*بقت تعاين علي وهي ملامحها كلها فجاءة، من غير ما تقول اي كلمة، سكتت لحظات وهزت راسها ب"طيب"..*
_محتاج حاجة؟
_عايزك تفضلي شوية جنبي
*سكتت لحظة وعيونها لمعت، واتنهدت وهزت برأسها تاني...*
_بسس، ممكن يكون برة غرفتك؟، عشان ما صح وحيقولوا علينا شنو؟
_اكيد اكيد، نمشي السطح؟
_أمممم، *سكتت للحظة..* طيب تمام
_يلا
*واتجهنا على السلم مباشرة، ما قادر أوصف شعوري بالضبط وأنا معاها، هل هو حزن، ارتياح، حاجة مختلفة تماماً، لما وصلنا فوق، كانت بتتلفت، ما حسيتها عايزة تتلفت ناحيتي أبداً...*
*بلسان سماح*
*أنا عارفاه حالياً هو إحساسه حيكون شنو، وأنا حبيت أقيف معاه، حرفيياً أدمنته وبشكل كبير حركاته وحتى عزلته دي، ما كنت عايزة أعاين في عيونه اللحظة ديك، لأني عارفة روحي ممكن ازلق بكلمة، ودا ما وقتها المناسب، وقفنا على حيطة السطح، وبقى سرحان مع الناس الجاية والماشة، ملامحه كانت غير، الحزن كان واضح في عينيه، قررت أكسر لحظة الصمت دي من غير ما واحد فينا يعاين للتاني...*
_رياض
_أيوة
_ممكن أسألك؟ إذا ما فيها إحراج؟
_أيوة إتفضلي
_رحاب أختك؟
_أيوة ليه السؤال؟
_اهااا، لأ ولا شيء، طيب عايزة أقول ليك انت أبوك توفي كيف؟
_حسب العرفته من عمي حادث، اتضربت سيارتهم بعربية تانية، وأبوي اتضرر فيه، عمي نقله المستشفى من غير ما يكلم زول، على أساس لمن يتحسن ممكن ينقل الخبر عادي بعدها، بس أهو *واتنهد وسكت*
_ربنا يرحمه ويغفر ليه يارب، مقصود؟ ولا من غير قصد؟
_لا من غير قصد
_عمك ما عارفهم هم منو؟ الاتضاربوا معاهم ديل
_ لا والله ما اعتقد اتأكد من الحتة دي، هو نقله باستعجال
_رحمة الله تغشاه يارب، اسفة كترت اسئلتي
_اميين، لا عادي جداً
_طيب حاسي كيف حالياً
_أحسن الحمد لله، شكراً لوجودك ودعمك والله
_لا العفو ما عملت شيء+ممكن ننزل نشوف أخواتك وأمك وبقية الناس؟ عشان الناس لسة بتجي وإذا شافونا مع بعض حنبقى كلام، وحالياً الوضع ما بيستحمل
_أكيد، يلا طيب
*ومشينا على السلم انا قدامه وهو وراي، وشه كان باهت شديد، وشعوري كان باهت اكتر في اللحظة ديك، وصلنا تحت وطوالي مشينا الغرفة المتجمعين فيها خالاته، وأخواته وأمه، وبالجد شعور بشع إنك تفقد أبوك، هه كيف لأ وأنا مجرباه....**بلسان بطلتنا رحاب*
*أبشع شعور عشته في المساء دا بالذات، وأنا بشوف أمي بفرشوا ليها فراشها بالأبيض وبيلبسوها الأبيض، كنت متمنية في اللحظة دي لو أنا بدال أبوي، اشتقت لريحته وصوته أول ما أجي داخلة البيت، والمساء دا أول مساء أجي وما ألقاه، مثاني كانت بتصبر فيني شديد ورنا قاعدة في الأرض وتبكي في رجولي، لمن رياض جاء وشاف المنظر دا حيله برد، وتاكى رأسه في الباب بيحاول يحبس دموعه، ومعاه سماح اللي جات جارية علي بتحاضن فيني، وأمي بتأشر لينا وتقول لينا "اتصبروا يا أولادي اتصبروا حال الدنيا"، في اللحظة ديك أي واحد برك في الأرض وقعد يبكي، جاء أنس داخل في اللحظة ديك ومعاه عمي مراد، ماف زول كان مركز معاهم، عدا رياض اللي جاء وقف جنب أنس، وجاء وراه مازن، يادوب كلنا سكتنا، وركزنا معاهم...*
_استغفروا يا جماعة استغفروا، وأدعوا ليه ما تعذبوه، جيتكم وعايز أقول ليكم اللي كان سايق العربية التانية برضه قالوا توفي، وتقريباً كانت مرة ومعاها طفل، صح يا عم مراد؟
_لا حول ولا قوة إلا بالله، وماتوا الإتنين؟
_والله يا حجة ما عارف، حسب السمعته إنه الطفل لسة عايش ومتصاوب إصابات بسيطة، على العموم هم في مستشفى علياء، كلمنا واحد من رجال الشرطة اتصل في رقم عم مراد*قلبي وجعني زيادة في اللحظة ديك، حسيت بشعور غريب شديد، بس سكتت وما قلت حاحة رغم الشعور الملح بإني لازم أقول حاجة، بس سكت برضه، خليتهم بيتناقشوا كذا وطلعت برة الغرفة، مشيت على الوضاية وقعدت غسلت وشي ونشفته بالطرحة الكانت في راسي، كنت بقرأ سورة الكوثر داخل قلبي، ودخلت المطبخ بساعد في الناس، بعمل الشاي، برص الكبابي، بس تركيزي كان في حتة تانية بعيد، بعيد، جوا سماح ورنا ساعدوني في نقل العدة، الغسيل، وانا شايلة واحدة من الكبابي وماشة سرحانة وقعت اتكسرت وجرحتني في رجلي، كلهم اتخلعوا واتلموا حوليني، ورنا جرت جابت الإسعافات الأولية وقعدتني في الأرض عقمت لي جرحي، الدم كان سايل زي النافورة، والحمد لله وقف بعد التعقيم، ساقوني سماح ومرافي لغرفتي وشغلوا المكيف قعدوا جنبي، بصراحة حتى الألم ما حسيت بيه، فضلت ساكتة وهم ساكتين لحد ما مرافي كسرت لحظة الصمت ديك...*
_مؤلماك؟
*اكتفيت بهز راسي بس...*
_طيب شاردة كدا في شنو؟؟
_حاسة بشعور غريب يا مرافي
_كيف؟....يتبع🤎