*رياض*
*بعد ما اتفقنا مع الزول معرفة عمي دا على إنه ينشر لينا الإعلان، عمي ومعاه استاذ وقاص رجعوا البيت، وانا ما حبيت أرجع، مشيت على شارع النيل، كل خطوة فيه بتذكرني برحاب لمن نجي انا وهي سواء، لمن كنت بقول ليها "هب النسيم شاغلها" لمن هي تجي مارة والهواء يبقى لطيف وعليل، مسحت على وشي وبقيت ادعي انه نلاقيها، قعدت على كرسي وبقيت شارد، قطع شرودي صوت زول ربت على كتفي، فاتلفت واشوف...*
_هاااي، رياض
_أهليين، سارة صح؟
_أيونن ياها
_اا أهليين
_كيفك؟
_تمام الحمد لله وانتِ؟
_كويسة، شايفة الصدفة جمعتنا تاني
_اا ايوة فعلاً
_ممكن أعرف ليه قاعد براك هنا؟؟ ممكن نقعد سواء؟
_ااا، اتفضلي
_متوتر كدا ليه يخ؟
_لا ما متوتر العفوو
_ظاهر ظاهر، طيب ما وريتني قاعد براك ليه؟ بتحب شارع النيل؟
_أيوة جداً
_ظاهر انك متضايق والله احكي لي مالك؟ لو عادي يعني
_ماف حاجة هي مجرد ظروف زيي زي اي زول
_عشان أمك مريضة؟
_لأ
_طيب عشان شنو؟
_اليومين دي اختي مفقودة، فااا بس مشغول بيها شوية
_اهااا ان شاء الله تجتمعوا بيها في اسرع وقت
_اميين
_ومالها؟؟ وين اختفت فجأة؟
_انخطفت، وساعيين نعرف الخاطفين
_واي الله يجمعكم بيها سريع
_ان شاء الله
_انا استغربت لاني ما شايفاك في الجامعة اليومين ديل
_فعلاً ما قاعد اجي
_تشرب شنو؟ تحب كولا؟
_لا ما عايز حاجة، عافية عليك
_انا ما عايزة اسألك رأيك شنو تشرب بس عايزة أعرف شنو بتشرب؟
_معليش ياخ ما تضغطي علي، ما عايز أشرب أي شيء
_طيب تمام، عاينن أنا ممكن أساعدك في أي شيء تاني، ما تخجل تطلب ياخ
_لالا تسلمي والله
*من اليوم داك تاني مروا يومين، يومين ونحن قلبنا الخرطوم دي قلب على رحاب وما لقيناها، فقدنا الأمل من كل شيء، مثاني لمن عرفت جات عندنا وكانت اكتر واحدة بتبكي الليل والنهار، وتقول لي يا رياض ليه ما توريني بحاجة زي دي مهمة من البداية، سكت وما عرفت اقول ليها شنو، بقينا بندعي بس الليل والنهار، عشان ربنا يجمعنا بيها، اليوم التالت مشيت الجامعة، ما كان عندي نفس امشي، بس رنا كانت عنيدة جداً وقالت رياض إذا ما نزل أنا ما حأنزل، فنزلت علشان هي ضروري تمشي المدرسة كمان، عمي واستاذ وقاص والدنيا كلها بتفتش على رحاب...*
*من ناحية تانية*
*مروا يومين تاني، ورياض ما جاء فيهم الجامعة، ولا رحاب بترد، ولا أي حد بيرد علي، خفت وقلقت جداً، اليوم التالت شلت التوتر الفي قلبي ومشيت الجامعة، قلت الليلة بعد الجامعة امشي اشوفهم مالهم، طلعنا انا وعنان للجامعة، ونحن ماشين كدا على القاعة، عنان لكزتني..*
_في شنو يا بت؟
_عاايني هييي داك ما رياض؟
_دقيقة، دا رياض والله، كدي ورح ورح اشوفه المعولق دا ماله كان غايب كتير كدا
_حييي انا شنو ياخ الشوق قتلنا؟؟
_عنان بطلي هبالة ورح
*مشينا ناحيته وسلمنا عليه، بس المرة دي لاحظت انه سلم علي ببرود، وملامحه كانت متغيرة، فتلقائي لقيت نفسي سألته...*
_انت ما كويس صح؟ مالك يا رياض مستحيل تكون غبت ساي أصلاً
_ماف شيء ماف شيء انسي
_لا ما بنسى، انا متأكدة في شيء
_ماف حاجة يا سماح
_في
*بنرفزة كدا انفعل فيني، ودي كانت أول مرة يعلي صوته علي...*
_سماح ماف شيء خلاص، كنت تعبان شوية بس دا كل اللي حاصل
_طيب ماشي كويس
*ما إن بعدت عنه شوية، جات سارة ماشة تتقدل عليه، سلمت عليه بطريقة مايعة، وسألته سؤال خلاني استغرب...*
_اها اختك مافي عنها اي خبر؟
_لا والله لحد اللحظة
_دقيقة، رياض اختك منو فيهم؟
_يااو دي مش حبيبتك؟ وما عارفة يعني الحاصل معاك معقول؟؟
_رحاب رحاب يا سماح
_مالها؟؟ رحاب مالها؟ أصلاً كنت ما مطمئنة
_مفقودة، انخطفت
*أول ما قال الجملة دي حسيت روحي ما قادرة استوعب، كيف يعني مخطوفة وانا ما عارفة؟ قبلت على عنان وهي قبلت علي خاتة يدها في خشمها، زفرت بضيق كدا وقلت ليه رياض تعال عايزاك على جنبة، مشينا كدا بعيد من عنان وسارة شوية...*
_وما كنت ناوي تكلمني يا رياض؟
_سماح، أنا أفكاري مشتتة وضايع شديد هسي، عشان كدا حاسي الضغط العلي بقى أكبر من أول، عشان كدا ما كنت قادر اتناقش بس كنت عايز احكي..
_ناوي تحكي؟ تحكي متين لمن ابقى انا اخر من يعلم؟
_لا أكيد، بس انتِ روقي شوية، وبعدين انا نزلت المنشور في الفيس على فكرة
_ريااض انا سارة بتعرف قبليني الموضوع، انت فاهم؟؟ حسستني وكأني انا الغريبة، تلفوني خرب ثانياً، بعدين انت بتعرف سارة يعني؟؟
_عرفتها قريب
_اااا قريب، طيب طيب وعادي بتفضفض ليها؟
_هي أصرت تعرف الموضوع، ولو سمحتي يا سماح خلاص اقفلي على الموضوع، يعني اسألتك فعلاً اسئلة شك وعدم ثقة
