرب و ستعود هنا برأس ماكس. هناك في كل المعارك تذكر دوماً أنني سأكون بإنتظارك هنا وعندما تعود.." توقفت لتصبح أمامه تماماً وجهها قريب من وجهه "عندها سأكون أنتظرك هنا بفستان أبيض وعندما تصبحُ ملكاً سوف نتزوج و أبقى جانبك لآخر حياتي"  قالت بهدوء

بينما كان أليكسندر مصدوماً من كلام ليليث. نظر لها بهدوء و كلامها جعلهُ يشعر بشعور غريب و كأنه يشعر بمسؤلية كبيرة على كتفيه. هو لم يحب بحياته إلا ليليث كانت ومازالت دائماً حبهُ الأول وحب الطفولة. يذكر جيداً كم كان يجره ماكس بصغرهم لأنهُ كان يؤذي ليليث بإستمرار لكن هي دوماً تعود إليه هاهي اليوم أخيراً تدرك حبهُ العظيم لها. إبتسم أليكسندر إبتسامة دافئة ليطبع قبلةً صغيرة على جبهة ليليث ثم ينظر بعيناها.

كان الأخضر بيعني أليكس يشعُ بالدفء والحنان مما جعل شفتا ليليث تتقوس بإبتسامة صغيرة لا إرادياً. "أعدكُ ليليث بأنني سأقتلهُ و أجلبهُ إليك هنا عند قدميكِ. أعدكِ بأنني سأحميكِ لآخر أنفاسي و لو تطلب الأمر روحي لأعطيتكِ إياها، ليليث أنتِ كل ماأملك و كل ماأريد و سأحرص على أن لايمسكِ مكروه. سأعود لهذا القصر و أنا على الفرس حاملاً النصر على كتفاي و بيدي خاتم ذهبي نسجتهُ من أشعة الشّمس و له في الوسط ألماسةٌ خضراء هي إحدى عيناي و العين الأخرى فهي لكِ وحسب!"

إتسعت إبتسامة ليليث حتى شعرت بأن فمها قد يتمزق، نظرت لهُ بحب ولكن بداخلها شيء يؤلم. كلام أليكس الجميل كان مؤلماً و كأن أحدهم طعن قلبها بسكاكين، لم تكت تدري لكن شعور في باطنها أخبرها بأن شيء فظيع سيحدث.

ودعت ليليث أليكس الذي إمتطى حصانه مع باقي جنوده ليبتعدو عن القصر بينما كان ماكس و لويس ينظران للحدث من الشرفة. كان لويس مايزال متوتراً بشأن حمل أنستازيا ولا يدري إن كان سيخبر ماكس يوماً ما.

لكن دون سابق إنذار نظر لليليث أسفله كانت تنظر لأليكسندر بإبتسامة خبيثة و هو قد كره هذا. يكره حقاً أن يتحكم أحد به و يعلم سره لذا قبل أن تفضحه ليليث، سيفضح نفسه. إبتسم لها بسخرية و تحدي لتجمد ملامحها عندما رأتهُ يلتفت لماكس.

بلع ريقهُ بهدوء لينظر للسماء. هيا من ماذا يخاف واللعنة! غداً سيذهب الجميع للحرب وربما لا يعود لا هو ولا ماكس منها لذا عليه فعلها الآن في هذه الدقيقة، عليه أن يخبر ماكس بأنه يريد أن يتزوج أخته!

"ماللعنة التي تريدُ تخفيها؟ قلها بسرعة فمنظرك بائس جداً و كأنك تتغوط" قاطعهُ صوت ماكس الجامد ليشعر لويس بأن قلبه يسقط من الشرفة. اللعنة هو يعرف ماكس من سنين لكن مازال الخوف منه يجري بالنخاع. جمع لويس شجاعته لينظر لماكس. لا بأس مو مستعد أن يموت اليوم لكن على الأقل سيكون قد حاول.

لويس:"أنا أحبُ أنستازيا و أريد أن أتزوجها قبل أن نذهب للحرب" قال بسرعة و عندما إنتهى عم صمتٌ طاغي. كان العرق يتصبب من لويس و هو ينتظر إجابة تجهز ليقف عند حافة الشرفة، أغمض عيناه بهدوء: "أنا أسف ماكسميليان، تستطيع رمي من هنا الآن أنا أحمق" لم يأتي رد من ماكس لذا فتح لويس عيناه و لم يشعر إلا بلكمة على وجهه جعلت أسنانه تتطاير بالهواء. وقع على الأرض ليضع يدهُ على وجهه بألم و هو ينظر لماكس.

"أيها الأحمق أنت تحبها منذ الصغر أعلم بذلك من وقت طويل هل تظنني غبي كي لا ألاحظ؟" قال ماكس بغضب ليبصق لويس الدماء التي في فمه "ل-لذا لماذا لم تقتلني من قبل؟" سأل لويس بإستهزاء ليتنهد ماكس بهدوء.

مد يدهُ للويس الذي نظر لها بصدمة. وضع يدهُ بيده ليرفعه ماكس من على الأرض. لويس:"لست غاضب إذاً؟" سأل بتوتر لينظر له ماكس ببرود: "أيها الأحمق هل سوف تحميها بكل ماتملك؟" نظر لهُ لويس بصدمة ثم إبتسم بهدوء مظهراً أسنانه التي أصبحت حمراء اللون بسبب الدماء. "أعدك بذلك"

"حتى لو تطلب الأمر حياتك أيها الوغد؟" صرخ ماكس بغضب ليصرخ لويس بالمقابل "أعدك بأنني سأضحي بروحي من أجلها!" و قد كان الصوتُ يملىء القصر بأكمله حتى الناس خارج الشرفة نظرو للأعلى ليسمعو حديث ماكس و لويس بذهول. إبتسم ماكس ليأخذ بيد لويس بقوة ثم يلتفت للجمهور حيث كانت أيضاً أنستازيا تقف والدموع تهطلُ من عيناها.

ماكس بصوتٍ عالي:" رحبوا بلويس رئيس وزرائي و الآن صهري. الجميع مدعوون للحفل في الداخل الآن" عم الصمت لدقائق ثم هتف الجميع بإحتفال و بدأ البعض بعزف الموسيقى بالداخل.نظر لويس لماكس بصدمة "ه- هل يعني أن اليوم يوم زفافي؟"

ضحك ماكس بهدوء:"أيها الأحمق غداً ستبدأ الحرب لذا اليوم فرصتك الأخيرة. بالمناسبة أنت ستظل هنا لن تذهب معي. عليك أن تعتني بأنستازيا"

حدق به لويس بصدمة:"ماذا؟؟؟ هل تريدني أن أبقى هنا كالنساء. أريدُ أن أحارب معك ماكس تعرف كم أهوى حمل السيف بيداي و قطع رؤس الجنود ثم أريد أن أقطع رأس أليكسندر و أن أهديك إياه، بحقك لا تستطيع أن تحرمني من هذه المتعة!"

ماكس:"إعتبر هذا ثمن زفافك اللعين و صدقني أنا غاضب لأنك أخفيت الأمر عني لمدة"

لويس:"لقد كنتُ خائف منك" نظر لهُ ماكس ليضحك بسخرية ليدفع بلويس "أيها الأحمق أنت تعرف بأنني لاأثق بأحد غيرك لما قد أغضب لأنك ستحرص على أختي" ثم إلتفت ليترك لويس الذي أخذ زجاجتين خمر ليركض بإتجاه القاعة حيث الحفلة وهو يهتف بفرح.

كانت أنستازيا بغرفتها بينما الخادمات مجتمعات حولها بشكل دائرة، جميعهن يعمل بسرعة وتوتر بينما أنستازيا جالسة بالمنتصف مازالت تظن بأنها في حلم. "أرجوكِ أقريصيني كي أعلم بأنني لا أحلم" قالت لكبيرة الخادمات لتضحك تلك بصوتٍ عالي.

"لم أرى طول حياتي يوم زفاف يحدثُ بهذه السرعة في العادة نخطط قبل أشهر لهذا اليوم فعلاً الأمر عجيب" قالت كبيرة الخادمات بإستغراب. إبتسمت أنستازيا:"لم أتخيل يوماً أن زفافي سيكون بهذه الفوضوية يوماً ما لكنني حقاً أسعدُ شخص في هذه اللحظة"

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن