البارت﴿9﴾

249 22 6
                                    

قرأتكم فيما سبق..........

فتح تاي الباب وأطل برأسه وهو يقول " جيني..... لقد حضر كاي هيا معي لنذهب "
شعرت جيني للحظة الأولى بالخوف الشديد لكنها تمالكت نفسها ثم وقفت وقالت " هيا بنا " بعدها مشت تجاه صوت تاي بخطوات متثاقلة وكانت تشعر بان كل خطوة تسيرها عن عشر خطوات وأمسك هذا الأخير بكفيها وتوجه إلى الغرفة التي ستقابل جيني فيها كاي.
وعندما وصل هذين الاثنين إلى الباب توقف تاي وأمسك بكتفي جيني محاولاً نقل شيءٍ من شجاعته وصلابته إليها وقال " جيني..... فقط تذكري... ابتسمي ولا ترتبكي...... وإياك.... ثم إياك.... أن تسمحي لدمعة واحدة متمردة بالخروج حسناً..... وتذكري جيداً..... لا تخافي من أي كلمة يقولها كاي...... أنا معك "
أخذت جيني نفساً عميقاً وقالت " حسناً " ثم دخلت الغرفة برفقة تاي وهناك..........

                           ((( التخلص من الحب القديم )))


دخلت جيني الغرفة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وساحرة ثم جلست على الطاولة مقابلةً لكاي وجلس بجوارها تاي فقال هذا الأخير والابتسامة تتراقص على شفتيه " كما قلت لك تاي..... إنها في أحسن حال..... انظر بنفسك ما دمت تستطيع " ثم أكمل في نفسه ( بينما أنا لا )
نظر كاي بتمعن إلى جيني وكأنه جهاز كشف كان يتفحصها خلية خلية.......... نظر إلى عسل عينيها أولاً...... ثم إلى ابتسامتها المشرقة وإلى بشرتها النضرة...... بعدها انتبه إلى جمال اللون الأحمر الذي ترتديه وأخيراً وجه نظره إلى ذلك الشعر البني الناعم الطويل فتحسر....... نعم تحسر على ما فعله.... ولام نفسه على كل ما فعله بها فأراد جزء منه أن يعتذر ويردها له لكن...... لكن جزءه الآخر يرفض إهانة نفسه وركوعه لمجرد فتاة.... أو.... هذا ما اعتقده هو..... لهذا استسلم لجانبه العنيد ثم قال " إذاً..... يستحسن فقط أن أسألك بنفسي.... هل أنت بخير يا جيني؟؟ "
ردت عليه جيني ببرودة أعصاب تخفي وراءها جبال بنتها من حقدها وغضبها " نعم..... وبالطبع... الفضل لك "
استغرب كاي من كلام جيني ومن لهجتها الباردة التي لم يعتدها عليها.... نعم فقد اعتاد عليها باسمة وفرحة ولهجتها تحمل كل معاني اللهفة عند لقائه فقال لها بنبرة تحمل شيئاً من التساؤل "مـ.... ماذا تقصدين؟؟ "
جيني " بفضلك أصبحت أعرف الحياة جيداً...... وأنها لا تكون جميلة ومفرحةً دائماً...... وأنا الآن سعيدة..... نعم سعيدة........ سعيدة لأنني أعيش في مكان آمن...... مليء بالناس الطيبين...... وأصدقاء مخلصين أكن لهم خالص الحب والاحترام...... وأنا أشكرك..... أشكرك لأنك ساعدتني على التعرف عليهم..... والآن.... أكمل حديثك..... أكمل حديثك وارحل..... ارحل عني لا أريد أن أسمع صوتك أو أسمع عنك شيئاً...... فلا قيمة لك عندي.... لأنك.... لأنك سافل وغبي..... ولن تكون سوى ذكرى سيئة سوف ترحل مع مضي الأيام "
شعر كاي بغضب كبير من هذا الكلام الذي يوجه إليه... فكيف لها أن تقول له هذا بعد أن أحبته وعشقته.... كيف لها أن تنسى هذا الحب بسرعة....... هل يمكن أن يكون لتاي علاقة بالأمر..... وإن كان كذلك... فلن أسامحه.... فجر كاي غضبه وضرب بيده بقوة على الطاولة ووقف وقال وهو يضغط على حروفه "سوف أريك..... سوف أريك أيتها الحمقاء الغبية...... ولن تنجي من انتقامي.... لا أنت... ولا ذلك الجالس بجوارك هل تفهمين...... ههههههه..... هل اعتقدت يوماً بأنك مهمة بالنسبة لي........ أنت لم ولن تكوني سوا أداة استخدمها للوصول على أهدافي..... وأنا شارفت على الوصول لهدفي وقريباً...... قريباً ستفتح أبواب الحقيقة على مصرعيها..... وستتضح لكما الأمور..... فقط.... ابقيا على حالكما... ابقيا على هذه الظلمة ولن ترى إلى نهايتكما هل تفهمان " ثم أدار وجهه وخرج غاضباً.
وبعد خروجه تملك الخوف جيني.... فقد هزتها كلماته وتهديداته فقالت بنبرة متوترة وهي تتمسك بقميص تاي " تاي.... مـ.... ماذا يقصد بقوله؟؟ "
أمسك تاي بكتفي جيني وقال محاولاً أن يهدئها " لا تقلقي...... لطالما توعد بي لكنه أخلف بوعوده " ثم صمت وأكمل في نفسه ( لكنني أشعر بالقلق حقاً حيال كلامه فقد بدا حاقداً جداً.... أنا حقاً خائف عليك يا جيني) ثم ابتسم ابتسامة باهتة وقال وهو يحاول جعل نبرة صوته تبدوا هادئة ومطمئنة إلى أبعد الحدود " بالمناسبة...... لقد كنت رائعة اليوم...... وأثبتي فعلاً بأنك قوية وأثبتي بأن كرامتك فوق كل شيء...... أعلم أنك اضطررت على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة اليوم ودست على مشاعرك بكل ما لديك من قوة..... وأنا أعلم بأنك تقولين بنفسك أنك ستصبحين وحيدة لكن..... تأكدي.... أنا هنا.... وليسا وجيمين أيضاً.... كلنا معك... وصديقاتك لم يتخلين عنك..... كلنا معك جيني.... كوني قوية "
بثت كلمات تاي بعض الشجاعة في قلب جيني فمسحت هذه الأخيرة دمعه كانت على طرف عينيها وابتسمت ابتسامة تشع بالأمل ثم قالت " أشكرك تاي..... أنت حقاً صديق حقيقي "
ترددت عبارة صديق حقيقي في أذني تاي مراراً وتكراراً...... شعر بالسعادة لأنها تحبه وتعتبره صديقاً لكن جزءاً آخر منه..... كان يشعر بضيق لا يوصف...... هل هذا لأنه يريد أن يكون أكثر من صديق لها........ أم أن هنالك شيئاً آخر في ذهنه....... ظهر طيف ابتسامة شاحبة على وجه تاي وقال بنبرة حاول قدر الإمكان أن يخفي ضيقه فيها " هيا بنا جيني "
جيني " هيا "
بعدها خرجا من الغرفة وقبل سيرهما أمسك تاي بخصلة من خصلات شعر جيني الذهبية وسحبها على الطول الشعر وما أقصد به هو أنه كان يتحسس طول شعرها ثم قال " شعرك طويل جداً وناعم..... وهو جميل هكذا..... لم لا تجعلينه ينسدل بهذه الطريقة دائماً "
احمرت وجنتا جيني وقالت " لا أدري.... لا أظنه جميلاً "
تاي " بل هو في غاية الجمال..... ونصيحة مني دعيه هكذا دائماً "
جيني " شكراً لك "
مشى تاي ومشت معه جيني وعم الصمت لحظاتهما لوهلة لكن قطعت حبله جيني وهي تقول " قلي تاي..... إلى أين تأخذني.... على حسب ما أتذكره فنحن أتينا من غرفتي من ذلك الطريق "
ابتسم تاي وقال " ها قد بدأت تعرفين الطريق........ إنها مفاجأة "
ضحكت جيني ثم قالت " قليلاً...... وما هي هذه المفاجأة "
تاي " هل تريدين أن أخبرك وأفسدها "
اكتفت جيني بابتسامة وصمتت ومشوا لدقائق معدودة إلى أن... توقف تاي أمام باب وقال محطماً لذلك الصمت " هاقد وصلنا " ثم فتح الباب ودخل ودخلت وراءه جيني وتقدما إلى داخل الغرفة ثم توقفت جيني وضربت برجلها ضربات خفيفة على الأرض ثم قالت " أرضية الغرفة خشبية.... أليس كذلك تاي "
ابتسم تاي ثم قال " نعم إنها كذلك..... أنا سعيد لأنك بدأت تميزين..... تعالي إلى هنا "
أخذت جيني تلتفت يميناً وشمالاً ثم قالت " أين بالضبط؟؟ "
تاي " اتبعي صوتي "
مشت جيني ببطء مقتربة من صوت تاي وهي تتحسس ما حولها...... وما إن شارفت على الوصول حتى مد تاي ذراعه لها بهدوء وقال " هيا..... لقد اقتربت "
تعثرت جيني بشيءٍ كان ملقاً على الأرض وما إن كادت تقع حتى التقطها تاي بذراعه اليمنى ثم قال لها " كوني حذرة في المرة القادمة "
احمرت وجنتا جيني كثيراً وقالت وهي تحاول الابتعاد عنه " حسناً "
لم يفلت تاي جيني بل ضل محوطاً لها بذراعيه وظلا على هذه الوضعية لفترة وجيزة ثم تحرك تاي ساحباً معه جيني إلى أن وصل إلى كرسي فجلس عليه وسحب جيني لتجلس على إحدى رجليه وقال لها " هل تستطيعين إخباري ملا الذي أمامك؟؟ "
احمرت وجنتا جيني أكثر وشعرت بالتوتر والحر الشديدين وأخذت تتحسس الشيء الذي أمامها وعيناها كانت موجهتين إلى الفراغ فأخذت تنزل قليلاً وهي تتحسس هذا الشيء إلى أن سمعت صوتاً أحدثه ذلك الشيء عن طريق الضغط عليه فابتسمت لأنها تعرف هذا الصوت جيداً ثم قالت " إنه بيانو "
ابتسم تاي وقال " هذا صحيح..... والآن استمعي " ثم أخذ يعزف على البيانو فعزف لحناً هادئاً ورومانسيا وكان في غاية العذوبة............ وعندما انتهى....
ابتسمت جيني وقالت " هذا رائع عزفك جميل جداً... بإمكانك أن تصبح عازفاً مشهوراً "
شعر تاي بسعادة كبيرة لأنه لأول مرة ومنذ وقت طويل يسمع إطراءاً لعزفه وهذا لأنه في السابق لم يكن يعزف إلا أمام والده.... ووالده لم يكن يعلق على عزفه أبداً...... فابتسم تاي وقال " شكراً لك...... جيني.... هل يمكنك الغناء؟؟ "
جيني " مـ...... ماذا.... الغناء؟؟ "
تاي " ما بك ارتبكت هكذا...... أنا فقط أريدك أن تغني فصوتك رائع "
جيني " في الواقع.... لا..... لا أدري "
تاي " فقط اختاري أغنية وسأعزفها لك وأنت عليك بالغناء "
جيني " آه... حسناً.... سوف أختار..... أغنية Exodus)) "
تاي " إنها أغنية حزينة لكن..... كما تريدين "
وقفت جيني بعد أن كانت جالسة على رجل تاي اليسرى وقالت " أفضل الغناء وأنا واقفة " ثم مشت قليلاً ووقفت أمام البيانوا بعدها بدأ تاي بالعزف وبدأت جيني بالغناء بعد بدءه بلحظات وكانت كلمات الأغنية:

الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن