*اللهم رضاؤك، في كل خطوة نخطوها*
*حدثت الحادثة، لما كنت في السطوح وشاردة في أفكاري كالعادة، دا مكاني المفضل حرفيياً البسرح فيه مع همومي، والنسيم كان بيلعب بطرحتي الشالية الخاتاها في كتفي من غير ما البسها، عندي حكاية طويلة جداً مع النسيم دا، سمعت صوت من بعيد بيناديني "يا دكتورة، يا دكتورة" وكل ما ليه بيقرب، وقفت مكاني لحدي ما يجي الزول البينادي علي دا لفوق عندي، كان صوت شافعة صغيرة لما وصلتني كانت شايلة معاها تلفوني، وبتتنفس بسرعة عرفت انها كانت جارية وهي بتركب السلم، مدت لي التلفون وشلته منها، وعاينت ليها مسافة لمن نفسها هدأ شوية....*
_قالوا ليك ثريع يا دكتورة تردي على تفلونك دا، جروني ليك جري
_ليه في شنو؟
_ما عارفة والله في زول متصل عليك ما ثألتهم "عندها لجنة في حرف السين"
*رفعت سماعة التلفون على أضاني، وأصابني التوتر فجأة...*
_ألوو، وعليكم السلام، أهلين يا زهراء خيير ان شاء الله، ك كيفف؟؟؟! قلتي لي نفس الطفل؟ خ خلاص اقفلي مسافة الطريق بس وبصل...
*تيت وفصلت الخط، راسي ضرب فجأة لقيت نفسي نازلة بسرعة خيالية في السلم، اتعترت في آخر درجة من السلم وكنت للحظة حأقع بس مسكني مازن أخو مرافي...*
_بسم الله بسم الله رحاب مالك جارية كدا خيير؟
_خليني يا مازن هسي ماف وقت احكي ليك
*وواصلت الجري لحدي ما وصلت الغرفة،لبست لي عباية كانت معلقة في الشماعة، مرافي ورنا لقيتهم صاحيين مع ضوء الشمس، اتخلعوا لما شافوني جارية كدا، ما أديتهم فرصة يسألوني جريت اللابكوت الكان مجدوع في الكرسي، وطلعت بنفس السرعة على الشارع، لحقني مازن ووقفني...*
_يا بت رحاب استهديي في شنوو؟
_مازن الله يخليك ما وقته انا لازم امشي المستشفى فوراً، في حياة طفل في خطر
_شنوو؟ طيب اركبي بوديك
_يا مازن... *قاطعني قبل ما أتم كلامي*
_ كدا حتضيعي الزمن زيادة وارح اختصري الموضوع عليك وأركبي
_طيب طيب....
ركبت معاه وقعدت في المقاعد الوراء، ومازن ركب وعلى طول اتحرك وكان سايق بسرعة كبيرة، طول الطريق أهمهم في سري بالدعوات، يارب أصله سريع، يارب أصله سريع، كان الخوف مستولي علي جداً، وكأنه في رابطة بتربطني مع الطفل دا، غمضت عيوني شديد وشبكت يديني مع بعض، لحدي ما وصلنا المستشفى، نزلت وبقيت جااارية لحد ما وصلت للجناح الدلتني عليه زهراء، دخلت بس اتخلعت من المنظر، اي نعم انا دكتورة، بس لمن شفت دم الطفل ووأبوه القاعد قصادة وبيصيح ب "يا الله" دخلت فيني خووفة، جريت عليه ومسكته وعاينت لزهراء وانا مصدومة شديد...*
_دكتورة الطفل على قيد الحياة لسة، بس فرصة نجاته ضعيفة شديد
_كيف؟ طيب سريع ساعديني وجيبي المعدات كلها وو ولو سمحت يا استاذ أطلع برة
*قام على حيله وبقى راجع لوراء خطوة خطوة، وكأنه ما عايز يطلع، وصل الباب وطلع وحسيت دموعه على وشك إنها تنزل، استغفرت وقريت آية الكرسي وبقيت بدعي يا رحمن، يا رحمن، زهراء بقت تساعدني، وبديت أعمل ليه في العملية...**من ناحية تانية*
*كانت بتتجهز ولبست عبايتها السوداء مع طرحتها السوداء، كانت كالعادة بسيطة في لبسها، طلعت من غرفتها ومشت المطبخ لأمها الكانت واقفة على البوتجاز بتطبخ، أول ما شافتها ابتسمت ليها، وهي مشت عليها بتحضنها وتبوس راسها...*
_صباح الخير لأحلى أم في الدنيا
_صباح النور لسموحة بتي.. أصبحتي كيفنك؟
_كويسة الحمد لله، انتِ كيف؟
_بخير الحمد لله، سماح يا بتي أمس كنتِ وين؟ لأنه عمك سعيد دا يا بتي عارفاه كان حيقوم الدنيا وراك لو ما قلت ليه قافلة غرفتها ونايمة
_ يمة الراجل دا انا حرة في تصرفاتي لمتين نحن بنتحمل عذابه ومعاملته القاسية دي لمتين نحن تحت الذل دا؟ خلينا نمشي يمة لخالي حسن، سعيد شنو وسعيد كيف دا وممسخ علينا الدنيا؟
_نعمل شنو يا بتي، دا واقعنا الاتفرض علينا
_يمة كلمي خالو حسن، يمة ساكتة ليه لشنو؟
_ لو كلمنا خالك حتبقى النار نارين، والله يا بتي ما بيدي خالص
_حسبي الله ونعم الوكيل، انا حأمشي بعد دا، خلي بالك من نفسك وأخدي حبوبك في مواعيدها، ودعتك الله
_ودعتك الله يا بتي، يلاا
*بلسان سماح*
***للتوضيح، بعد ما أبوي توفي ربنا يرحمه، بقينا في كفالة عمي سعيد دا، أسوأ راجل على وجه الكرة الأرضية كان هو ولا عيلته كلها، ولده وبته ومرته، من أنا صغيرة ما شفت أمي دي ضاقت طعم الراحة معاهم مرة، كل مرة بذلوا وبهينوا فينا وأمي تكتمها عليها وتسكتني معاها، حتى أولاده وأنا صغيرة كان بيضربوني لدرجة مرة بته عزة دي ضربتني بالقزاز على يدي الشمال، بتذكر، كيف الوقت داك نزفت وما هز فيهم شعرة وأمي تكورك عشان تعالجني ولا حياة لمن تنادي، شرطت من توبها وربطته لي عشان النزيف يوقف، وجرت بي الدكتور، جاتني حمى فظيعة آخر الليل، لدرجة أمي بكت، عندي خال واحد وإسمه حسن، عايش كوستي، مع عيلته، مرة مرة كان بيجوا يزورونا حنين جداً، ولا مرة فرزني من بناته، كل ما يزورنا كنت بحس بالأمان، وبطلع أي محل عادي،وهسي أنا بطلعالجامعة وقلبي مقبوض على أمي من عديمي الرحمة ديل، خالي دا زول تعبان جداً، عشان كدا أمي ما كانت بتحكي ليه وكانت بتقول ليه كويسين ومرتاحين، لكن بيقول ليك وجعك دسه لربك، ما كان في يدي حيلة، غير إني اتحسبن عليهم وبس💔، طلعت وركبت المواصلات ووصلت الجامعة،أول ما وصلت رجولي ساقتني للبينش البيقعد فيه رياض، بقيت أعاين بحسرة، فاقداه شديد وكنت قلقانة عليه في نفس الوقت، اتنهدت وقعدت فيه، فتحت تلفوني ودخلت على الواتس، اتذكرت اني شلت رقم رحاب من مرافي بت عمها، فتحت دردشتها ورسلت ليها رسالة مضمونها "سلام، رحاب كيفك؟، معاك سماح" وطلعت من الواتس وقفلت البيانات على كدا ودخلت التلفون جوة شنطتي واتحركت طوالي على قاعتي....***
__
*من ناحية تانية*
*كان شابك يدينه مع بعض وبيتنهد فيهم وبيدعي لربنا، كان خايف ومتوتر شديد، ووشه كان شاحب وضيق وعسر ماليين قلبه، فجأة في عز دعاءه الشديد داك،حس بيد بتربت على كتفه، رفع راسه، واستغرب من يلي شافه...*
_رتيل؟يتبع🤎...