*لحدي ما جاء الظهر، كنت قاعدة في مكتبي بستقبل في المرضى العايزين يقابلوني، بعد ما خلصت من أصحاب الملفات ومن مراجعة حالتهم، قبل ما يدخل لي حد في الوقت داك جاتني واحدة من الممرضات جارية، وكان وشها شاحب ما بيطمن، وكانت بتتنفس بسرعة، في اللحظة ديك اتوترت شديد....*
_زهراء؟ مالك؟ وجارية كدا ليه في شنو؟
_دكتورة رحاب، ممكن تجي معاي لحظة؟
_اجي معاك؟ ليه زهراء لو في حاجة قولي لي ما توتريني
_ ف في حد عايزك، ضروري تجي معاي يا دكتورة وممكن الاسئلة نخليها على جنب؟
*دخلت في حالة فزعة، وسقتها من يدها سريع ومشت بي للبوابة، فااا لقيت سيارة واقفة، نزلت منها بت، أيوة عرفتها، مرافي بت عمي الما بتغباني... *
_م مرافي؟؟
*جات جارية علي وحضنتني وبكت فيني من غير ما تنطق بكلمة، انا راسي بقى يودي ويجيب في اللحظة ديك، بعدتها مني وما قدرت استوعب اي حاجة... *
_م مرافي في شنو؟ في شنوووووو؟! *انفعلت وصرخت في اللحظة ديك*
_ر رحاب، إنا لله وإنا إليه راجعون
*في اللحظة ديك قلبي كان حيقيف، أعصابي انهارت... *
_شنو؟ دا شنو البتقوليه دا يا مرافي؟ وفي شنو؟ المات منو؟
_ع عمو عبد الرؤوف يا رحاب..
*كل شيء في اللحظة ديك وقف قدامي أسود، بقيت سامعة صوتها دا بعيد شديد، وذهني بقى يردد جملتها ديك، وسمعت صوت صفير في أضاني، دموعي جرت من غير ما أحس، ووقعت في الواطة وهي قعدت معاي ومسكتني... *
_ل لا، مستحيل
_يا بت رحاب قومي قولي بسم الله
*لزيتها بقوة على الأرض وقمت على حيلي، كل الناس انتبهت معاي ومع صراخي.. *
_قلت لأ يعني لأ سمعتي؟ أبوي ما مات ولا أي حاجة، أنا أبوي مستحيل يخليني فهمتي؟؟؟*كانت بتبكي شديد وأنا بقيت ماشة وبقول مستحيل مستحيل في نفسي لحدي ما وقفت في نص الظلط من غير ما أحس رجولي ساقتني هناك، كانت في شاحنة كبيرة حتصدمني للحظة، لو ما جوا الناس، وزحوني من جنبها، للصراحة كان في كتييرين بيكوركوا فيني بس ما حاسة بأي صوت غير البيقول لي "عمو عبد الرؤوف"، ما كنت حاسة بحاجة، فجأة لقيت روحي في السيارة جوة، وجنبي مرافي بتمسح على يدي وبتهديني، وانا بعاين ليها، وبقيت بضحك، وبأعلى صوتي... *
_ههخخ مرافي انتِ هبلة ولا شنو؟ انتِ القال ليك كدا منو؟ ما تقولي لي عمو مراد؟ ياخ بيكون بيهظر ساي ما عارفاه يعني؟
_رحاب دا شنو البتقولي فيه دا انتِ واعية؟ رحاب أصحي دي حقيقة حقيقة
_بأعلى صوتي: كيف يعني حقيقة؟ حقيقة كيف يا مرافي بتتكلمي بياته منطق انتِ؟ مستحيل قلت ليك ودوني لأبوي حالاً حالاً*السيارة وقفت فجأة، والكان سايق نزل ما انتبهت حتى هو كان منو تصدقوا؟ حسيت زول جنبي فجأة في الجهة التانية، اتلفت ولقيته مازن أخو مرافي، كان بيربت على كتفي... *
_رحاب لا حول ولا قوة إلا بالله، اتصبري وخليك قوية واستغفري، انتِ لو ضعفتي وانهرتي هسي البصبر خالتي منو؟ البقوي رنا ورياض تاني منو؟ اتحسبي يا رحاب اتحسبي
_اسكت لا لا الكلام دا كذب، كذب مستحيل يعني مستحيل
*وبقيت ببكي بحرقة شديدة، ومرافي ضمتني عليها، مازن ما قال حاجة نزل ورجع لمقعده وساق السيارة من سكات، والطريق كله ببكي ومرافي تبكي معاي، وتمسح على ضهري، لحدي ما وصلنا قدام البيت، ونزلت، لحظتها جسمي كله بقى يرجف، وخطواتي تقلوا وانا بدخل، دخلنا جوة، أول ما شفت البكاء والكوراك الحاصل دا، دخلت في حالة ل لا يعلم بها إلا الله، بقيت شايفة قدامي طشاش طشاش، لحدي ما بقيت ما شايفة اي حاجة قدامي تاني... **من ناحية تانية*
*بلسان رياض*
*كنت قاعد في البينش المعتاد تبعي، وقاعد براي كعادتي، ما كان عندي أصحاب، ولا الناس بتحب تخالطني، ماسك الشيت وبمرر القلم على السطور، كنت مركز كدا لحدي ما سمعت صوت، ورفعت راسي... *
_الاستاذ انعزالي، كيفك؟
_أهلين، سماح
_ماف اتفضلي ولا شنو؟
_اكيد، اتفضلي
_طول الوقت كدا بتقرأ؟ ما بتمل؟
_اممم لا، افضل من اقعد ساي
_تقعد ساي شنو؟ ما ناوي تكون أصحاب؟
_سماح ما بحب احكي في موضوع الأصحاب دا، بظنك عارفة الحكاية
_ممكن نبقى أصحاب؟
*في اللحظة ديك بقيت بعاين فيها مستغرب، أول مرة زول يقول لي كدا، اخدت نفس من غير ما ارد ليها، ورجعت لقلمي وشيتي تاني.. *
_هه، ما مشكلة وعارفة انك فاكرني خفيفة، حبيت بس اقيف معاك وعارفاك ما بترتاح لي، ع العموم ما براك كتار ناس ما برتاحوا لي،عادي المهم بالتوفيق وربنا يسعدك
*قامت من جنبي ومشت بعد حسيت في وشها ملامح اليأس، ما كنت حابي أحرجها، بس في نفس اللحظة ما كان عندي نفس أصاحب ولا زول، أنا عارف هي مظلومة شديد في الجامعة والناس ما بتحبها، مع إنها زولة مسكينة وشاطرة، بس قسمتها، اتنهدت ورجعت اعاين في الشيت، لحظتها الموبايل ضرب، شلت وعاينت في أشوف الإسم، بس كان رقم غريب، فتحت الخط، وأول ما فتحته جاني صوت ما كان غريب علي... *
_الو، وعليكم السلام، منو؟ اااا خالتي سماهر كيف الحال، الحمد لله، في شنو يا خالتي نزلتي السودان متين؟ اهااا طيب في شنو؟ كيف؟....*لحظتها بقيت ما مستوعب أي حاجة لحظة قالت "إنا لله وإنا إليه راجعون، ابوك توفي يا ولدي" راسي شطب تماماً، ما لقيت نفسي غير اني جاري وحرس البوابة وكل الناس بتنده علي بس ما كنت واعي في اللحظة ديك للقدامي كله، جريت ولقيت سيارة واقفة لي برة، كانت سيارة أنس ولد خالتي سماهر، ركبت وانا ما واعي حتى... *
_رياض يا اخوي البركة فيكم
_البركة في الجميع، انس اسرع بقدر ما تقدر
_طيب روق واتصبر، خليك قوي يا مان
*اتحركنا من قدام البوابة، كان سايق السيارة بسرعة، لحدي ما وصلنا البيت....يتبع🤎