البارت ﴿32﴾

150 18 15
                                    

قرأتم فيما سبق........

اضطر تاي للابتسام رغم قسوة كلماتها وقال وابتسامة في صوته " إن كنت سأذهب للجحيم كما تريدين فأنا أريدك ((( معي وبجواري ))) كما تريدينني ((( أنت ))) معك " وشدد على الكلمات
زفرت جيني وقالت باستسلام " حسناً " فأمسك تاي بكفها وأخذها معه لغرفته وبينما كانت هذه المشاجرة تدور كان جونغكوك و جين يقصون ما حدث على آيو و ليسا ولو انتبهت جيني لهم قليلاً بدل شجارها مع تاي ومواجهة عناده الكبير لكان أفضل لها بكثير.




                         ((((استقرار ))))

دخل تاي برفقة جيني إلى الغرفة واستبدل ملابسه فارتدى فنيلة بيضاء خفيفة وبنطالاً خفيفاً أيضاً باللون الرمادي بعدها استلقى على سريره بجوار جيني التي ما إن غمرها دفئه وسمعت ضربات قلبه المنتظمة أغمضت عينيها  وغطت في نوم عميق.
ابتسم تاي وأطلق ضحكة خافتة جداً فقد صحت كل توقعاته وهاهي جيني تنام قبله بكل ما في العالم من رقة وبراءة.... بعد ذلك أغمض عينيه لينام نوماً هنيئاً.

فتحت جيني عينيها لتشعر بجسد تاي بجوارها وذراعه تحت ظهرها بينما كفه على خصرها.... صفت جيني حنجرتها وقالت بصوت خافت " تاي " وعندما لم تسمع أي إجابة أيقنت بأنه لا يزال نائماً فاستدارت ليصبح ظهرها مقابلاً له.... حاولت النوم من جديد لكنها لم تستطع فراحت تفكر فيما حدث ليلة أمس وكيف كان فزعها ورغبتها بأن يكون بجوارها...بعدها أتت على بالها تلك اللحظة... عندما ركضت إليه وقبـ.... قبلته.... يا إلهي.... كم أنت غبية يا جيني …. كيف سمحتي لذلك بأن يحدث؟.... ماذا سيقول تاي عندما يستيقظ؟؟.... هل سيناقش الأمر يبدأ بإحراجي؟؟.... أم أنه سينسى الأمر؟؟.... لكن هذا مستحيل فتاي لا ينسى أبداً.... آه يال غبائي.
كانت جيني غارقة في التفكير وهذا ما منعها من ملاحظة حركة تاي خلفها فانتفضت لما سمعته يقول " صباح الخير " فقالت وهي مذعورة " تاي... لقد أخفتني "
رفع تاي حاجباه وقال بنبرة سخرية " ما ذنبي إن كنتِ تسبحين في بحر الخيال ولا تحسين "
احمرت وجنتا جيني قليلاً فقالت مدافعةً عن نفسها ومغيرة لدفة الحديث " تعبير رائع "
أستند تاي على كفه ليرفع رأسه فانسدلت بعض خصلات شعره الناعمة على عينيه ثم قال " أخبريني ما الذي كنتِ تفكرين فيه "
كان ظهر جيني مواجهاً لتاي بحيث لا يستطيع الإحساس بحرارة وجهها عندما احمرت وجنتاها فاستغلت جيني هذه النقطة وقالت محاولةً جعل صوتها طبيعياً " الكثير من الأشياء "
ابتسم تاي وقد عرف أنه وصل لمبتغاه فقال " مثل.. "
جيني " أيهمك إلى هذا الحد؟؟ "
رفع تاي حاجباه وابتسم وهو يقول " بالطبع..... أراهن بأن كل شخص يود الدخول لعقلك الطفولي ولو لمرة واحدة وها أنا ذا أحاول "
تذكرت جيني ما حدث بالأمس فقالت " كنت أفكر فيما حدث بالأمس... وأتساءل إن كنت ستخبرني بالقصة أم لا "
اتسعت ابتسامة تاي وقال " هل تقصدين عن سبب خروجي في ذلك الوقت المتأخر أم عندما عدت و.... "
التفتت جيني لتاي وهي تحمل الوسادة فأخذت تضربه بها بكل ما أوتيت من قوة و تاي يضحك من كل قلبه ويقول " ما الذي يغضبك؟؟ هذه هي الحقيقة "
ردت عليه جيني بصراخ " لماذا تفعل بي هذا دائماً؟؟... لن أكلمك بعد الآن " بعدها وضعت الوسادة وجلست معطيةً له ظهرها بينما هي تكتف يديها وتضم رجليها إلى صدرها بطريقة طفولية.
ابتسم تاي بحنان ثم نهض ليضمها من الخلف بشدة ويقول بصوت دافئ " آسف... كل هذا لأنني أحبك " بعدها قبل رأسها فقالت " أخبرني بما جرى فقط "
صمت تاي لبرهة ثم قال " حسناً " بعدها أخبرها بكل شيء من الألف إلى الياء ولما انتهى قالت جيني بغضب " وكل هذا جرى من دون علمي؟؟ "
أجابها تاي بصوت خافت " لم أرد أن أقحمك في الأمر... ولم أرد إثارة قلقك "
زفرت جيني بحدة وقالت " تاي.... ألا تحبني كما قلت.... إذن لما تخدعني؟؟.... لما تكذب علي وتمثل بأنك بخير؟؟.... وأنا الحمقاء التي أصدق كل كلمة تقولها.... تاي لا تشعرني بأنني عائق في طريقك.... أرجوك "
قبل تاي رأس جيني من جديد وقال " جيني أنا أحبك أكثر مما تتصورين..... وأنا أسف بشأن كذبي.... كل ما في الأمر أنني أحبك ولا أريدك بأن تتأذي... جيني أنت لست ولن تكوني عائقاً في طريقي.... أنت حلمي.... وليس لي حلماً غيرك.... كل أحلامي السابقة تبخرت ما إن عرفتك.... حتى النظر.... لا أريده ولن أريده ما دمتِ بجواري... أنا أحبك... ولن أحب غيرك ما حييت "
قالت جيني بصوت خافت " تاي... أنا أيضاً أحبك.... وأنا أرجوك... اجعل لي دوراً مفيداً في حياتك " بعدها أمسكت بيده وقبلتها ثم قامت لتدخل لدورة المياه بينما جلس تاي يفكر في قولها ولما انتهت دلف هو بعدها بصمت ولما انتهيا خرجا لينزلا للطابق السفلي حيث جلست ليسا و آيو والسيد كيم على طاولة الطعام أما جونغكوك و جين فقد عادا لمنزلهما في الصباح الباكر بعد أن شكرا السيد كيم على ضيافته.... ولما انتهى الجميع من الفطور عادت ليسا للمسكن بينما رحلت آيو إلي مكان لا أحد يعرفه أما تاي و جيني فقد بقيا بالمنزل يخططان لموعد عودتهما للمسكن.
استدعى السيد كيم تاي و جيني إلى مكتبه وهناك جلس تاي بجوار جيني على كنبة سوداء طويلة بينما جلس السيد كيم على الكنبة المقابلة لهما.... وبعد صمت دام لعدة دقائق قال السيد كيم " تاي.... كما تعلم... فإن مشكلة لوكاس وابنه انتهت... وأنا عن نفسي صفيت حساباتي مع كل أعدائي "
أومأ تاي برأسه وهو يحاول فهم ما يرمي له والده الذي قال بعد ذلك " هذا يعني بأن الخطر قد زال عنك "
قال تاي بهدوء غريب " ما الذي ترمي إليه أبي؟؟ "
أخذ السيد كيم نفساً عميقاً ثم قال بتردد " هذا يعني بأنك حر الآن لتخرج من المسكن.... سوف أقوم بعمل أوراق خروجك وتجميع حاجياتك منه اليوم "
تضاءل بؤبؤ عيني جيني إثر الصدمة وامتلأت عينيها بالدموع وهي تقول بنفسها ( إذاً.... هذه نهاية مطافنا... هذا صحيح.... فمن بداية الأمر أنا و تاي من عالمين مختلفين.... هو ثري وعائلته مشهورة.... أما أنا فـ.... جذعاً مقطوعاً من شجرة.... لا... لا يمكنني منعه... لن أكون أنانية... أنا أحبه... ويكفيني هذا ) قاطع تفكيرها صوت تاي لما قال بحزم " أبداً " فشهقت بصوت خافت من الصدمة بينما أفلتت تلك العبرات التي كانت تحبسها في عينيها لتتساقط بصمت وبلا أي إحساس منها.
قال السيد كيم باستغراب " ما الذي تقصده تاي؟؟ "
أخذ تاي نفساً عميقاً ثم قال بثبات " لو قلت لي هذا منذ زمن لكنت طرت من الفرح... لكن الآن.. لا أستطيع... إن أهم شخص بالنسبة لي سوف يكون بالمسكن... ولن أحتمل البقاء بعيداً عنه ساعةً واحدة " بعدها التفت لجيني ليمسك وجهها بكفيه ويمسح دموعها بإبهاميه وهو يقول بصوت خافت " أيتها الحمقاء... لقد قلت لك قبل قليل بأنك حلمي.... وبأنني مستعد للتخلي عن كل أحلامي بوجودك معي.... لم تبكين... أنا سأظل معك "
قالت جيني بانفعال " لا تاي...لا تجعلني عائقاً في طريقك.... استعد حريتك ودعك مني " وقد كسر صوتها في أكثر من موضع في هذه الجملة.
أغلق تاي فم جيني بكفه قبل أن تقول شيئاً آخر تافه بعدها قال بطريقة أنهت النقاش " جيني.... هذا الأمر خارج عن النقاش حسناً... أنا لن أرحل إلى أي مكان بدونك وسأكون معك حتى لو كانت الجحيم وجهتك "
ابتسم السيد كيم وهو يرى ابنه الوحيد يضحي بكل ما لديه لأجل فتاة واحدة فقال " إذاً لم لا تخرجها؟؟ "
التفت له تاي وقال باستغراب " وكيف؟؟.... هذا لا يسمح إلا إن كنت فرداً من عائلتها أو زوجـ...." التمعت الفكرة في ذهن تاي فابتسم وقال " هذا صحيح... أنت عبقري أبي "
لم تفهم جيني شيئاً فقالت بتساؤل " ما الأمر؟؟ "
استدار تاي جهة جيني وقال وابتسامة مرسومة على وجهه " جيني.... هل تقبلين الزواج بي؟؟ "
ضحك السيد كيم وقال " لم الاستعجال بني؟؟ "
التفت تاي للسيد كيم وهو يقول " أبي أنت من وضع الفكرة في رأسي فلا تلم الآن إلا نفسك "
أكمل السيد كيم ضحكته وقال " لن أتذمر إذاً "
استدار تاي جهة جيني وقال " ما إجابتك جيني؟؟ "
ابتسمت جيني وقالت " إن هذا لأغبى سؤال طرح علي يوماً "
أمسك تاي جيني من خصرها ليرفعها ويدور بها وهو يضحك بفرح.
ضحك السيد كيم مطولاً ثم قال " إذن سوف يتم عقد قرانكما بعد أسبوع "

الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن