البارت ﴿21﴾

197 17 7
                                    

                            (((اعتذار )))

في الصباح بعد تلك الليلة الجميلة والمتعبة بنفس الوقت استيقظت جيني على إحساسها بأنامل تداعب وجهها ففتحت عينيها وصمتت قليلاً لتسمع خمس الذي بجوارها وهو يقول " صباح الخير " فانتفضت بسرعة وارتبكت ثم قالت بعد أن استوعبت الأمر " صـ.... صباح الخير تاي "
ابتسم تاي ثم قال " كيف نمتِ؟؟ "
جيني " جيداً "
أمسك تاي بكف جيني ثم سحبها وهو يقول " هذا رائع..... والآن هيا بدلي ملابسك فهنالك مفاجأة تنتظرك في الخارج "
تنهدت جيني وهي تستيقظ ثم قالت " مفاجآتك كثيرة هذه الأيام " بعدها توجهت إلى دورة المياه فاستحمت وعندما خرجت كانت كعادتها ترتدي منشفة بيضاء قصيرة تصل إلى ما فوق ركبتيها بقليل......... قالت بعد أن أخذت نفساً ملأت به رئتيها " تاي..... هل ما زلت هنا "
تاي " نعم " وقد كان جالساً على سريرها الذي رتبه.
اتجهت جيني إلى خزانة ملابسها فأخرجت فستاناً باللون الأزرق الغامق وقد كان قماشه ثقيل فكما ذكرت سابقاً البرد قد اشتد وقد كان الفستان منقوشاً بتطريزات جميلة تمثل وروداً وأغصاناً ملتفة وهذا ما أضاف إليه سحراً جميلاً....... بعد ذلك وضعت الملابس على السرير وقالت " سوف أبدل ملابسي "
رد عليها تاي ببرود " بدليهم..... هل من أحد يمسك بك؟؟ "
وضعت جيني يدها اليمنى على خصرها وقالت بحنق " لا..... ولكن هنالك أحد في غرفتي "
رد تاي ببرود أكبر " وهل هذا يمنعك؟؟ "
أجابت جيني بحنق أكبر " بالطبع "
ابتسم تاي ثم قال " لكنني لا أستطيع رؤيتك جيني "
ارتبكت جيني وقالت " أعلم هذا ولكـ.... "
قاطعها تاي قائلاً " لا لكن..... هيا بدلي ملابسك فأنا أشعر بالخمول ولا أريد بأن أذهب وأعود مرة أخرى "
زفرت جيني بحدة ثم قالت بحنق " حسناً " بعدها بدأت بارتداء ملابسها بحذر نوعاً ما وببطء وهي تشعر بارتباك وخجل لا يوصفان وعندما انتهت أمسكت بمشط شعرها وسرحته ثم ربطته بطريقة ذيل الحصان بشريطة زرقاء بعدها قالت " انتهيت "
ابتسم تاي وقال " جيد " بعدها اقترب منها وأخذ يتحسس كم فستانها ثم قال " أظن بأنه عليك ارتداء شيء فوقه"
جيني "ماذا؟؟.... لكنه ثقيل "
مسح تاي على كتفيها وقال " ثقي بي "
أخذت جيني نفساً عميقاً ملأت به رئتيها ثم اتجهت إلى خزانتها الصغيرة من جديد وأخرجت كنزة بنفس لون الفستان وارتدتها بعدها أمسكت بكف تاي البارد وسارت معه إلى أن وصلا للحديقة وما أن فتح الباب الالكتروني الذي يفتح ما إن يقف جسم أمامه أحست جيني ببرد شديد وهواء بارد نفض خصلات شعرها فتقدمت بخطوات مترددة بعض الشيء للخارج وما أن خطت أول خطوة حتى أحست بشيء بارد وهش تحتها فتركت كف تاي وثنت ركبتيها لتنزل وتلمس ما تحتها فوجدت بأن الأرض مغطاة بالثلوج.... نعم لقد غطت الثلوج أرض الحديقة بل أرض المدينة كلها..... فالتفتت جيني إلى تاي وابتسامة تعلو وجهها وهي تقول " إنه ثلج... هذا رائع تاي " بعدها أمسكت بيدها كمية من الثلج ورمتها قاصدة تاي لكنها كانت بعيدة عنه قليلاً لأنها لا تراه بالطبع تاي أيضاً تفاداها فكما تعلمون هو يحس بالأشياء التي حوله ويستطيع بان يتفادى كل شيء موجه نحوه.
ابتسم تاي ثم أمسك بكف جيني وساعدها على النهوض ثم قبل وجنتها بسرعة وقال " أتحاولين ضرب حبيبك؟؟ "
ضحكت جيني وقالت " نعم "
ضم تاي جيني بقوة ثم قال " أعلنت الحرب أيتها المشاكسة " بعدها دفعها على الثلج وهو فوقها فتدحرجا بسرعة ثم أخذ تاي يرمي بعض الثلج على جيني لكن ليس بقوة خشية من أن يؤلمها أو تصاب بالبرد وبعد أن لعبا بما فيه الكفاية وضعت جيني رأسها على صدر تاي بينما هو مستلقً على ظهره ثم قالت " كيف غطى الثلج الأرض بهذه السرعة؟؟.... بالأمس كان الجو بارداً فقط ولم يكن مثلجاً أو حتى ممطراً "
وضع تاي كفاه خلف رأسه ثم قال " تقول الأنباء بأن عاصفة قوية لم يكونوا متنبئين بها هبت على المدينة وأغرقتها بالثلوج "
رفعت جيني رأسها وهي تقول بصوت خافت " هكذا إذن " ثم أردفت قائلة ً " لنذهب إلى الداخل تاي فأنا أشعر بالبرد "
تاي " لهذا قلت لك بأن ترتدي شيئاً ثقيلاً " بعدها خلع سترته قبل أن يردف قائلاً " خذي سترتي..... سنذهب أولاً لتناول الفطور ثم للقاء الأطفال "
أخذت جيني السترة وتقول " ألن تشعر بالبرد "
لوح تاي بكفه نفياً ثم قال " لا تقلقي.... فأنا أرتدي شيئاً ثقيلاً أسفلها "
أخرجت جيني لسانها لتاي قبل أن تقول بسخرية " وربما برودة أعصابك تساعدك "
ضحك تاي ثم قال وهو يرفع كتفيه " من يدري "
أدخلت جيني ذراعيها في كمي السترة الطويلين ثم ارتدتها فشعرت بدفئها يغمر جوانح جسدها وعندما اشتمت رائحتها التي هي نفسها رائحة جسد تاي قالت في نفسها ( جميلة كالعادة ) بعدها ابتسمت مع احمرار وجنتيها وهذا ما أضاف جمالاً وحياة إلى وجهها..... قالت " هيا بنا "
أمسك تاي بكفه البارد كف جيني الدافئ..... نعم فقد كان جسدها دوماً دافئاً..... ربما بالنسبة لتاي فقط حتى أنه دائماً ما يخاف بأن يزعجها ببرودة جسده.... لكن يبدو أنها تحب هذه البرودة ولا تنزعج منها..... وربما لأنها تحب أن تكون مصدر دفء له.....
اتجه هذين الاثنين معاً للفطور ثم إلى مسكن الأطفال الداخلي والذي هو جزء من مدرستهم..... وقد كان ذلك اليوم إجازة للجميع فقد كانت الثلوج تغطي المكان وبدا على الأطفال كلهم بأنهم سعداء.

الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن