قرأتم فيما سبق........
ظلت تلك الجميلة جيني على حالة حزن ذريعة لا يمكن للكلمات وصفها وظلت دموعها الحارقة تسيل بلا توقف على وجنتيها الناعمتين إلى أن مرت أربعة أيام تقريباً....... لا تكلم احد...... لا تلتقي بأحد..... كل ما حاول شخص أن يتحدث إليها تجنبته أو أبعدته عنها بكلماتها الجارحة......... وكانت كل ثانية تمر عليها..... تقطع معها جزءاً من قلبها الذي بات هشاً ضعيفاً يمكن حتى لنسمة هواء بأن تحطمه كلياً......... حتى تاي...... حاول إعادته لكن...... لا فائدة............. ربما.... ربما لم يحن الوقت لها لتنهض من جديد لكنه...... لكنه سوف يحين قريباً....... قريباً جداً..........
(((هل سترجعين يا جيني)))
يا ترى ما الذي أقصده بعنوان البارت..... هل هو رجوع جيني إلى طبيعتها وإلى حالتها السابقة....... أو.... رجوع جيني إلى كاي..... تابعوا أحداث هذا البارت لتعرفوا الإجابة
في اليوم الخامس لجيني بعد حادثة المركز التجاري............
استيقظت من نومها وجلست على أحد الكراسي بعد أن اغتسلت رافضةً الخروج كالعادة وقضت وقتاً طويلاً وحدها إلى أن أتت لها ليسا وقالت بصوت حنون " جيني..... حان وقت الغداء...... لا تقولي إنك لا تريدين الأكل كما فعلت في وجبة الفطور اليوم وجميع الوجبات في ما سبق "
ردت عليها جيني ببرود " لا أريد "
ليسا " لكنك لم تأكلي شيئاً منذ أربعة أيام..... وجهك أصبح شاحباً "
ردت عليها جيني قائلةً بحدة " لا يهمني....... اتركيني وشأني..... قلت لك لا أريد "
ليسا" أرجوك تعالي......... على الأقل اشربي العصير فقط "
لم ترد جيني بل أشاحت بوجهها وظلت صامتة عندها جاء شخص من خلف ليسا وقال " مازالت ترفض "
ردت عليه ليسا باستسلام بعد تنهيدة طويلة " نعم لازالت........ أرجوك تاي..... ساعدني "
قال تاي وهو يدخل للغرفة " كما تريدين " ثم مشى قليلاً إلى أن وصل إلى مكان جيني فوقف أمامها وقال ببعض الحدة " أعطني سبباً واحداً فقط يمنعك من عدم الأكل "
بحثت جيني ملياً عن الإجابة في عقلها لكنها مع الأسف.... لم تجدها....فما لها إلا أن صمتت لتسمعه يكمل كلامه فقال هو " لا يوجد أليس كذلك...... كما توقعت..... أسمعيني جيداً....... اليوم اتصل بي كاي "
انتفض جسد جيني من سماع اسم كاي فقالت في نفسها ( إذن...... لقد اتصل في النهاية...... هل اتصل ليسأل عن حالي يا ترى؟؟........ هل لا يزال يفكر في؟؟..... هل يريد الاعتذار؟؟...... أم ماذا )
أكمل تاي حديثه قائلاً " لقد اتصل بي ليسألني عن حالك..... فقلت له أنك بأفضل حال من دونه.... تأكلين وتنامين جيداً...... لكن لم يصدقني كاي وقال أنه توقع أنك لا تأكلين ولا تنامين جيداً.... وبالفعل صح قوله.... لكني قلت له أن توقعه خاطئ فأنت بحال ممتازة وأنت سعيدة للتخلص منه....... وقلت له إن أراد رؤيتك ذلك بنفسه فليأتك و يقابلك.... وهو وافق على هذا الأمر وقال أنه سيأتي بعد يومان " ثم أردف قائلاً " والآن..... هل تريدينه أن يأتي ويراك هكذا...... هل تريدينه أن يعلم بأنك لازلت متيمة بحبه ولن تتخلي عنه........ هل تريدينه أن يستغلك مرة أخرى؟؟..... هل تردينه أن يخدعك من جديد؟؟...... أجيبيني "
أجابته جيني بنبرة خافتة لم يسمعها إلا هي و تاي " لا " ثم أردفت قائلة بنبرة عالية وباكية " بالطبع لا.... كيف أعود إلى الشخص الذي خانني...... كيف أعود للشخص الذي خدعني..... حتى لو عاد إلي راكعاً فأنا لن أقبل...... كرامتي لا تهان ولن تهان "
ابتسم تاي ثم اتجه إلى جيني وأمسك بكتفيها ثم قال لها بحنان " أحسنت..... أريد منك أن تكوني هكذا دائماً "
ثم ساعدها على الوقوف وأمسك بها من خصرها بعدها اتجه معها إلى قاعة الطعام بصمت وأجلسها على أحد الكراسي وجلس هو بجوارها.......... وعندما استنشقت جيني رائحة الطعام الزكية شعرت برغبة في الأكل وقام تاي بوضع أشهى الأطباق أمامها فأمسكت بملعقتها وبدأت بالأكل فأكلت جيداً هذه المرة ..... وعند انتهائها..................
قالت جيني " حمداً لله "
ابتسم تاي وقال " بالهناء "
جيني " شكراً لك "
تاي " وأريدك أن تأكلي مثل هذه الكمية على العشاء أيضاً "
ابتسمت جيني وقالت " حسناً "
تاي " والآن... هيا لنذهب "
وقفت جيني وقالت " حسناً "
ثم وقف تاي من بعدها وأمسك بيده اليسرى كفها وبيده اليمنى خصرها ومشى معها إلى خارج القاعة ومنه إلى الحديقة.... وعندما دخلا
توقفت جيني فجأة وقالت " لماذا جئت بي إلى هنا؟؟ "
أجابها تاي قائلاً " حتى تستنشقي بعض الهواء النقي "
ردت عليه جيني بنبرة طفولية " لكني أريد الذهاب إلى غرفتي "
قال تاي ببعض العصبية " لماذا؟؟..... حتى تعاودي البكاء "
جيني " لا "
دفع تاي ظهر جيني بخفة وهو يقول " لا تكوني كالأطفال وتعالي معي....... أريدك أن تتكلمي قليلاً "
جيني " كما تريد " ثم مشت معه
طرأ على بال جيني جملة... ( أنت تحتلينه كله ) وترددت كالصدى على جدران عقلها فقالت تاي بصوت خافت وهذا ما زاد صوتها نعومة " تاي "
ارتجفت مسامع تاي لسماع صوتها وهي تنطق باسمه فقال بنبرة حانية " تفضلي "
صمتت جيني للحظات ثم قالت " أخبرني....... هل....... ما قلته لي قبل أربعة أيام صحيح؟؟ "
عرف تاي ما ترمي إليه جيني فقال والابتسامة تعلو وجهه " ماذا قلت قبل أربعة أيام؟؟ "
احمرت وجنتا جيني ثم قالت " تاي....... أنت تعلم ما أقصده "
اتسعت ابتسامة تاي أكثر وقال " هل تقصدين قولي بأنك......... تحتلين قلبي كله "
احمرت وجنتي جيني أكثر وقالت بنبرة خافتة وخجولة " نعم "
تاي " وهل تشكين أنت في صحته؟؟ "
جيني " لا..... لا أدري.... ربما.. قليلاً "
قال تاي " إذن....هو كذب "
جيني " تاي " ثم أكملت في نفسها ( أتلعب بأعصابي وبعواطفي ثم تقول كذب )
تاي " قلت لك ....... إن كنت تشكين بهذا الأمر إذاً اعتبريه كذب "
توقفت جيني وهي تحاول إفلات كفها من قبضة تاي الممسكة بها " تاي......... اخبرني بالحقيقة ولا تلهو معي "
رد عليها تاي قائلاً بنبرة جدية " أخبريني أنت أولاً......... هل تعتبرينه حقيقة؟؟ "
ارتبكت جيني فكان قلبها يقول لها بأن ما يقوله تاي حقيقة وعقلها يرفض هذا الأمر تماماً ويكذبه فقالت بنبرة مرتبكة كثيراً " نـ..... نعم..... نوعاً ما "
أخذ تاي نفساً عميقاً ملأ به صدره ثم زفر بحدة ووضع كفيه في جيبيه وأكمل سيره وهو يقول " نعم هو حقيقة...... لكن..... لا تتعبي نفسك في التفكير بهذا الموضوع..... فأنا...... أعلم أنني مجرد صديق بالنسبة إليك "
ارتبكت جيني أكثر وقالت " لا..... لكن.... أ... أنـ "
قاطعها تاي قائلاً " لكنك ماذا؟؟ "
أخفضت جيني رأسها وتابعت السير وهي تقول بنبرة خافتة تحمل شيئاً من الحزن " لا شيء.... أنسى الأمر "
أمسك تاي بكف جيني وتابع السير وهو يقول " أخبريني..... هل مازلت..... حزينة؟؟ "
التفتت جيني إلى تاي وقالت وعينيها تملؤهما الدموع " وكيف لا أكون "
تاي " أعلم أن نسيان الأمر صعب....... لكنه ليس مستحيل.... صدقيني "
أخفضت جيني رأسها وهي تقول بنبرة باكية بعض الشيء " لكنني...... لكنني لا أستطيع..... تاي لقد تعبت من هذا الأمر..... لم أعد أستطيع التحمل "
تاي " بلا تستطيعين.... لدى الإناث قدرة لا توصف على التحمل..... سواءً كان تحملاً جسدياً أو نفسياً "
جيني " أتعتقد هذا؟؟ "
تاي " بل أنا متأكد فهذه حقيقة..... دعيها مصدراً للأمل لك "
صمتت جيني للحظات بعدها قالت " برأيك تاي...... ما هي أفضل الطرق للنسيان؟؟ "
بدأت قطرات مطر قليلة تنزل من السماء ونسمات الهواء قد أصبحت باردة وقوية قليلاً وأخذت تحرك خصلات شعري جيني وتاي فرفع هذا الأخير رأسه وكأنه يتطلع إلى السماء وأخذت قطرات المطر تسقط على وجهه الجميل فقال بنبرة خافتة " أسمعي........ عندما أكون مهموماً إما أن... أسمع الموسيقى أو أقرأ الكتب ذات المواضيع التي تشدني و....... أعزف على البيانو ولا أركز على شيء واحد حتى لا أمل وأنسى بأسرع وقت "
جيني " إذاً أنت تجيد العزف على البيانو "
تاي " بالطبع وها قد عرفت حقيقة عني..... وبالمناسبة..... أنا أيضاً عرفت حقيقة عنك "
قالت جيني باستغراب " ماذا تقصد؟؟...... عن أي حقيقة تتكلم؟؟ "
توقف تاي قليلاً ثم ابتسم وقال " إن صوتك في غاية الروعة "
احمرت وجنتا جيني وقالت بارتباك " مـ.... ماذا؟.... كـ.... كيف عرفت ومتى سمعتني؟؟ "
رد عليها تاي قائلاً " لقد سمعتك وأنت تغنين في غرفتك "
قالت جيني بقليل من العصبية " وهل كنت تتلصص علي؟؟ "
ضحك تاي وقال " لا..... لقد كنت ماراً وسمعتك صدفة فقد كان صوتك عالياً وواضحاً "
أحمرت وجنتا جيني أكثر ثم قالت " و... وهل سمعه أحد غيرك؟؟ "
تابع تاي سيره ثم قال وهز أكتافه وهو يقول " من يدري....لكني.... على ما أعتقد أنه لا أحد سمعه غيري "
مشت جيني بجواره وهي تقول " ولماذا؟؟ "
ابتسم تاي وقال " بصراحة لم يكن صوتك عالي جداً أو بعبارة أخرى لم يكن واضحاً لأي شخص عادي "
ابتسمت جيني وقالت " ومن أنت...... قادم من الفضاء "
ضحك تاي وقال " أبداً لكن سمعي ليس كسمع أي شخص عادي فهو قوي جداً لهذا أنا أستطيع تحديد صوت الذي أمامي وحالته النفسية من طريقة تنفسه "
صمتت جيني لوهلة وقالت بنبرة حزينة " لو كنت مثلك لكنت كشفت كاي منذ مدة "
وضع تاي كفه على كتف جيني وقال " احمدي الله على أنك معافاة الجسد جيني...... كوني قوية.... وربما هنالك حكمة من التقائك بكاي فكل شيء يحدث في هذا العالم له حكمة عند الله "
جيني " معك حق..... و كثيرا " ثم أردفت قائلة " تاي..... أنا أريد سماع الأغاني لكنني لا أملك مسجلاً.... هل يمكنك مساعدتي "
ابتسم تاي ثم قال " نعم..... لدي مسجلان صغيران والعديد من الاسطوانات.... تعالي إلى غرفتي لتختاري منها"
ابتسمت جيني وقالت له " دلني "
أمسك تاي بكف جيني وقادها مباشرة إلى غرفته وهناك أعطاها المسجل والاسطوانات التي اختارتها بعدها قالت له " شكراً لك تاي..... والآن... عن إذنك سأذهب إلى غرفتي لسماعها "
تاي " هل تريدين أن أوصلك.. أم تستطيعين الذهاب وحدك "
ردت عليه جيني وهي تسير اتجاه باب الغرفة " شكراً لك لكن غرفتي قريبة منـ... آآآآآآآآه...... ههههه أظن أنني اصطدمت بالباب " ثم فتحته وقالت " عن إذنك " ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها بعدها توجهت إلى غرفتها
أما بعد خروجها فقد قال تاي في نفسه ( يسعدني أن حالتك بدأت تتحسن )

أنت تقرأ
الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾
Romanceإن كان ماضينا تعيساً.... فلننساه معاً... ولنبني مستقبلاً مشرقاً.... يقهر دياجير ليلنا... فهيا يا عيناي.... أريني عبرهما... وتطلعي عني لمستقبل يمثل فجرنا المحطم... وهيا يا قلبي اغمرني بدفئك... اغمرني بحنانك وحبك... لأنسى جحيماً قد عشته ومضى... فنحن س...