*بعد مرور خمسة شهور*
*قاعدة في مكتبي وبتكلم مع مريض بفحصه وبفحص أعراضه، طلبت منه تحاليل عشان التشخيص، وإنه يجيني راجع بعد النتيجة، أول ما طلع المريض وقفل الباب وراه، أخدت لفة بكرسيني واتنهدت، أديت ضهري للباب بحيث البجي داخل بيشوف ضهر الكرسي، فجأة سمعت صوت الباب ضرب شديد مع الحيطة، ما أبديت أي ردة فعل، وأنا مغمضة عيوني، عرفت دا منو...*
_زهرة زهرة زهرة، مليون مرة قلنا ليك دي مستشفى فحاولي اتعاملي برفق اكتر
_عااايني هنا انا حرة اتصرف زي ما أنا عايزة وما انتِ البتوريني أتعامل كيف أساساً
*اخدت نفس ولفيت الكرسي باتجاهها وبقيت بعاين ليها، شلت القلم وبقيت بلعب بيه ولسة بعاين ليها من دون ما أقول أي حرف، جات علي وضربت التربيزة بقووة...*
_عايني هنا، أولاً وأخيراً بقول ليك الكلام دا مصطفى دا تاني لو حاولتي تقربي عليه بتموتي، فاكرة نفسك الدكتورة الوحيدة ولا ماف دكاترة غيرك مثلاً؟؟
_تقريباً دكتور مصطفى فضل إنه أنا أعالجه أولاً، ثانياً دا عملي كدكتورة يعني ما انتِ بتوريني أقيف ولا أشتغل ولا بتاع فااا شنو، اتفضلي برة يعني من غير مطرود
_ولسة ليك عين تتواقحي
*قمت على حيلي وأنا متنرفزة جدعت القلم في التربيزة، كتفت يديني وبقيت واقفة بعاين ليها ومن النوع اللي برفع حاجبه لمن أون متنرفزة، ناديت "يا سستر، سستررر" جوني ممرضتين كدا، وقفوا قدامي وقلت ليها إذا ما طلعتي حأجبرهم يطلعوك، أدتني نظرة الكراهية والحقد المعتادة، وطلعت ورزعت الباب وراها، قلت ليهم ينصرفوا واعتذرت على زمنهم الأخدته منهم، نفضت راسي عشان أقدر أوازن أفكاري الاتشتت بسببها وبسبب صراخها دا، رجعت لكرسيني ودخل مريض تاني دوب قعدتي دي، فبقيت محاولة أخلي تركيزي معاه لأني على العموم ما مركزة معاها شديد، من خمسة شهور ونحن على الحالة دي...*
*فلاش باك*
*قبل خمسة شهور*
*قاعدين أنا ودكتور مصطفى في كافيه جنب المستشفى بعد ما أصر علي إنه أمشي معاه، وكان محتاج يفضفض لي، للصراحة حتى أنا كنت شايلة في قلبي غم تقيل شديد💔، كنت سرحانة طول الوقت حتى تركيزي قل من نواحي كتيير، اللهفة، والشغف الزمان حتى،،، قعدنا في الطاولة نص ساعة كاملة مرت ونحن ساكتين، وأنا سرحانة مع العالم البرة، كسر الصمت دا صوته وهو بيناديني...*
_دكتورة
_آه، نعم إتفضل يا دكتور
_ممكن اسألك سرحانة وين وليه؟؟!
_ولا في محل، اتفضل قول العايز تقوله
_صراحة تعبان شديد يا دكتورة، حبيت أقعد معاك القعدة دي بس ولقيتك أقرب زول ممكن أفضفض ليه، آسف إذا ضيعت من زمنك..