-7-

209 8 0
                                    

في أواخر تلك الأيام قضت ليليث وقتها بالتّخيل بينما عقلها كان غائباً. كانت تأخذها ذكرياتها لشتى اللحظات، منها الوردية ومنها السّوداء. واليوم عادت فجأة طفلةً بالسّابعة.

"لما لاتذهبين للمدرسة؟" سأل من يسمي نفسه والدها بهدوء مخبياً تلك العواصف التي ستقتلع ليليث.

"الامر هو أنهم يتنمرون علي ويقولون أنني لقيطة" قالت بخوف "لقد ضربوني تلك المرة وتخلصوا من أغراضي" أكملت بتوتر لترفع عينيها ناطرتاً لملامحه الغاضبة. شعرت بعرق بارد على ظهرها بينما إرتجفت بفزع لتقلب لون عينيه.

"يالكِ من كسولة و عديمة الفائدة، لما إلتقطكِ بحق اللعنة من الشّوارع إن كنتي ستظلين تجلسين في القصر كعجوز بلا فائدة" شرب من الخمر أمامه ليقف حتى أصبح أمام ليليث التي بدأت تتنفس بصعوبة.

"والدتكِ دفعت حياتها من اجلكِ، كي تصبحي إبنة الملك و إنظري لكِ" قال ليرمي بطبق طعامها على الأرض بينما شهقت ليليث لتبكي بصوتٍ عالي.

وضع يديه بشعرها ليجعلها تقف من ثم يقول بغضب "علمتُ ذلك، الفتاة كأمها! تريدين أن تصبحي عاهرة كأمكِ أن تبيعي جسدكِ مثلها أليس كذلك؟" صرخ بها ليصفعها حتى أصبحت على الأرض تبكي بحرقة بينما الطعام إلتصق بوجهها.

"إن كنتِ لاتريدين أن تموتي من الجوع كلي القمامة على الأرض وعندما تقررين أن تدافعي عن نفسك و تصبحي كأبنتي تعالي لي" نظرت له ليليث بعينان دامعة فاهمتاً قصده واليوم الثاني كانت تحمل رؤوس ثلاث فتيات بصندوق لتضعه أمام جورج الذي جلس على عرشه. فتحت الصّندوق له لتنظر بعيون من تنمرن عليها، جميعها خالية من الحياة.

"أحسنتِ" أردف بهدوء ليضع تاجاً على رأسها. جرها من كتفها إليه ليحدق بالطفلة التي إختفت البرائة من عيونها "من الآن انتِ وريثتي" همس بأذنها.

فتحت عينيها بهدوء لتنظر حولها، غرفتها كما كانت من قبل. لم تدري كم مضى من الوقت لكنه ترك أثاره على الغرفة فقد كانت غير التي عرفتها لسنين. إرتدت فستاتاً أصفر لتمشط شعرها البني ثم تفتح الباب، لكن إرتطمت بشيء صلب جعلها تتراجع للخلف. نظرت للرجل أمامها بحيرة.

"من أنت؟" سألت بهدوء ليجيبها بأن ماكس عينه ليحرسها. زفرت بغضب ليغلق الباب بوجهها وتحدق به لثواني قبل أن تدمر الغرفة بأكملها وهي تلعنه بغضب.

فُتح الباب لترمي المزهرية عند رأسه لكنه تجاهلها بعدم مبالاة. نظرت له بحقد شديد وللمرة إختفت تلك النظارات الوردية التي كانت ترى ماكس بها. كانت تراه كاملاً سابقاً أما الآن فهو مليء بالعيوب. دق قلبها بسرعة ولم تعرف إن كان غضبها أم أنها مازالت تكبت له مشاعراً سخيفة.

جلس على الطاولة في وسط الغرفة بينما إنتقى لنفسه زجاجة نبيذ عتيقة. سكب كأس متجاهلاً وجودها بأكمله مما جعل عينيها تحكر بغضب. تقدمت منه بثقل بينما خطت على الأرض بقوة حتى ترقفت خطاها أمامه.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن