إبتدأ كل شيء منذ ولادة التوأم جورج و روبيرتو ليس في نفس الوقت، لأن جورج جاء بعد روبيرتو بثواني و من هنا إبتلى بلعنة أن يكون الخيار الثاني دائماً. الحلوى، الحب، الإهتمام كان كله من نصيب روبيرتو أما جورج فقد حُرم من كل شيء، حتى من العرش مع أنه كان قائد الجيش وأقوى مقاتل ممتاز، فقط لأن روبيرتو كبره بثواني! الأمر كان كالهزلة وكأن الحياة تسخر منه.
مرت السّنين ووقع جورج بحب فتاة، ظن وقتها لمرة أنهُ سيكون المفضل عند أحدهم أخيراً لكن القدر قهقه بسخرية، فقد كانت تحب أخيه! ياله من أحمق سافر محاولاً نسيانها و أمضى سنين مع قبيلة في الجبال العلية. هناك تعلم أن ينزع إنسانيته، أن يقتل بلا أن يرف له رمش. تغذى على لحم مصاصِ الدّماء و شرب دمائهم مع أنها كانت أكبر المحرمات في ممالك مصاصي الدّماء. بعد سبع سنين عاد أخيراً ليجدها هناك، طفلة صغير متكورة على نفسها بوسط الغابة وقرب كوخ محترق تبكي بصمت.
إقترب منها لترفع وجهها ناظرتاً له بعينين حمراوتان و السّواد كساهما. نظر لها ببرود ولسبب ما أراد أخذها. نظر للمرأة خلفها تلك التي كانت تلهث قادمة بإتجاههما.
"أرجوك فقط تغاضى عنا!" بكت بحرقة ناظرتاً له ولكنه حدق بها بجمود. أعاد نظره للطفلة، للجثة أسفلها، كانت لرجل ما والسّكين بقرب الطفلة التي ملئتها الدّماء.
"من هو؟" سألها بهدوء لتبتلع المرأة ريقها ناظرتا لليليث.
"إنهُ والدها..." أخذت نفساً لتقول بصوتٍ مرتجف "لقد هاجمنا، أراد قتلي، أرجوك إنها مازالات طفلةٌ صغيرة لادخل لها"
"كيف لطفلة أن تقتل رجلاً بالغاً؟" سأل بسخرية غير مصدقاً قصة المرأة وبنفس الوقت شعر بالحماس وقد شدت الطفلة إنتباهه. "لقد أمسكت السّكين وركضت إليه لتغرسه. لم يره فقد كانت تخبئه. هو هاجمنا من الأصل لقد إعتاد ضربنا وهذه المرة أراد قتلي، كان دفاعاً عن النفس، لذا أرجوك فقط أكمل طريقك وتظاهر أنك لم ترنا"إبتسم جورج بسخرية ناظراً للفتاة أمامه، الشّعر أسود و العينان سوادواتان، بشرةٌ باهتة كالجثث لالون فيها يدل على الحياة. "الطفلة ستأتي معي" قال ببرود لتحدق به المرأة بخوف. أمسك يد ليلي الباردة بقوة لترفع نظرها إليه وتلتقي بعينيه. رأى وجهه بإنعكاس عينيها، وكأنه يرى نفسه القديمة. هذا العالم موحش لأمثالها، عليها أن تتعلم كيف أن لاتشعر. فعدم الشّعور يعني عدم السّعادة لكنه أيضاً عدم الألم!
سحب سيفه ليضعه على عنق المرأة التي جثت على ركبتيها بصمت ناظرتاً للأرض. "روحكِ مقابل روحها" قال ببرود لتومىء له بتفهم ناظرتاً لليليث لآخر مرة. إبتسمت إبتسامةً باهتة قبل أن يغرز سيفه بعنقها و تختفي آخر آثار ليليث من هذه الحياة. بعد ذلك اليوم ستعيش كوحش بلا إسم. بالبداية ستكون ڤيرونيكا، ثم تصبح روزالين، وبعد سنين سوف تتذكر أخيراً، تتذكر أنها ليليث.
عودة للحاضر~~~
نظرت ليليث لماكس الذي أمامها. "ذلك الرّجل لم يكن أبي، لكن صدقني لقد أنقذ روحي في تلك الليلة، علمني كيف أصبح كالجبال صامدة قوية ولا أحد مثلك أو غيرك سيهدمني ماكسيميليان" نظرت له بتحدي، لتبدل لون عينيه. رفعت طرف شفتيها بإبتسامة جانبية لتكمل هامستاً كالأفعى "في ذلك اليوم عندما شربتُ دماء والدتك البشرية هل-" لم تكمل سؤالها فقد كان جسدها يطير عبر الغرفة ليرتطم ظهرها بالحائط و تنكسر فقرات عامودها الفقري. صرخت بألم ليصبح بثواني أمامها.ماكس: إبتسم ناظراً لها بغضب، عضلات فكه تشنجت وهو يحاول أن لايقتلها. على الأقل ليس الآن مازال في البداية. "أظن أنكِ نسيتي أن دمائي ملكية وأنني أقوى منك" قال بتهديد واضعاً يديه على رقبتها ليعتصرها بقوة. "أستطيع تحطيم عظام رقبتكِ الآن، لكن لن أفعل. لدي شيء أفضل أفعله"
ليليث بحقد:"دمائك قذرة، ملوثة ممزوجةٌ مع دماء البشر حتى لو كانت دماء ملوكية. ستظل مهجناً ماكس، مسخ غريب عن هذه الأراضي، بلا وطن" صرخت به رغم إنقطاع الهواء عن رأتيها. ضغط على رقبتها أكثر. "والدتك إستحقت ذلك، لقد كانت مجرد دخيلة مثلك" أرادت إكمال كلامها لكن ركلته ببطنها جعلتها تتذوق دمائها بفمه. ترك رقبتها لتقع على الأرض أسفله وينهال عليها بالضرب المبرح وكأنها حيوان بلاقيمة. ظلت تحدق بالأرضية بينما الدّموع تسيل على وجنتيها، تذكرت كيف كان والدها الحقيقي يضربها ويضرب أمها بلارحمة. أغلقت عينيها أخيراً لتقع بكوابيس أخرى.
إنتهى ماكس لينظر لجسد ليليث المحطم أسفله. نظر لها بغضب، العاهرة جعلته يفقد صوابه. سوف يكون أمر ترويضها صعب. ذهب للحائط بآخر الغرفة ليمر بأصابعه رفوف التبيذ كلها ثم يلتقط إحدى الزجاجات التي تعود لمئتين سنة. سكب لنفسه كأساً ليحدق بها بلامبالاة. شرب بهدوء ليخبر نفسه أنها مجرد مرض وسوف يتخلص منه لكي يصبح أقوى ملك.
ذهب للقاعة حيث إجتمع الشيوخ. جلس على العرش لينظر للجميع اللذين أنزلوا رؤوسهم للأرض بإحترام. ومع ذلك شعر بكرههم و حقدهم. يعرف جيداً أنه عليه التّخلص منهم، فهم كالكلاب الوفية لصاحبها، بأي وقت قد يحرضهم أحدهم عليه. تنهد ليدخل لويس واقفاً قربه.
ماكس بحدة:"حسناً بما أن الجميع هنا وأمور تتويجي كملك قد تمت، أردت أولاً أن أعين لويس كينغ كوزير لي و مسؤول عن جميع الأمور التي تخص المملكة بغيابي" رفع الجميع نظرهم للويس الذي إبتسم برضى ثم أعادوه للأرض كاتمين غضبهم. إبتسم ماكس بسخرية ليكمل: "أريد من اليوم أن تجندوا كل فتى فوق السّادسة عشرة، فسوف نخوض حرباً مع الممالك الصغيرة بالجنوب التي كانت يوماً جزءاً من مملكتتا" نظر له الجميع بصدمة وفتح رئيس مجلس الشّيوخ فمه ليقول بتوتر:" لكن سيدي المملكة بفوضى الآن بعد موت الملك الجورج، كما أن الجيش متفرق الآن وبعض الجنود قد إنضموا إلى ممالك أخرى معادية لنا"
ماكس بحدة:"أولاً هل سمحت لك بالتكلم؟" تقدم من رئيس مجلس الشّيوخ الذي أخفض نظره بسرعة بخشية. "آسف مولاي" قال بهدوء لكن ماكس لم ينتهي. نظر لها من الأعلى للأسفل ليضع يديه على رقبته خانقاً له بينما حدق الجميع بصدمة. "أسفك هذا لن يغير حقيقة أنك تطاولت على أسيادك" أضاق بقبضته أكثر ليغرس أظافره برقبته ويصرخ بألم. "أرجوك مولاي أعفوا عني أرجوك". نظر له ماكس بعدم مبالاة ليفلت رقبته ويقع على الأرض ملتقطاً أنفاسه. "أعلنوا الحرب على الممالك الصّغيرة. أعرضواعليهم الإستسلام قبل ذلك فمن أبا إبعثوا بجيش إليه ومن إستسلم إرسلوا لي برأس ملكه" أنهى كلامه ليخرج تاركاً الجميع بحالة فزع.

أنت تقرأ
𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤
Vampireيُقال أن الحب حُرم على الشّياطين أمثالنا الحقيقة أننا لدينا قلوب حتى لو كانت قاسية بالحجر مازالت تدق بقوة. "من أجلكِ حلوتي، سأذنب. ذنبي هو حبكِ وأنا لن أتوب يوماً!" ليليث كانت أكبر شيطانة في كامل مملكة مصاصي الدّماء، منذ طفولتها سمعت جملة واحدة من...