*فتحت عيوني ببطء شديد، ولسة كنت شايفة طشاش، شوية واتضحت الرؤية، لقيت روحي في السرير، اتلفت فلقيت الناس ملمومة حوليني، وأمي وقعت فيني بكاء شديد وهي ماسكة يديني، ودفنت راسها في صدري، كنت بتكلم بس صوتي شبه مبحوح... *
_ امي، أمي مالك؟ أ أحمممم...
*رفعت رأسها ووشها كان منفوخ من البكاء، وعيونها محمرة.. *
_رحاب يا بتي احييي انا استغفر الله
*سندتني خالتي سماهر الكانت قاعدة جنبي عشان اصنقر، شبكت يديني في يدين أمي الكانت بتبكي عليهم.. *
_يمة بتبكي مالك؟
_رحاب، يا بتي الله يرضى عليك ما تزيديها على أبوك، ما تعذبيه يا بتي بتصرفاتك دي، الله يرضى عليك
*في اللحظة ديك اتفقعت بالبكاء واترميت في حضنها، بكيت قدرتي، لما أنفاسي بقت تتقطع، وجات علي خالتي سماهر والناس كلها تعزي، بقيت ببكي والناس الداخلة والمارقة تبكي معاي، قمت استغفرت وبخطواتي الفترانة والتقلانة، مشيت اتوضيت، ومشيت غرفة رياض صليت ركعتين ودعيت لأبوي شديد، في اللحظة ديك حضنت المصحف، ودموعي جات جارية، شريط ذكرياتي مع ابوي كله كان بيتعرض قدامي، لمن كنت صغيرة ويشيلني ويلعبني، ولما يقول لي "بنيتي الفنجرية، الرافعة راسي القوية" لما كان بصبرني على كل مصيبة، هسي هو ماف عشان يصبرني تاني، دموعي كانت بتنزل حااارة وكأنها نازلة على قلبي، في اللحظة ديك، باب الغرفة انفتح، وكانت بت، ما عرفتها منو، لأنها ما كانت لا واحدة من الأهل، ولا واحدة من صاحباتي، قلت يمكن دي واحدة من صاحبات رنا في المدرسة... *
_السلام عليكم
_وعليكم السلام ورحمة الله، اتفضلي
*جات علي وقعدت جنبي وحضنتني، لمن استغربت... *
_البركة فيكم، أحسن الله عزاكم والدوام لله
_البركة في امة محمد
_ربنا يصبركم ويرحمه ويربط على قلوبكم يارب..
_اميين يرحم جميع موتى المسلمين
*مرت لحظة صمت بعدها، كسرت الصمت بسؤالي ليها...*
_معليش ما عرفتك، انتِ واحدة من صاحبات رنا؟
_لا لا، زميلة رياض في الجامعة
_اهاا اهلين، عايزة رياض؟
_خليه حالياً ما بيكون فاضي، بعدين ممكن ألاقيه وأعزيه
*استغربت لأني عارفة رياض ما عنده أصحاب في الجامعة، بس صراحة إرتحت ليها شديد، حسيتها زولة حنينة من طريقة كلامها ومن طريقة تعاملها، بس حسيت بيها متوترة برضه... *
_خليك هنا رياض لما يجي
_لالا ما بقدر أقعد وانتظره جوة غرفته ما صح الناس حتقول عليه شنو؟ ممكن أمشي معاك؟ وحابة أقيف معاك وأكون أختك لو ممكن؟
_طبعاً أكيد، طيب ورح اتفضلي
*طلعنا برة الغرفة ورجعت لأجواء العزاء وهي معاي، الحقيقة هي طول الوقت كانت بتصبرني، ووقفت معاي جداً، ومثاني كانت طول الوقت جنبي وأنا مرتمية في حضنها، لحدي ما جاء المساء... *
*بلسان رياض*
*لما جاء المساء، دخلت الغرفة وكانت عندي رغبة شديدة في البكاء، أيوة أنا راجل بس كنت حاسي بإحساس طفل اتيتم في اللحظات ديك، ياخ انا دفنت أبوي بيدي، قفلت الباب وارتميت على الأرض، ودموعي نزلت، من غير صوت كنت بتذكر في ابوي، لحدي ما سمعت باب الغرفة بيدق، مسحت دموعي ووقفت مشيت فتحت الباب، لقيتها هي، أيوة سماح ذاتها... *
_السلام عليكم
_وعليكم السلام، أهلين سماح
_أحسن الله عزائكم الدوام لله ربنا يرحمه ويغفر ليه ويجعل مأواه الجنة
_اللهم اميين يارب يرحم جميع موتى المسلمين
_كيفك؟
_الحمد لله وانتِ؟
_الحمد لله، هاك دي بطاقتك وقعت منك قبيل، وعايزة أقول ليك خلي بالك من نفسك، لازم تبقى قوي يا رياض انت هسي اخو أخواتك وأبوهم كمان
_تسلمي جداً مشكورة، اكيد ان شاء الله
_طيب أنا ماشة، يلا
_سماح
_نعم؟
_ممكن تفضلي شوية زيادة؟...
يتبع🤎
