نظرت ليليث من عبر النافذة أمامها بينما أصبح لون السماء الأسود الدامس لأزرق غامق. أقل من ساعة تفصلها عن شروق الشمس. لما لا يؤلمها جسدها؟ لقد كان يغتصبها طوال الليل لكن ليس جسدها مايؤلمها بل روحها تؤلم بشدة. هاهي مازالت جالسة بحضنه منذُ ساعات منشفة رقيقة تغطيها. هذه المرة مختلفة عن كل المرات، هذه المرة لا يوجد عودة بل هو طريق بلا رجوع للوراء.
"أتدرك مافعلت؟" قالت بشرود بينما يدان ماكس تحتضنها. لا تدري إن كان حضناً بسبب تملكه أم أنهُ بالحقيقة يخشى أن يفلتها من يديه بقوة. تنهد بهدوء ليجعل ليليث تقف بينما مشى قليلاً ليتوقف عند الطاولة. أخذ سيجارة ليضعها بفمه ثم يشعلها بهدوء. لم تكن السيجارة فقط تحترق بل داخله أيضاً، الفرق الوحيد هو أنهُ لا يخرج دخاناً عندما يحترق.
"مافعلتهُ لن يُغتفر أعرف ذلك، ليليث" قال بصوتٍ مُتعب بينما نفخ الدخان من فمه. نظر من الشباك أمامه، لقد أصبحت السماء الآن ذات لون فاتح، في غضون دقائق ستشرق الشمس وسيكون عليه الرحيل. أطفىء السيجارة بيده بينما شتم نفسه. فكرة أنه ودعها هكذا جعلتهُ يرغب بأن يقتل نفسه.
تظرت ليليث للمرآة أمامه بينما كانت لاترتدي شيئاً، كان منظراً قبيحاً جداً لدرجة أنها لم تتعرف على جسدها، لقد ملئته الكدمات من رأسها لقدمها وضعت يدها على بطنها لتتلمس تلك الحروف الثلاثة.MAX طُبع على بطنها بأنيابه وكأنها لوحة مُريعة. لم تستطع البكاء حتى، لقد نفذت الدموع. روحها قد تركت جسدها بالفعل و لم يبقى لها سوى الوحدة. كم هو موحش شعور الجسد عندما تتركهُ الروح؟
إلتفت ماكس ليصبح خلفها، نظر لتعابيرها الميتة بالمرآة ليشعر بألم فظيع بصدره. هو من فعل هذا بها، هو من حطمها وهذه المرة لقد خسرها تماماً. كانت ليليث الآن كدمية مكسورة. ساعدها على وضع ملابسها بينما لم تنطق بكلمة واحدة، أمسك بساعدها ليجرها خلفه، ثم توقف لينظر للشمس التي سطعت في وجههما و خلف تلك الشمس جيشُ كبير يتجه نحوه. عندها عرف أنها النهاية و سيحارب معركتهُ الأخيرة لآخر نفس.
كانت الجيوش تتجه للقلعة تحت قيادة أليكسندر الذي ركب الحصان بينما كان بالمقدمة، التاج فوق رأسه و هو ينظر للقصر بملامح جادة ثم أخرج من جيبه خاتماً من فضة، تتوسطه ألماسة ذات لون أزرق. 'اليوم ليليث، سوف أضعهُ بيدكِ' همس لنفسه ليقبل الخاتم ثم يعده لمكانه وهو ينظر أمامه بحزم.
أمسك ماكس بيد ليليث ليجرها خلفه على الدرج. كانت حقاً جسداً بلا الروح، شهق الخدم عندما رأوها فقد كانت تبدو كجثة تتحرك. جسمها أزرق بالكامل وبشرتها شاحبة. وصل ماكس للقاعة الرئيسية بينما كان لويس وبعض الرجال الذين يثق بهم هناك. طوال الوقت لم يستطع أن يفلت يد ليليث، لقد شعر بأنهُ إن فعل ذلك، بأنه سيفقدها للأبد واللعنة كم كان ذلك شعور مُريع.
نظر لويس لليليث بصدمة والجميع فعل كذلك، أراد لويس أن يتكلم أن يقول شيئاً لكن ماكس سبقه. "ستعتني بها جيداً عدني بذلك" قال بجدية لينظر لويس لليليث. "هل أعتني بها كما تعتني بها أنت ماكس؟" قال بغضب. لايدري لما لكنهُ شعر بالقهر من منظر ليليث الميت. هو دائماً فضل ماكس لكن اللعنة ليليث كانت صديقتهُ أيضاً. "كيف تفعل شيئاً كذا بها، ماكس؟ بحق الجحيم إنظر لها، إنها كالجثة وأنت قتلتها!" صرخ لويس بغضب ليتقدم من ماكس. هل سيضربه حتى؟ هل سيتجرأ؟
أمسك قبضتهُ بقوة ولكن بعد ثواني لم يستطع السيطرة على نفسه ولم يجد نفسهُ إلا يلكم ماكس بقوة. وقع ماكس على الأرض، الدماء تسيل من أنفه وفمه. لم يشعر بألم بل أعجبهُ الأمر: "إضربني أكثر لويس، أنا أستحق ذلك" قال ببرود لينظر له لويس بغضب أكثر.
"لا لن أضربك. أنت مقرف جداً لدرجة أنك لاتستحقُ أن تُضرب ماكس" قال لويس بقوف وهو يمسح دماء ماكس من قبضته. إبتسم ماكس بجنون لتتحول الإبتسامة لضحكة جنونية.
"بلا أستحق. أضربني. فأنا الوغد العاهر الذي فعل هذا بالمرأة التي يحبها. أيفعل أحدهم هكذا بشخصٍ يحبه لويس قُل لي" توقف ليشير لليليث التي لم تتتحرك كالصنم فقط تقف جامدة وكأنها تمثالُ ، لوحة لاحياة فيها. "أيفعل أحدهم هكذا بالمرأة التي يحبها انا-" ثم توقف لينظر لليلث ورغم محاولاته البائسة لم يستطع منع دمعةٍ واحدة من أن تسيل على خديه.
لم تدري ليليث ماذا تفعل بهذا الكلام. ماكس يحبها؟ لو قال لها هذا الكلام قبل بضع أعوام لأبتسمت كالحمقاء و أخبرتهُ بأنها تبادله، لكن الآن لم يفت الآوان فحسب لكن هناك شيء مبتور بها. قلبها قد نزعتهُ وهاهي تشعرُ بالفراغ بصدرها لكن في مكان بعيد في هذه المجرة ينبضُ قلبها له رغماً عنها.
لذا ققط تظاهرت بأنه لم يقل تلك الكلمات التي تدفىء القلب براحة غريبة بعد ألم ة، بل تظاهرت بأنها لم تسمع. هي كانت على كل حال في عالم آخر، كانت جسد بلا ووح و في داخلها إقنتعت بأن الذي تعيشه كابوس طويل و ليس واقعها.
نظر لويس لماكس بشفقة. هذه أول مرة رأه يبكي فيها. بدأ الأمر بدمعة عنيدة لكن هاهو ماكسميليان العظيم على الأرض يبكي كطفلٍ فقد أمه. أيقن أخيراً أنهُ فقدها؟
"اللعنة قِف ماكس هيا أجمع شتاتك، لا وقت للبكاء، لا وقت للندم و لا وقت لأي شي. أترى الجيوش القادمة من إتجاه الشمس نحونا. علينا أنا نواجهها ياصديقي لآخر نفس و صدقني عندما ندير وجوهننا للأمام وننظر لأعدائنا، عندها لا رجوع للوراء ولا هروب، بل معركة إلى آخر نفس" قال لويس و لوهلة الأحداث كلها بدت عشوائية و لم يعد أي شيء له معنى. كان الأمر كالحلم. أولاء الثلاثة كانو بالأمس أصدقاء و هاهم جميعهم محطمون على مسرحية الحياة. هذه اللعبة قد بدأها الجميع وهاهي نهايتها على الأبواب.
____
هاي ياقلبيي اشتقت لكم مرررة. طبعاً آسفة كثيير على التأخير والبارت القصير بس أوعدكم بالأيام الجاية بتنزل بارتات جديدة والجاي رح يصدمكم شوي🙂 ترقبوا الاحداث القادمة ودمتم بود.
أنت تقرأ
𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤
Vampireيُقال أن الحب حُرم على الشّياطين أمثالنا الحقيقة أننا لدينا قلوب حتى لو كانت قاسية بالحجر مازالت تدق بقوة. "من أجلكِ حلوتي، سأذنب. ذنبي هو حبكِ وأنا لن أتوب يوماً!" ليليث كانت أكبر شيطانة في كامل مملكة مصاصي الدّماء، منذ طفولتها سمعت جملة واحدة من...