عندما إنتهى ماكس من ضربها بلارحمة حتى أصبح جسدها كله أزرق توقف قليلاً متنفساً بصعوبة. نظر لها ليشرب من زجاجة النبيذ بيده لاعناً نفسه آلاف المرات ولاعناً لها معه.
لا أحد يستطيع جعل ماكس يخرج عن السّيطرة هكذا. حتى عندما رأى والدته تُقتل أمامه تحكم بمشاعره لكن أمامها فهو كان ضعيف جداً. لقد كره أنها كانت على حق، أنهُ ضعيف بقربها، أن قلبها المتحجر يدق قُربها.
أفرغ زجاجة النبيذ فوقها لتفتح عيونها بصدمة ثم شهقت بقوة عندما شعرت بكل الألام التي سببها لها. لقد كان ضربه همجياً، شوه جسدها بأكمله و مع أنها تعرف أن جروحها ستتعافى كما وكأنها لم تكن إلا أن الأمر مؤلم كالجحيم.
نظرت له ليليث بعينان لاحياة فيهما. إستقامت رغم الألم وهي تشعر بجسدها ينكسر بينما حدقت بالفراغ. إبتسمت إبتسامة صفراء ورغم أنها كانت هي من قد تم ضربها كالحيوانات إلا أنها هي من فازت.
والنصر كان واضحاً على ملامحها فالحقيقة هي أن ماكس من خسر عندما إستسلم لها و أعطاها ماتريد. ضحكت بخفة وهي تنظر لملامحه المظلمة قبل أن تدير ظهرها له. أخذت نفساً عميقاً والإبتسامة أختفت. شعرت بالدّموع تتكور بعينيها وكل ماأرادته وقتها هو أن تبكي، أن تصرخ، لكن حتى هذا كان ممنوعاً.
أخذت فستاناً من الخزانة لتمسح عينيها بإنزعاج كي لاتبدو عينيها تلمع ثم إستدارت لماكس الذي جلس على الأريكة ينظر من الشّباك بملامح جامدة وهو يشرب النبيذ الأبيض.
ليليث:"أخرج من الغرفة. أريد أن أغير ملابسي" قالت بهدوء محاولتاً عدم إظهار الرجفة في صوتها ولكنه لم يستجب. فقط إبتسم بسخرية.
ماكس:"حقاً ليلي؟ لقد رأيتُ كل شيء بالفعل" في داخله كان يعلم أن ما تقوله صحيح فلو خلعت ملابسها أمامه، سيفقد السّيطرة تماماً وهو لا يريد ذلك. لقد وعدها بأنه لن يلمسها وماكس مهما كان وحشاً إلا أن الوعود عنده مقدسة.
أغمضت ليليث عيناها محاولتاً منع دموعها من السّقوط وبصوتٍ مهزوز أخرجته بصعوبة قالت بهدوء:"أرجوك ماكس، أريد أن أغير ملابسي أخرج". لم يقل شيئاً فقط نهض بهدوء.
ماكس:"حسناً ليلي. تعالي للمائدة عندما تنتهي ولاتنسي أن تلبسي شيئاً محتشماً. بالمناسبة لقد رميتُ كل فساتين العاهرات الخاصة بكِ، لذا لاتحاولي حتى" بعدها خرج من الغرفة تاركاً لها.
فتحت ليليث الخزانة لتشهق عندما رأت الملابس المعلقة. "اللعنة ماهذا؟ ملابس راهبات أم ماذا؟!" قالت بإنزعاج ناظرتاً لكل الفساتين التي كانت ذاتُ أكمام وطولها يصل للأرض. أخذت ليليث إحدى الفساتين السوداء لتنظر له بتمعن. عقدت حاجبيها بتفكير ثم إبتسمت بهدوء.
عند الطاولة كان الجميع جالساً بصمت. لويس وأنستازيا تجنبا التكلم مع بعض بهد ماحدث بالحديقة. أما ماكس فقد كان يفكر بأمور كثيرة. نظر أمامه قليلاً، شعر بالتّعب، فعقله لن يتوقف عن التّفكير بها. كل يوم يمر ورغبتهُ بها تشتد أكثر وأكثر. لعن ماكس وعده ذلك تحت أنفاسه و أخرج سيجارته ليضعها بين شفتيه.

أنت تقرأ
𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤
Про вампировيُقال أن الحب حُرم على الشّياطين أمثالنا الحقيقة أننا لدينا قلوب حتى لو كانت قاسية بالحجر مازالت تدق بقوة. "من أجلكِ حلوتي، سأذنب. ذنبي هو حبكِ وأنا لن أتوب يوماً!" ليليث كانت أكبر شيطانة في كامل مملكة مصاصي الدّماء، منذ طفولتها سمعت جملة واحدة من...