-14-

149 7 0
                                    

جاء الرّبيع وملئ نسيمه المنعش أنحاء القصر الجديد. الشّمس إخترقت شباببك غرفة تلك التي مازالت نائمة إلى الظّهيرة وعندما وقف عنكبوت على وجهها إنتفضت من فراشها بفزع. شعرها مبعثر و عينيها ناعستان. نظرت حولها بخوف متذكرتاً ماحدث ليلة مبارحة. لقد ذهب عقلها، لقد كانت ثملة جداً.

نهضت ماريانا من سريرها وهي تتثائب بكسل. دخلت للحمام بينما أحداث مبارحة تدور بعقلها وفجأة وهي تغسل وجهها تذكرت ماحدث. كيف خرج الجميع من القاعة وليليث بقيت مع ماكس.

جففت وجهها بسرعة لتذهب خارجاً حيث نظرت حولها للقصر الهادىء بغرابة. نظرت حولها لتصعد بدون تفكير لغرفة ليليث. فتحت الباب لتشهق عندما رأت سريرها فارغ. الخوف طغى على جسدها وأنفاسها عالية. دارت بالغرفة باحثتاً عن ليليث بيأس.

حدقت ليليث بالسّقف فوقها وكل عظمة في جسدها تؤلمها. كان ألماً فظيعاً، لايوصف. الدّموع جفت عند وجنتيها وجفناها كانا منتفخان. شفتيها زقاوتان و بشرتها باهة كالأموات. نظر لها ماكس بقرف، بإحتقار و لكن لذةُ الإنتصار واضحة على وجهه.

لأول مرة في حياتها شعرت ليليث بشيء يتحطم بداخلها وكأن أحدهم يمسك بقلبها ويعتصره بقوة. لقد كانت تتمنى دوماً أن تكون مع ماكس لكن الآن كل ماتتمناه هو إختفائه. نظرت إليه بفراغ متجنبتاً النظر في عينيه كي لاتعطيه لذة خسراتها أكثر. ربما جورج كان على الحق والحب ليس للوحوش أمثالهم. هم مصاصون للدماء، كُتب عليهم تلطيخ يديهم بالدّماء وشربها للأبد. إبتسمت ليليث بسخرية لسذاجتها. من الآن فصاعداً سوف تخطط، سوف تقتل ماكس ببطىء، ستشرب دمائه.

لكنها الآن كانت محطمة. لقد كسرها لشتات، أحرقها حتى باتت رماد. لقد كسر جسدها طوال الليل. لديها ألف كسر في كل عظمة من جسدها وقد غابت عن وعيها عشرات المرات. في كل مرة يصفعها ليوقظها كي تشهد وحشيته. الدّماء سالت من جسدها والكدمات ملئته و لأول مرة سمحت ليليث لنفسها بالإستسلام. تكورت على نفسها و غطت جسدها بقطعة القماشة الصّغيرة بينما دفنت رأسها بالفراش وهي تحدق بالاشيء. لقد كان شكلها ذلك المثير للشفقة كافياً ليجعل ماكس يشبع من إهانتها. أخذ حماماً ثم تركها لتبقى متجمدتاً هناك.

وقفت ماريانا بتوتر أمام ماكس الذي جلس على عرشه بملل. بقربه وقف لويس الذي ظل يهمس له أشياء جعلته يضحك بخفة.

لويس بسخرية:"ماذا؟ أرى أن مزاجك جيد اليوم، مالسّر؟" نظر له ماكس بإبتسامة غير معتادة لينظر أمامه لماريانا أخيراً ملاحظاً وجودها. تبعه لويس الذي نظر لماريانا بإعجاب. تقدم منها بينما أنزلت رأسها للأسفل بتوتر. قهقه لويس بخفة ليلعب بخصلة من شعرها بيننا نظر لماكس "هذه صديقةُ ليليث الجديدة، ماكان أسمها؟"

"ماريانا" قالت ماريانا بهدوء بينما إحمرت وجنتيها لقرب لويس وإسلوبه وكأنه يغازلها. "أريد أن أرى ليليث. لقد إختفت مبارحة" تحولت نظرات ماكس لتلك الجادة ليبتعد لويس ناظراً لماكس بإستغراب

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن