قرأتم فيما سبق........همس بصوت خافت معذب " جيني... جيني جيني.... لم أتوقع بأن يؤلمني اسمك إلى هذا الحد.... لم أتوقع بأن يدمرني صراخك الحاد بهذه القوة... آه جيني... أنت تعذبينني لكنك لا تعلمين... جيني "
لم يفهم الطبيب شيئاً من همس تاي فقال " هون عليك سيدي "
نهض تاي ليخرج خارج الغرفة ويمشي على غير هداً وكفه مسند على جدران المستشفى بينما يقول في نفسه ( لم على زهرة بيضاء بأن تتألم وتجرح أكثر من مرة؟؟.... لم عليها بأن تجابه الحقيقة المرة لمرتين؟؟... لم يحدث كل هذا لك حبيبتي؟؟... لم يحدث كل هذا لك جيني؟؟.... لم لا يمكن لحبنا بأن يدوم للأبد؟؟.... لم عليه بأن يدمر؟؟.... لم؟؟ "(((( نقطة البداية ))))
توجه تاي إلى غرفة جيني ثم جلس على سريرها وحمل رأسها ليضعه على صدره ليستنشق رائحتها المختلطة برائحة المستشفى.... كان دفئها قد عاد إليها حتى أن جسدها كان متعرقاً بسبب ما حدث.... كان جسدها هو نفسه الذي اعتاد عليه وأحبه لكن... من يعلم ما في عقلها؟؟... من يعلم ما الذي تفكر فيه؟؟... لقد تغيرت من الداخل كلياً... لم تعد هي نفسها.... هل ستعود يا ترى؟؟....
غط تاي في نومه وهو مستند على تاج السرير وبعدها بساعتين استيقظ على صوت ينادي اسمه وشخص يهز كتفه فقال بصوت ناعس " ماذا؟؟ "
بعدها سمع صوت جونغكوك يقول بهمس " تاي... عليك النهوض والخروج فمفعول المخدر الذي أعطي لجيني قد انتهى.. وقد تستيقظ بأية لحظة.... ولا أظنها ستسعد بوجودك بجوارها...فـ.. فكما تعلم... "
قاطع تاي جونغكوك بقوله بتألم غير واضح " فهمت " بعدها أبعدها عن جسده ليضعها على السرير ويغطيها ثم مسح على شعرها بكل حنان وهو يهمس " نامي بأمان " بعدها خرج من الغرفة وهو يعظ على شفته السفلى بكل قهر إلى أن أدمت.
دخلت جيسو وهي تقول " سوف أبقى بجوارها حتى تستيقظ "
اقترب جين من تاي وأمسك بكتفيه ثم قال " هيا تاي دعني آخذك للمنزل... لا فائدة من بقائك هنا... إنها الآن بأمس الحاجة لصديقاتها والجلوس معهن "
ابتعد تاي عن جين وهو يقول " سأرحل وحدي... أحتاج لأن أبقى وحيداً لبعض الوقت " بعدها سار متوجهاً للطابق السفلي ومنه للمخرج حيث تركن سيارته الخاصة السوداء الفاخرة فلما رآه السائق خرج بسرعة وفتح الباب بلباقة فدخل تاي وأخذه السائق إلى منزله وهناك....
دخل بصمت وعلامات الحزن والألم بادية على وجهه... أحس بوجود شخص ما أمامه لكنه لم يعره أي اهتماماً ومضى في طريقه إلى أن استوقفه ذلك الشخص بقوله " اللعنة تاي... لم أعتدك بهذه الفوضى "
تابع تاي سيره وهو يقول بإرهاق " ليس وقتك كريستيان "
تذكرة: ( كريستيان هو مصمم أزياء وهو يعمل لتاي ويسميه هذا الأخير بـ " مجنون التسوق " )
ابتسم كريستيان ثم قال " بل هو وقتي فأنت بحاجة ماسة إلى المساعدة.... لا تتوقع بأنك ستقابل جيندوك بهذا الشكل"
كان تاي على علم بحالة الفوضى التي هو بها فتوقف ثم التفت وقال ببعض البرود " كم مرة قلت لك بأن لا تناديها جيندوكي "
قال كريستيان بالطريقة المعروفة والتي يسميها تاي ( لغة مجانين الموضة ) " وأنا قلت لك بأنني سأستمر بمناداتها جيندوكي فهي لطيفة وهذا يليق بها والآن كف عن غيرتك وأريني مشية متزنة وأنت متجه إلى غرفتك وإلا قمت بأخذك في جولة تسوق "
لم يكن تاي بمزاج للمشاجرة فزفر بحدة وقال باستسلام " افعل ما تريد " بعدها اتجه لغرفته.
تبعه كريستيان ولما دخلوا دفعه نحو دورة المياه وهو يقول " هيا أسرع بالاستحمام "
وقف تاي محاولاً الإمساك بغضبه ففوجئ بمنشفة ترمى على وجهه بقوة وتلاهى صوت إغلاق باب دورة المياه فزفر مرة أخرى ووقف داخل الحوض ثم خلع ملابسه وفتح الماء الساخن ووقف تحته فراح البخار يتصاعد بكثرة وكل هذا لم يدفئ جسد تاي ولو قليلاً... فقد كان التجمد الذي يشعر به داخلياً في أعماق قلبه... ولن يدفأ إلى بلهيب جيني......
لما انتهى أغلق الماء وارتدى المنشفة البيضاء لتغطي نصف جسده السفلي وتصل لركبتيه ولما أحس بوجود كريستيان قال بتملل " ماذا الآن؟؟ "
ابتسم كريستيان ثم اتجه للمرآة ووضع أمامها كرسياً وقال " تعال واجلس "
جلس تاي وهو يزفر وراح كريستيان يمشط شعره ويقصه وهو يقول " لم أتخيل بأن أرى شعرك طويل هكذا... لطالما كان شكلك مرتباً وجميلاً.... لكنني بالفعل لا ألومك " بعدها راح يحلق لحيته إلى أن رجع كالسابق عدا تلك الهالات تحت عينيه والتي تزداد سواداً يوماً بعد يوم
جلس تاي مع كريستيان في الصالة بصمت قطعه صوت هذا الأخير لما قال بصوت خافت " ما مدى سوء الأمر؟؟ "
أنزل تاي رأسه ثم أخذ نفساً عميقاً وقال بضيق " أسوأ من أي شيء مر علي... إنها لا تتذكر أي شيء عني "
وضع كريستيان كفه على كتف تاي وقال " ربما عليك أن تبدأ معها من جديد... لا تصدمها بحقيقة أنك زوجها أو أنها كانت تحمل طفلاً منك... إنها فتاة بكل الأحوال.. ولن تكون هذه الأشياء عادية بالنسبة لها فهي متعلقة بالمشاعر.... وأكثر ما يهم الفتاة مشاعرها... خذها بهدوء وببطء... سيساعدك صديقاتها كثيراً "
زفر تاي وقال بحزن وبقلة حيلة " المشكلة أن جيني كانت مخلصة لكاي إلى أقصى الحدود...وتحبه كثيراً... فبالمسكن حتى مع وجودي بجوارها ومعاملتي لها بلطف لم تتحرك مشاعرها تجاهي إلا عندما كشفت أمر خيانة كاي واعترفت لها بأمر حبي لها مرتين متتاليتين وأخبرتها بأنني لا أستطيع كتمان مشاعري... لا تعرف كم كان التأثير عليها وربط قلبها بي صعباً بالسابق... والآن كل هذا اختفى "
صمت كريستيان لوهلة ثم قال " تاي أنت رجل... ولك أسلوب خاص جداً في التعامل مع جيني... أوقعها بحبك مرة أخرى.... كافح... لأنك إن استسلمت.... كل ما بنيته سابقاً سينتهي.... لا زوجة.... لا حياة... لا أبناء.... ولا ابتسامة... الأمر متوقف عليك الآن تاي.... لا تستسلم "
أومأ تاي رأسه فوقف كريستيان وهم بالانصراف وهو يقول " أنا لست مستشاراً نفسياً.... ولست خبيراً بهذه الأمور... ولكنني صديق جيد... لذا فلا تتردد في طلب مساعدتي " بعدها رحل ليقف تاي من بعده ويتجه لغرفته لينام بعمق شديد

أنت تقرأ
الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾
Romanceإن كان ماضينا تعيساً.... فلننساه معاً... ولنبني مستقبلاً مشرقاً.... يقهر دياجير ليلنا... فهيا يا عيناي.... أريني عبرهما... وتطلعي عني لمستقبل يمثل فجرنا المحطم... وهيا يا قلبي اغمرني بدفئك... اغمرني بحنانك وحبك... لأنسى جحيماً قد عشته ومضى... فنحن س...