البارت ﴿2﴾

355 30 2
                                    

قرأتم فيما سبق.....

وعندما وصلا إلى غرفتها مد تاي كف جيني  الذي كان ممسكاً به ليلامس اللوحة التي كتب عليها رقم الغرفة وقال " هكذا تعرفين رقم الغرفة هذه الأرقام بارزة ولن يصعب عليك معرفتها ها هي غرفتك " ثم فتح الباب وقال " تفضلي "
دخلت جيني وقالت " شكراً لك "
تاي " لا شكر على واجب لكن أخبريني....... لم كنت تبكين؟؟ "
جيني " و..... وكيف عرفت أنني كنت أبكي؟؟ "
تاي " لا يهم كيف عرفت أخبريني لم كنت تبكين؟؟ "
جيني " لـ....... لقد كنت خائفة....... إنها أول مرة أخرج فيها إلى العالم وحدي وأنا...... فاقدة بصري "
تاي " لا عليك..... سوف تعتادين على الأمر كما أعتدنا عليه جميعاً " ثم قرب وجهه من وجهها كثيراً وقال " لا أريدك أن تبكي ثانيةً...... كوني قوية..... حسناً؟ "
ابتسمت جيني بخجل مع احمرار وجنتيها وقالت " حسناً "
تاي " والآن...... إلى ألقاء "

                                  **"بداية التعارف"**

توجهت جيني إلى فراشها واستلقت عليه وأخذت تفكر وتقول في نفسها ( من هو ذلك الشاب؟؟...... كيف هو شكله يا ترى؟؟...... كم عمره؟؟.......آه لم يشغل تفكيري......... كفى جيني أنت الآن مخطوبة وعليك أن لا تفكري بأحد غير خطيبك......... آه كاي.... كم اشتقت إليك.......... يا ترى....... لم لَم تأتي لتزورني ........ أشعر بالوحدة )
ثم دمعت عيناها وأخذت تفكر وتفكر ولم تشعر بالوقت إلى أن........ طرق باب غرفتها ومن ثم فتح وجاء صوت فتاة يقول " جيني..... حان وقت الغداء....... هيا معي "
جيني " لا أشعر برغبة بالأكل ليسا "
ليسا" عليك أن تأكلي جيني فأنت لم تأكلي شيئاً منذ الصباح "
جيني  " لكنني لا أشعر بالجوع "
ليسا " هيا تعالي وسأعرفك بالأقسام والمرافق وبعض الأشخاص هنا "
أنتبهت جيني إلى جملة ( بعض الأشخاص ) فقالت في نفسها ( بعض الأشخاص ها ) ثم قالت " حسناً لنذهب "
ليسا " هيا تعالي "
وقفت جيني وتوجهت إلى مكان صوت ليسا وقامت هذه الأخيرة بالإمساك بيد جيني وقادتها إلى الخارج 
وبينما هما تسيران...............
قالت جيني بنبرة خافتة " ليسا "
ليسا"  هممم ما الأمر "
ردت عليها جيني بنبرة خافتة ومرتبكة بعض الشيء " ليسا..... هل..... هل تعرفين.... تاي"
قالت ليسا بنبرة استغراب " تاي...... كيف تعرفينه "
جيني " التقيت به هذا الصباح "
ليسا " وهل كلمك؟؟ "
جيني " نعم.... "
ليسا " هذا غريب "
جيني " وما الغريب بالأمر؟؟ "
ليسا " تاي هو أكثر الأشخاص هدوءاً وغموضاً في هذا المكان إنه لا يتكلم مع أحد....... أنا الممرضة المسئولة عنه وهو بالكاد يكلمني....... لكني أستطيع القول أنه لا يحتاج إلى مساعدتي نهائياً "
جيني" ولماذا؟؟! "
ليسا " أنا لا أخفي عليك أنني عندما رأيته للوهلة الأولى ظننت أنه مبصر "
جيني " لكن كيف ذلك؟؟ "
ليسا " أنه يتصرف بشكل طبيعي جداً....... وهو يوجه عينيه مباشرة إليك وكأنه يراك...... وهو دائماً يقرأ الكتب الخاصة بالمكفوفين طبعاً......و دائماً أجده صامتاً يقرأ كتابه "
جيني " لكني عندما التقيت به كان يتكلم معي بشكل طبيعي وساعدني أيضاً...... كيف له أن يكون كما صورتيه "
ليسا " لا أدري جيني " ثم ابتسمت ابتسامة خبث وقالت بنبرة مكر وهي تهز كتف جيني بذراعها " ربما أعجب بك "
ارتبكت جيني واحمرت وجنتاها وقالت " و....... وكيف يعجب بي و هو لا يراني "
ليسا " هذا الشاب لديه حاسة سادسة...... إنه يعرف شخصية الإنسان من صوته لكن........ هههههههه أزيلي عنك فكرة أنه معجب بك فالفتيات والحب آخر اهتماماته...... هذا مع أنه معشوق الفتيات هنا... لكنه لا يعطيهم أي اهتمام ودائماً ما يظهر أمامهم بصورة شابٍ قاسيٍ وبلا قلب لكي يبعدهن عنه "
جيني باستغراب " معشوق الفتيات؟؟ "
ليسا  " نعم إنه معشوق الفتيات سواءً كن من الممرضات أو من المقيمين عنا فهو وسيم جداً وأنيق دائماً مع أنه أعمى وهو محترم أيضاً وشخصيته في غاية القوة إلى درجة أنه إذا تكلم يصمت الكل "
جيني  " لقد فهمت الآن "
ليسا " ها قد وصلنا إنها قاعة الطعام " ثم دخلتا من ذلك الباب الضخم
شعرت جيني بالخوف الشديد فالمكان كان مزعجاً ومكتظاً بالناس فما من قدميها إلا أن توقفتا وقالت بصوت خافت ممزوج بنبرة خوف " ليسا..... أعيديني إلى غرفتي "
ليسا " ما هذا الكلام هيا لقد وصلنا إلى هنا..... ليس عليك إلا الجلوس والأكل كما أنك ستتعرفين على الأشخاص الذين هنا ....... هيا تشجعي "
جيني " أرجوك ليسا أنا خائفة "
ليسا " عليك تحدي مخاوفك ومواجهة الناس "
أفلتت جيني كفها من كف ليسا ووضعته على رأسها وأخذت تقول بنبرة صراخ " قلت لك أعيديني إلى غرفتي لا أريد الجلوس هنا أشعر بالخوف "
ليسا " لا لن أعيدك..... إلى متى ستظلين وحيدة خائفة....... عليك مخالطة الناس فهم بنفس حالك ولا ينقصك شيء عنهم "
صرخت جيني بنبرة بكاء قائلة " لاكني لا أريد ألا تفهمين لا أريد " وبدأت نوبتها العصبية فجاءت الممرضات بالحقنة المهدئة وأمسكن بها بشدة مما جعلها تقاومهن وتضربهن لكنهن أمسكنها بشدة وجاءت إحداهن تريد حقنها بالإبرة لكن...........
صرخة ليسا بقوة تقاطعهن " كفى " فصمت كل من في القاعة
بات المكان أشبه بصمت القبر...... وبدأت همسات الحيرة تتبادل....... ونظرات الممرضات التي تنتظر مبرراً موجهةً لليسا فقالت كاسرة لهذا الصمت " أنتن هكذا تؤذينها..... ألا تعلمن أن هذه المهدئات سوف تنعكس بشكل سلبي عليها فيما بعد..... إلى متى وأنتن تسكتنها بهذه الطريقة.......... عليكن استخدام طريقة التفاهم والتهدئة بالكلام "
بعدها عادت جيني تصرخ وتقاومهن فجاءت لها ليسا وبنبرة حانية قالت " كفى أرجوك....... لا تصرخي.....سنفعل لك ماتريدين لكن اهدئي "
جيني وهي تصرخ " ابتعدن عني.... اتركنني.... أريد أن أبقى وحدي...... أريد أن أسترجع نظري "فحاولت ليسا الإمساك بها وتهدئتها لكن فجأة............... صفعة قوية توجه إلى وجه ليسا مما جعلها تصمت وتنظر إلى الأرض بصدمة
جيني " قلت لك ابتعدي عني "
ومازالت ليسا على حالها
ثم جاء شخص من بعيد وأمسك بكتفي جيني  بكلتا يديه وبسهولة استطاع إيقافها فقال بنبرة عالية بعض الشيء وجادة وهو يهز كتفيها " كفى.... إلى متى وأنت تصرخين إلى متى....... اهدئي..... هل تريدين الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية....... كل منا لا يود الذهاب إلى هناك...... أنت الآن عمياء وعليك تقبل هذا الأمر هل تفهمين..... كلنا كذلك وقد تقبلنا حقيقتنا وتعايشنا معها...... فقط عليك أن تشكري الله على نعمه عليك ولا تحزني وتصرخي على ما فات لأن هذا لن يرجعه "
صمتت جيني لفترة وأخذت تفكر في صاحب هذا الصوت الذي لم يغب عن ذهنها ثم قالت بنبرة خافتة لكن كل من في القاعة سمعها وذلك لشدة هدوئهم وصدمتهم " ت..... تاي"
تعجب كل من في القاعة وبدؤوا بالتهامس قائلين "ماذا.... تاي..... كيف...... ولماذا كلمها هي بالذات؟؟..... إنه آخر شخص توقعته..... ومن هذه الفتاة ليكلمها....... وكيف تعرف اسمه وهي جديدة هنا "
أبعد تاي كفاه عن كتف جيني بهدوء فقالت هذه الأخيرة بنبرة خافتة " أ..... أريد فقط العودة إلى غرفتي "
تاي" حسناً سآخذك إلى هناك " ثم أمسك كفها الأيسر وبيده الأخرى وضع يده على خصرها ومشى معها لكن قاطعت سيرهما ممرضتان وقالتا " نحن سنأخذها عنك سيد تاي "
تاي " لا داعي..... أنتما تعلمان أنها تكره الممرضات لذا سآخذها أنا " بعدها ابتعدت الممرضات وتنحين عن طريقهما فمشيا.... وخلال مسيرهما.......
كان تاي يمسك بكف جيني برقة وكانت عينا جيني تدمعان لتسيل تلك الدموع الرقيقة على وجنتيها الناعمتين فقال تاي " لم تبكين؟؟ "
لم تجبه جيني بل ضلت على حالها فقال هو " لا تريدين أن تبقي على هذه الحالة.... أليس كذلك "
جيني بنبرة باكية " أنا.... أنا أكره الظلام..... كيف لي أن أعيش فيه طوال حياتي "
تاي" لديك الكثير من الناس ليساندوك..... لا يعقل أن تكوني مجردةً من الأصدقاء...... ها قد وصلنا "
ثم فتح باب غرفتها...... وكاد أن يذهب لولا أن أمسكت جيني بكفه الأيسر وقالت بنبرة رفيقة باكية "لا تتركني أرجوك...... أبقى معي "
ابتسم تاي ودخل ثم أغلق الباب خلفه وجلس معها على الكرسيين اللذان بجوار النافذة الذان تفصل بينهما طاولة صغيرة وقال " هل تودين أن تتكلمي بشيء "
صمتت جيني وأطرقت برأسها فقال تاي " دعيني أخمن..... تشعرين بالوحدة..... لم يزرك أحد.... تريدين أصدقائك أليس كذلك "
جيني " كيف عرفت؟؟ "
ابتسم تاي وقال " لقد درست علم النفس "
جيني " وكيف تدرسه وأنت في هذا المكان..... أعني هل يسمح بدخول التخصصات "
تاي " لا.... بل يسمح بدخول المدرسين الخصوصيين ...... لم أكن أريد هذا التخصص لكن والدي أجبرني عليه وقال أن هذا لكي أعرف من حولي وأعرف ماذا يريدون وما نياتهم وقد قام بإحضار المدرسين الخصوصيين لي منذ ان  كنت في العاشرة من عمري "
جيني " وكم عمرك الآن؟؟ "
تاي " 29 عاماً....... لكن أخبريني لم لا تتصلين بصديقاتك لكي يأتوا لزيارتك "
جيني" لا أدري بدأت أظن بأنهن تخلين عني "
تاي " لا تقولي هذا فالأصدقاء الحقيقيين لا يفعلون هذا "
بعدها... طرق باب غرفة جيني وأطلت منه أحد الممرضات قائلة بابتسامة عريضة " آنسة جيني.... لقد وصل إليك زائر "
قالت جيني بلهفة " ماذا؟؟.... من؟؟ "
ثم دخل شخص ن الباب قائلاً " كيف حال حبيبتي "
فقالت جيني في نفسها ( هذا الصوت..... ) فصرخت بفرح " كاي " وركضت إليه وضمته بقوة وقالت " لقد اشتقت إليك كثيراً "
كاي " آسف لأنني تأخرت عليك فقد كنت متعباً جداً "
قالت جيني وهي تحضن كاي بحنان " لا يهم....... المهم أنك جئت "
كاي " آه لم تعرفيني بالذي يجلس معك "
جيني  " آه صحيح " ثم أشارت إلى تاي وهي تقول " كاي هذا تاي " وأشارت إلى كاي قائلة " تاي ..... هذا خطيبي كيم جونغ إن ويمكنك مناداته بكاي  "
صدم تاي وقال في نفسه ( ماذا..... كاي..... خطيبها...... مر وقت طويل جداً...... لا أصدق..... وهو يتصرف وكأنه لا يعرفني ) ثم وقف وقال " تشرفت بمعرفتك..... الآن.... عن إذنكما سوف أنصرف "
ثم وضع كفيه في جيبيه وهم بالرحيل لولا أن صوت الممرضة استوقفه قائلاً "هل أساعدك سيد تاي " 
فقال تاي بنبرة حادة دون حتى ان يلتفت إليها " أستطيع تدبر شؤوني بنفسي ولا أحتاج مساعدتك " وانصرف فقالت الممرضة " سوف أترككما وحدكما " وانصرفت هي الأخرى 
جلس كاي مع جيني على الكرسي فوضع كاي يده على وجنه جيني وقال بنبرة حانية " كيف حال عزيزتي "
لجيني " لست بخير..... أريد الخروج من هذا المكان "
كاي " ليتني أستطيع حبيبتي لكن بما انك....... تعلمين فقدت نظرك فالعالم الخارجي بات خطراً جداً عليك "
جيني " أرجوك كاي "
كاي " بل أنا أرجوك افهميني انأ مشغول دائماً بعملي مع والدي وأخشى أنه ليس لدي الوقت للاعتناء بك...... ابقي هنا فالمكان آمن لكي وأفضل وستلقين فيه العناية اللازمة التي تستحقها أميرة مثلك "
انزلت رأسها للأسفل وقالت بحزن " حسناً "
ثم أردفت قائلة " بالمناسبة...... كيف حال ذراعك "
كاي" إنها بأفضل حال وبعد أسبوع من اليوم سوف يزيلون الضمادات وسوف ترجع كالسابق "
جيني " هذا جيد "
كاي " وبالمناسبة......... لا أريدك أن تحتكي بتاي كثيراً "
استغربت جيني من كلام كاي وقالت " لماذا؟؟ "
كاي" هههههه إن قلت لك السبب ستصرخين "
جيني " لن أصرخ..... أخبرني فقط "
قرب كاي وجهه من وجه إليزابيث كثيراً وقال " أغار عليك منه "
احمرت وجنتا جيني كثيراً وصرخت قائلةً " كـــــــــــــــااااي "
ضحك كاي  وقال " أترين.... أخبرتك بأنك سوف تصرخين.... ثم.... ما العيب أن أغار عليك منه فهو وسيم جداً"
انزلت جيني رأسها وقالت " يقولون إنه وسيم جداً لكنني لا أراه لكي أعجب به "
كاي " لا تتضايقي من كلامي عزيزتي "
جيني " لا بأس "
كاي " والآن....... أستأذنك فعلي الرحيل " ثم وقف لكن بعدها تشبثت جيني  بكفه وقالت " لا تتركني أرجوك "
كاي" آسف حبيبتي لكن علي الرحيل " ثم أفلت كفه وقبل جبينها وخرج من الغرفة ، وخارج الغرفة كانت هناك فتاة جميله جداً نظرت إلى كاي  وقالت " هل انتهيت؟؟ "
كاي " نعم "
الفتاة " هل أخبرتها أن تبتعد عن ذلك المغفل تاي "
كاي" نعم أخبرتها "
الفتاة " أخشى أن يخبرها شيئاً "
كاي " لا تقلقي.... أنا أعرف تاي جيداً إنه كتوم جداً وغامض ولا يخبر أحداً بأسراره "
الفتاة " حسناً إذن... لننصرف " ثم انصرفا


وبينما هذا يحدث..............
كانت ليسا في حالة صدمة شديدة.... فكيف لها أن تتحمل تلك الصفعة القوة........ وكيف لها أن تتوقع هذا التصرف الفظيع من فتاة لا تملك سوى البراءة........ بعدها جاءت لها إحدى الممرضات وقالت " ليسا عزيزتي عليك الذهاب لترتاحي "
أفاقت ليسا من صدمتها وقالت بهدوء " نعم " ثم ذهبت
وبينما هي تتمشى بالممرات متجهة إلى استراحة الممرضات رأت تاي  يتمشى أيضاً في الممرات فسألته قائلةً " كيف حالها "
أجاب تاي  بهدوء " إنها بخير فقد أتى إليها زائر "
ليسا" ومن هو؟؟ "
قال تاي بضيق " هه خطيبها المحترم " ثم مشى مبتعداً عنها فقالت ليسا في نفسها ( أخشى أن يكون ما أظنه صحيحاً ) ثم مشت ودخلت إلى استراحة الممرضات وذهب تاي إلى المكتبة فهي دائماً ما تكون ملجأه الدائم من آلامه.

                                                                                                     يتبع... .

*ياترى مالذي حدث وجعل تاي يتضايق هكذا؟؟
*وهل لتايعلاقة بكاي؟؟
*ماذا ستفعل بطلتنا جيني ؟؟
*وهل ستظل ليسا غاضبة منها أم أنها ستسامحها؟؟

                                    في إنتظار تعليقاتكم الإيجابية ♥♥♥
                                
                                           ولا تنسوا تفعلوا النجمة ☺★

الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن