١٣

540 17 3
                                    

*بلسان رياض*
*قالت ليها رياض عايز يتكلم معاك وادتني التلفون مباشرة، شلت التلفون ووقفت في شباك الغرفة، أخدنا لحظة صمت، وكسره صوتها...*
*محتوى المكالمة*
_ألو، سلام رياض كيفك؟
_أهلين وعليكم السلام، تمام الحمد لله انتِ كيفك؟
_الحمد لله بخير
_وينك من الجامعة يومين؟
_ما قاعدة أجي والله أمي حبة تعبانة وكدا
_سلامتها ألف سلامة عليها، كيفها هسي؟
_أحسن إن شاء الله من بكرة حأبدأ أجي الجامعة
_الحمد لله ربنا يواليها بالعافية والصحة
_اللهم اميين يارب، يلا
_سماح
_نعم
_افتقدت ليك جداً
*قلت جملتي دي ونزلت السماعة من أذني، ما عارف كمية الشجاعة دي جاتني من وين كانت عندي رغبة قوية جداً في إني أقول ليها العبارة دي عشان أرتاح، عاينت الخط لسة مفتوح، قفلته وأديت التلفون رحاب، وأنا طالع، وقفني سؤال رحاب...*

_كيف حاسي بعد ما سمعت صوتها؟
_كيف يعني، عادي بس اتطمنت عليها
_اااا عادي قلت لي، لالا ظابط طيب
_يلا تصبحي على خير
_تلاقيه
*طلعت وسديت الباب ومشيت على غرفتي مباشرة...*
*من ناحية*
*بلسان سماح*
*في لحظة قال عبارته دي أنا هنا أفكاري كلها جاطت في بعض، وبقيت ما مركزة وسرحت حتى نسيت أقفل الخط، يعني حقيقة رياض بيفتقدني، حقيقة هو عنده لي شيء، بقيت قاعدة فترة كدا لحدي ما قررت أقفل باب الاسئلة والأفكار الجايطة دي، وقمت أديت أمي علاجاتها وغطيتها كويس رقدت نامت، ورقدت أنا في السرير القصادها ولسة التفكير ماخدني، قلبت على صفحتي التانية واستغفرت غمضت عيوني، شوية شوية النوم أخدني....*

*في الصباح*
*بلسان رحاب*
*مشيت المستشفى وبديت دوامي عادي بقابل المرضى والعندهم مقابلة، وأنا منهمكة مع الشغل كدا، وكنت مدنقرة بتابع في ملفات كدا بعيوني، سمعت صوت زول خبط الباب، قلت اتفضل، سمعت صوت، وكان صوت دكتور مصطفى، رفعت راسي....*
_السلام عليكم
_وعليكم السلام يا دكتور، اتفضل اتفضل اجلس
_كيفك؟
_بخير حمد لله وانت؟
_بخير الحمدلله، ثم ثانياً أحسن الله عزاءكم الدوام لله ربنا يرحم الوالد ويجعل مأواه الجنة يارب
_اللهم آميين يارب يرحم جميع الموتى
(تنبيه صغنن.. لمن تجي تدعي لزول متوفى  ما تقول ربنا يجعل مثواه، مثوى دي ذكرت مع النار في القرآن، بل الأحسن إنك تقول ربنا يجعل مأواه✔️، كدا أصح وافضل، للتنبيه والمعلومة❤️....)
_بالمناسبة يا دكتورة آسف شديد بعتذر على التأخير كان المفروض أصلك بدري بس ما باليد كانت برضه حاصلة معانا وفيات وما كنت مداوم في المستشفى
_لالا ولا يهمك عادي ما بتقصر، ربنا يرحمهم ويغفر ليهم يارب والبركة فيكم
_البركة في أمة محمد، أنا حأستأذن أقوم أمشي مكتبي راجيني كتيير، ممكن أوصلك بعدين عشان أمشي أسلم على ناس الحجة وأعزيهم؟
*فكرت للحظة كدا، وقلت ما صح اقول ليه لأ وهو عايز يقوم باللي شايفه واجبه،فهزيت راسي بمعنى"أيوة"...*
_تسلمي إن شاء الله، يلا
_يلا
*ومرق سد الباب وراه، وما مرت ثانية برضه جاء مريض دخل وراه تاني...*

*من ناحية*
*بلسان سماح*
*مشيت الجامعة والليلة حاسة نفسي مبسوطة على الأقل، من بين أيامي الكئيبة كلها لمن أشوفه بفرح وببتهج، كنت متحمسة عشان أشوفه، أول ما وصلت مشيت على البينش بتاعه، ما لقيته، تنشنت في البداية لحدي ما أسمع زول وراي قال لي "وححح"، اتلفت  ولقيته هو...*
_رياااض، وأخيراً جيت
_أممم، فقدتيني؟
_هسي أنا قلت ليك فقدتك؟
_واضح واضح
_المهم كيفك؟ وكيف ناس رحاب وخالتو ورنا؟؟
_تمام كلنا حمد لله، انتِ كيف وكيف الحجة أصبحت؟
_بخيير الحمد لله
_اقعدي اتفضلي
_عايزة أمشي عندي محاضرة مهمةة
*حاجزني كدا نظام ما أمشي، وعاين لي بنظرات غريبة...*
_ومن متين في محاضرة بتبدأ زي الزمن دا؟
_رياض"بصوت منخفض" الناس كلها بتعاين ليك دا شنو البتعمل فيه دا؟
_ما يهمني المهم ما تكذبي علي وتقولي عايزة تمشي بحجة المحاضرة
_طيب تمام بقعد بس زح
_أممم طيب
*اتنحى وقعد وأنا قعدت معاه، كنت محرجة من تصرفاته الغريبة دي...*
_ أها يا سيد وتاني؟
_ولا شيء، ثرثري بالعايزة تقوليه
_ثرثري كمان؟والله دي ثرثري
_أياً كان أرغي إسمها شنو المهم
*ضحكت في كلامه دا، أخدنا الكلام، بقى يحكي عنه شوية، وبحكي عني شوية تانية، بنضحك، وشوية نسكت، لأول مرة في حياتي أحس بالشعور الحلو دا، لأول مرة أحس عندي زول ممكن أحكي ليه أو أفضفض...*

*لقد كانت تلك المرة الأولى التي أحادث عينيها البريئتين، وأشعر أن هذا العالم السيء يبدو لطيفاً جداً...رياض🧡🦋*

*أول مرة أشعر بأن هذا العالم القاسي أملس جداً، لأول مرة أشعر بشعور يغمرني بالطمأنينة...سماح🧡🦋*
_ود هييي زمن المحاضرة جاء سجمي
_أمشي جريي
_يلا يلا، انتبه ع نفسك وركز ع المحاضرة وإلا بشكي ليك رحاب
_ظابط يا زولة يلا
*جريت طوالي ع القاعة وكنت مبسوطة، حتى ابتسامتي ظهرت على وشي، كنت رايقة وبحضر المحاضرات بكل رواق، لمن جيت طالعة اتصلت على أمي أطمئن عليها، وفي أثناء ما بتكلم معاها...*

*من ناحية*
*بلسان رحاب*
*المساء جاء وكان الدوام المسائي بتاع دكتور عثمان، اتصلت عليه عشان أتأكد إنه مداوم فأكد لي إنه اليوم مداوم، طلعت لابكوتي وطويته على ساعد يدي وعدلت طرحتي وجيت طالعة شايلة في يدي شوية ملفات، في طريقي لاقيت دكتور مصطفى، فا اتذكرت إنه هو قال عايز يوصلني عشان يعزي ناس أمي وكدا، ركبت معاه السيارة ركبت في المقاعد وراء واتحركنا، في الطريق انا ساكتة وسرحانة، قطع شرودي صوته...*
_دكتورة
_نعم
_انتِ أكبر واحدة في أخوانك صح؟
_أيوة
_البعديك في كم؟
_تانية جامعة
_بيقرأ شنو؟؟
_صيدلة
_تبارك الله هو العيلة كلها دكاترة وصيادلة ولا إيهه
*ضحكت شوية كدا، وتاني واصل...*
_طيب البعديه بت مش؟
_اي عرفت كيف؟
_سألتك قبل كدا لو ما متذكرة
_اااا صح نسييت
_وممتحنة؟
_اااي
_شايلة شنو؟
_أحياء
_لا عاد ماشاء الله كلكم دكاترة
_ههخخ، وانت ذاتك ما دكتور ومعارفك كلهم دكاترة تقريباً
_وعرفتي كيف؟
_كل ما تذكر لي إسم لازم تقول لي دكتور فلان
_هه، ماشاء الله مركزة
_لا دا التكرار
*تاني أخدنا سكتة كدا، لغاية ما وصلنا البيت، دخل معاي وسلم على ناس البيت كلهم وجاء رياض داخل صدفة لاقاه وسلم عليه، قعد واتكلم مع امي فترة كدا واستأذن طلع عشان ما يخلي مرضاه وكدا، جيت قدمته لحد الباب، وشكرته على وقفته الظريفة دي معانا...*
_معقول ياخ؟ دا الحجة زي أمي ما تقولي كدا
_تسلم ياه
_ربنا يسلمكك
*مجرد لحظات عشتها في ابتسامتها، كانت تعني لي كثيراً....مصطفى🧡🦋*

*ركب السيارة واتحرك، وأنا دخلت وقفلت الباب، اتجهت نحو المطبخ عايزة أشرب موية، بس فجأة سمعت...*

يتبع🤎..

عشيقة الربيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن