البارت ﴿17﴾

217 20 11
                                    

قرأتم فيما سبق.............

اتسعت ابتسامة تاي وقال وهي واضحة في صوته " هنالك الكثير من الفتيات اللاتي يتقربن مني دائماً لهذا أنا أبعدهن بنفس الطريقة وربما أكون أقسى..... أنا معتاد على هذا فقد فعلته عشرات المرات "
ضمت جيني تاي وهي تقول " تاي لا تحاول إغاضتي "
ضحك تاي بخفوت وقال " ربما أحاول فعل شيئاً أخراً "
جيني " مثل ماذا؟؟ "
أجابها تاي وابتسامة في صوته " أمممممم لا أدري ربما إثارة غيرتك "
ضربت جيني تاي على صدره بخفه وهي تقول " تاي كفى لا تجبرني على قول أنني أغار عليك "
تاي " ها قد قلتيها "
واصلت جيني ضرب تاي وهي تقول " قلت كفى "
ضم تاي جيني ثم حملها إلى السرير وأجلسها ثم جلس بجوارها وضم رأسها إليه بعدها قال بنبرةٍ عالية بعض الشيء " أحب أن أعرف بأنك تغارين علي....... والآن ارتاحي حبيبتي..... وأعلمي بأنك أول وآخر فتاة تلمس قلبي...... فأنت هي....... أميرتي "
وبينما كان تاي يقول هذا...... دخل شخص إلى الغرفة وهو يقول " جيني لقد  نسيت....... محـ......فـ......ظـ........تـــي "

                              ((( صدمة )))


صدمة...... رعشة...... أنفاس غير منتظمة....... ضربات قلب قوية..... لهيب نيران هائجة....... آمال..... أحلام تتحطم...... كل هذا كان يحدث لإيرين في آن واحد حينما رأت....... مشهد تاي وهو يضم جيني...... وحينما سمعت كلمات تاي الجميلة لجيني....... هل هذا صحيح؟؟....... هل هذا كابوس؟؟...... هل سأصحو منه يا ترى؟؟....... أم سأضل حبيسة له طوال حياتي؟؟........ وكل هذا كان يتردد كالصدى المزعج في داخل عقل إيرين مرةً..... مرتين..... ثلاث...... مئة..... لم تستطع تحمل هذا فكانت روحها تصرخ حزناً ألماً..... وكانت ذكرياتها الدفينة تحطم سلاسل النسيان التي قيدتها بها منذ زمن....... كانت عاصفة الحزن تعصف بقلبها..... تحاول ابتلاعها...... كانت تقاوم وتقاوم لتتمسك بحياتها...... بسعادتها..... بروحها..... قدميها لم تعدا قادرتين على تحمل ثقلها..... أحست بأنها توزن أطنانا وأطناناً....... عينيها لم تعودا قادرتين على تحمل حرقة دموعها..... قلبها...... يضرب...... ويضرب ويضرب...... يحاول الخروج من صدرها..... يحاول الإفلات من قبضة شرايينها ..... شرايينها التي تحولت إلى سلاسل من نار..... تقيد قلبها...... تحاول منعه من الفرار..... حتى..... لا يجعله جثةً هامدة..... إنساناً جماداً...... كل هذا حدث في لحظات معدودة.... فقد كانت في صراع داخلي مع نفسها... عندها.... تحركت شفتاها لتنطقان من غير أن تحس " مــا...... مــا الذي يجري؟؟...... أنا لا أفهم؟؟..... جيني ؟؟....... تاي؟؟..... لماذا؟؟ "
كانت جيني متجمدةً في مكانها..... لا تدري ماذا تقول..... لا تدري ماذا تفعل....... أما تاي.... فقد كان مقبضاً بشدةٍ على أصابه... وهادئاً لأقصى الحدود......
تحركت شفتا جيني لتنطقان " إيرين..... د.... دعيني أوضح لكـ "
قاطعت إيرين جيني بصراخها " توضحين لي ماذا؟؟...... إنك على علاقة  بتاي؟؟...... أن تاي أكثر من صديق لك؟؟.... لماذا؟؟..... لماذا تفعلين هذا يا جيني؟؟..... في البداية كاي..... والآن تاي "
استغربت جيني كثيراً من ذكر سيرة كاي فقالت متسائلة " كاي؟؟ "
أجابتها إيرين بنبرة بكاء قائلة " نعم كاي...... أنسيتِ؟؟...... أنسيتِ أنني في البداية كنت معجبةً به ؟؟.... وأنا عرفتك عليه؟؟..... ظننت أنك كنت خير صديقةٍ لي وستساعدينني على اكتساب محبته لكن آه...... جعلته يفتن بك ويحبك..... وفي كل يوم كنت تحكين لي ما جرى معك وكنت أحترق بسعير غيرتي...... كيف؟؟..... كيف يمكنك طعني مرتين جيني؟؟.... كيف؟؟ "
صمتت جيني لفترةٍ طويلة لتستوعب ما يقال ثم قالت بصوت خافت " لم..... لم أكن..... أعرف "
عاودت إيرين الصراخ بوجه جيني بقولها " بلا كنت تعرفين...... كنت تعرفين ولكنك نسيتِ كل هذا "
ردت عليها جيني بصراخ باكي " من المفترض أن تشكريني...... نعم من المفترض أن تفعلي..... فلولاي لكان حادث السيارة أصابك أنت..... وكنت الآن عمياء غبية..... كما أنا الآن تماما " ولم تستطع جيني الإكمال فقد قطعتها شهقةٌ باكية خرجت من بين شفتيها المرتجفتين فنزلت وجلست على الأرض وهي واضعةٌ يدها على فمها.
أما إيرين فقد ضلت واقفة في صدمة ودموعها متجمدة على خديها...... و تاي كان لا يزال على حالة الصمت التي كان فيها
وقفت جيني على قدميها بعد أن استجمعت قواها وقالت بصوت مرتجف " أ..... أرايتي إيرين؟؟...... لولاي لكنت الآن في مكاني..... مجرد عمياء تافهةٍ بلا أي هدف أو معنى في الحياة....... كما انه لولاي..... لكسر قلبك كما كسر قلبي وتحطم بسبب كاي...... أرأيت كم صديت عنك الكثير...... كما..... كما أنني أحببت تاي قبل أن تعرفيه...... أحببته بقلبي وبعقلي.... وليس بعيناي كما فعلتِ أنت "
تحركت دموع إيرين من وضع التجمد الذي كانت فيه وأخذت بالسيلان على وجنتيها عندها قالت بنبرة بكاء مكسورة " لكن هذا لا ينفي أنك جرحتني........ مرتين " ثم اقتربت من جيني ورفعت كفها محاولةً صفعها لكن...... وفي آخر لحظة..... كف قوية أمسكت بذراعها اليمنى بعدها سمعت صرخة..... صوتاً هز كيانها بقوله " إياك "
تجمدت إيرين بمكانها وهي تحس ببرودة ذلك الكف الممسك بها..... فأخذت تتطلع لصاحبه وظل الثلاثة في حالة صمت لوهلة لكن....... صوت صرخةٍ باكية قطعتها ومن بعدها قالت صاحبتها " دعها تاي.... دعها تفعل ما تشاء..... إن كنت في نظرها حقيرة خائنة..... لتفعل ما تشاء بي...... لم يعد يهمني شيء "
ظل تاي مطبقاً على ذراع إيرين بكفه بشدة وهو يقول " لا جيني...... لا..... لن أدع أحداً يؤذيكِ..... وحتى لو كنت تريدين ذلك...... فأنا لن أسمح له...... على الأقل..... ليس لأجلك.... بل لأجلي "
كانت إيرين تصغي لكلمات تاي باهتمام..... وكان كل حرف نطقه يطعن قلبها ويمزقه تمزيقا.......
ترك تاي ذراع إيرين ونزل لمستوى جيني ليضمها لصدره لجيني إلا أن تستسلمت له وأمسكت بقميصه بشدة ودموعها في ازدياد كبير لهذا...... مسح تاي على شعرها وقال بصوت دافئ " لا بأس.... لا بأس"
أحست إيرين بدفء العلاقة بين هذين فأغمضت عينيها بمرارة وهي تحس بأن وجودها غير مرغوب فيه فتوجهت للطاولة وأخذت محفظتها ثم أسرعت للخارج وهي تحاول التخفيف من آثار البكاء على وجهها وما إن وصلت لسيارتها حتى دخلت لها بسرعة وحركتها وطوال الطريق كانت تبكي بمرارة وهي واضعة كفها الأيسر على فمها وكانت تقول " لماذا؟؟...... لماذا؟؟...... لماذا يحدث لي كل هذا؟؟...... لماذا؟؟ "



الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن