البارت﴿3﴾

328 29 5
                                    

قرأتم  فيما سبق....
وبينما هذا يحدث..............
كانت ليسا في حالة صدمة شديدة.... فكيف لها أن تتحمل تلك الصفعة القوة........ وكيف لها أن تتوقع هذا التصرف الفظيع من فتاة لا تملك سوى البراءة........ بعدها جاءت لها إحدى الممرضات وقالت " ليسا عزيزتي عليك الذهاب لترتاحي "
أفاقت ليسا من صدمتها وقالت بهدوء " نعم " ثم ذهبت
وبينما هي تتمشى بالممرات متجهة إلى استراحة الممرضات رأت تاي يتمشى أيضاً في الممرات فسألته قائلةً " كيف حالها "
أجاب تاي  بهدوء " إنها بخير فقد أتى إليها زائر "
ليسا" ومن هو؟؟ "
قال تاي بضيق " هه خطيبها المحترم " ثم مشى مبتعداً عنها فقالت ليسا في نفسها ( أخشى أن يكون ما أظنه صحيحاً ) ثم مشت ودخلت إلى استراحة الممرضات وذهب تاي إلى المكتبة فهي دائماً ما تكون ملجأه الدائم من آلامه. 

                                  *" ماذا يحدث لي ؟؟"*

خرجت جيني من غرفتها وبدأت تمشي على غير هدىً في الممرات الكثيرة وهي تتحسس ما حولها علها تدرك أين هي فرأتها أحد الممرضات وأتت مسرعة لمساعدتها وقالت " هل تحتاجين أية مساعدة يا آنسة "
جيني" نعم....... أريد أن أعرف بمكان ليسا"
الممرضة " إنها في غرفة استراحة الممرضات "
جيني " هل يمكن أن تأخذيني إليها "
الممرضة " بالطبع...... هيا بنا " وأمسكت بيد جيني  وقادتها إلى أن وصلتا ففتحت الممرضة الباب وقالت " تفضلي " دخلت جيني إلى الغرفة وقالت بنبرة هادئة " ليسا..... هل أنت هنا "
أجابتها ليسا قائلة " ماذا تريدين....... صفعة أخرى "
جيني " أ....... أنا آسفة ليسا..... آسفة حقاً.... لم أقصد...... أعلم أنك تحملتيني منذ مجيئي إلى هنا.... أنا..... لا أعلم ما أقوله لك لكن..... أنا آسفة...... وأنا أشكرك على كل ما فعلته لي " ثم اقتربت من ليسا التي كانت جالسة على الكرسي ونزلت إلى مستواها ثم وضعت كفها على وجنة ليسا التي تلقت الصفعة وقالت لها " أنت صديقتي....... وأعلم أنك ستغفرين لي........ وإن كانت هذه الوجنة الرقيقة تلقت صفعة غادرة " ثم أمسكت بكف ليسا ووضعته على وجنتها وقالت " رديها إن كنت تريدين..... أنا لن أمانع..... أطفئي ما في قلبك "
عندها قامت ليسا بضم جيني بقوة وقالت لها " أسامحك....... أسامحك يا عزيزتي "
فضمتها جيني بدورها وقالت " شكراً لك "
ثم جلستا تتكلمان وتتشاطران الأحاديث وعند إذن قالت جيني" ليسا.... أريدك أن تعلميني كيف أقرأ كتب المكفوفين "
ليسا " بالطبع سأعلمك لكن ما الذي جعلك تريدين التعلم "
احمرت وجنتا جيني كثيراً وقالت " لا أدري "
فقالت ليسا " لا يهم..... لنذهب إلى المكتبة " ثم أمسكت بكف جيني وخرجتا من الغرفة متوجهتين إلى المكتبة وهناك...............
كان المكان كبيراً وهادئاً جداً وكان مليئاً بالكتب بشتى أنواعها وكان تقريباً خالياً فقالت ليسا بصوت خافت " هذا غريب..... المكان خاليٍ على غير عادته "
فهمست جيني قائلة " ومن هنا بالضبط يا ليسا "
ليسا " فقط تاي...... ولا أنصحك بإزعاجه فردات فعله ستكون قاسية عليك "
جيني " إذن.... لنبحث عن كتاب ولتعلميني القراءة "
ليسا " بالطبع " ثم توجهتا إلى أحد أرفف الكتب الكثيرة واختارتا قصة من القصص التي تحكى للأطفال وذلك لسهولة كلماتها وقراءتها ثم بدأت ليساا بتعليم جيني  شيئاً فشيئاً فقضيتا وقتاً طويلاً جداً إلى أن حل المساء عندها قالت ليسا وهي تمسك برقبتها " لنتوقف الآن جيني ولنكمل غداً فأنا بدأت أشعر بالجوع وبالنعاس أيضاً....... كما أنك لم تأكلي شيئاً......... وهذه المرة لن تخافي أليس كذلك "
جيني" نعم...... حسناً لكن...... هل ذهب تاي "
ليسا " نعم منذ قليل فقط......... هيا قفي لنذهب إلى قاعة الطعام فالآن وقت العشاء "
وقفت جيني  وقالت " هيا لنذهب " ثم أمسكت ليسا جيني وتوجهتا إلى قاعة الطعام وعندما وصلتا.......
شعرت جيني  بالخوف قليلاً فترددت بعض الشيء ووقفت لكنها بعد لحظات تشجعت اندفعت وعاودت السير فقالت لها ليسا " أحسنت جيني...... أريدك دائماً هكذا " ثم قادتها إلى حيث يجلس تاي وأجلستها بجواره وقالت " جيني هاهو تاي "
فقالت جيني  " مرحباً تاي "
فرد عليها تاي بنبرة باردة وهادئة " أهلاً " ثم عاد ليكمل طعامه وبدأت جيني بادعاء الأكل فهي فاقدة شهيتها منذ أن فقدت نظرها عندها قالت " تاي " لكنها لم تسمع أي رد منه فعادت لتقول " تاي " لكنها أيضاً لم تسمع شيئاً وقالت للمرة الثالثة بصوت أقوى " تاي هل أنت هنا "
عندها أجابها تاي بكل برود " ألم يأمرك خطيبك بالابتعاد عني؟؟ "
فصمتت جيني ولم تنطق بأي حرف فقال تاي بنبرة جمود " هذا ما توقعته...... عن إذنك " ثم وقف وقال " لا أريد لخطيبك أن يغضب منك " وبعدها ذهب
فقالت جيني في نفسها ( يا ترى كيف عرف؟؟........ وما علاقته بكاي ؟؟ ) ثم وقفت وأخذت تتحسس ما حولها لتذهب فرأتها ليسا من بعيد وأتت إليها مسرعة وقالت " مابك..... لم لم تكملي عشاءك؟؟ "
فردت عليها جيني بنبرة بكاء " لقد فقدت شهيتي أرجوك خذيني إلى غرفتي "
ليسا " كما تريدين " ثم أمسكت بكفها وأخذتها إلى غرفتها وعندما وصلتا.........
قالت ليسا " هل تريدين شيئاً آخراً "
جيني " أنا متعبة وسأخلد إلى النوم...... أرجوك أخرجي لي ملابسي الخاصة بالنوم "
توجهت ليسا إلى الخزانة وأخرجت لها بيجاما باللون البنفسجي الفاتح ووضعتها على السرير ثم قالت " سوف أنصرف الآن هل تريدين شيئاً آخراً "
جيني " شكراً لك "
ليسا " حسناً تصبحين على خير "
جيني " وأنت من أهله " ثم خرجت ليسا من الغرفة وأغلقت الباب فتوجهت جيني  إلى السرير والتقطت ملابسها وارتدتهم ثم مشت ببطء وهي تتحسس الجدار إلى أن وصلت إلى مفتاح النور فأغلقته ثم ابتسمت باستخفاف وقالت " وكأن هناك فرق " وعند إذن توجهت إلى سريرها واستلقت عليه وتغطت بالغطاء وأخذت تفكر وتقول في نفسها ( ما به تاي  يعاملني هكذا؟؟........ ما الذي فعلته له؟؟........ إنه أول شخص عرفته من بعد ليسا وهاهو بدأ يعاملني بقسوة!!........... كيف عرف بأن كاي قال لي أن أبتعد عنه؟؟........ ياترى هل سيظل يعاملني هكذا؟؟......... وماذا عن صديقاتي لم لم يأتوا لزيارتي؟؟........... آه لماذا يحدث لي كل هذا؟؟ ) ثم غلب عليها النعاس ونامت بهدوء كالأطفال.
وفي صباح اليوم التالي.................
استيقظت جيني من نومها وتوجهت إلى الحمام ببطء شديد استحمت وهو كانت خائفة كثيراً من السقوط لكنها استجمعت قواها وتابعت وهي تضع في ذهنها عبارة ( لا للاستسلام ) وعندما انتهت خرجت من الحمام وتحسست ما حولها إلى أن وصلت لخزانة ملابسها عندها فتحتها وبدأت بلمس الفساتين إلى أن وجدت مبتغاها فقد كان فستاناً بلون السماء الصافية وكان طويلاً يصل إلى نهاية قدمها وقد زين من طرفه بنقوش على هيئة بورود بيضاء اللون جميلة وقد ربطت شعرها ربطة خفيفة جداً بشريطة بيضاء اللون ناصعة كان شعرها طويلاً جداًَ وفي غاية النعومة.
ومن ثم طرق باب غرفتها فقالت " تفضل "
فدخلت ليسا وقالت " صباح الخير جيني "
جيني " صباح الخير ليسا "
ليسا " لديك زوار اليوم "
قالت جيني بلهفة " من؟؟ "
عندها دخلت ثلاث فتيات وقلن " كيف حالك جيني "
عرفت جيني  من هؤلاء بسرعة وقالت "  جيسو.....روزي.....ايرين" وركضت وضمتهم بقوة فقمن هن بضمها إلى صدورهم وأخذت يبكين بكاءً صامتاً فقالت جيني وهي تمسح دموعها " لقد اشتقت إليكن "
فقالت جيسو " ونحن أيضاً اشتقنا إليك لكننا كنا نبحث عنك طوال الوقت وكلما ذهبنا إلى مستشفى يقولون أنهم لم يسمعوا باسمك "
ثم قالت روزي " نعم وفي الأمس فقط رأينا كاي فسألناه وأخبرنا عن مكانك "
ايرين كيف حالك الآن "
جيني " بخير "
روزي " كيف هي حياتك بعد أن......... فقدت نظرك "
أنزلت جيني رأسها وقالت " إنها أصعب مما تتوقعين........... لكن علي حمد الله على كل حال "
جيسو  " المهم حمداً لله على سلامتك "
روزي " هل تعرفت على بعض الأشخاص هنا " 
جيني " أعرف فقط ليسا وهي التي أوصلتكم إلى هنا و............ وأعرف تاي "
ايرين" ومن هو تاي؟؟ "
جيني" إنه شاب لطيف جداً تعرفت عليه منذ وقت قصير لكن....... "
جيسو  " لكن ماذا؟؟ "
جيني " لا أدري...... منذ أن عرف أن كاي خطيبي وهو لا يعاملني كما كان "
روزي" ماذا تقصدين؟؟ "
جيني " في الأمس زارني كاي بينما كنت أتكلم مع تاي بعدها عرفتهما على بعضهما وعندها رحل تاي وهو متضايق وكأنه يعرف كاي ويكرهه و كاي قال لي أن أبتعد عن تاي وعندما سألته لماذا قال لي أغار عليك وبطريقة ما أجهلها عرف تاي بما قاله لي كاي وأصبح يتحاشاني "
ايرين" مابه كاي هل جن ليتحكم بحياتك "
روزي " بالمناسبة.... من تلك الفتاة التي كانت مع كاي عندما رأيناه؟؟ "
جيسو " نعم جيني هل تعرفينها ؟؟"
جيني " لا أدري ..... لم أعلم أن مع كاي فتاة عندما زارني "
ايرين" لقد كانت جميلة وأنيقة "
شعرت جيني بالضيق وقالت محاولة تغيير الحديث " إذن كيف حال عملكن يا فتيات "
روزي" إنه مقزز "
ضحكت الفتيات ثم أخذن يثرثرن بأمورهن الخاصة ومر وقت طويل عندها.........
قالت ايرين " يبدوا أننا تأخرنا هيا علينا الذهاب يا بنات "
جيسو" نعم.... هيا جيني إلى اللقاء "
جيني  " إلى اللقاء عزيزاتي " ثم عانقن بعضهن وبعدها دخلت ليسا الغرفة وقالت " هل ستذهبن الآن؟؟ "
روزي" نعم "
ليسا  " حسناً إذن..... إلى اللقاء.... وسوف أقول لكم أن بعد غد هو يوم مفتوح تستطعن أخذ جيني إلى أي مكان لكن بشرط أن ترجعنها قبل الساعة التاسعة مساءً "
جيسو " هذا رائع إذن..... لنذهب للتسوق "
ايرين" نعم ولنشتري لك ملابس جديدة جيني "
جيني" شكراً لكن "
روزي" إذن.... موعدنا بعد غد "
جيني " حسناً...... إلى اللقاء "
ثم قالت الفتيات بصوت واحد " إلى اللقاء " بعدها رحلن

لنوقف الرواية الآن ولنتعرف على هذه الشخصيات الجديدة

الاسم : ايرين
العمر: 25 أي بنفس عمر جيني
الصفات: فتاة مسئولة دائماً تفكر في صديقاتها ولم شملهن لا تفكر في الحب والإعجاب أبداً صديقاتها هن أحب الناس إلى قلبها

الاسم: روزي
العمر: 24 
الصفات: لطيفة..... خجولة جداً..... طيبة القلب...... تفكر في صديقاتها دائماً.... وهي في غاية الجمال

الاسم: جيسو
العمر: 26 عاماً
الصفات: جميلة جداً....... جريئة...... غيورة قليلاً......... تحب أن تعمل بجد دائماً

قالت أليسا " جيني.... هل تريدين أن تأكلي شيئاً "
جيني " لا شكراً لك..... الآن أريد أن أتابع تدريبات القراءة "
ليسا" حسناً " ثم أمسكت بيد جيني وخرجتا من الغرفة وتوجهتا إلى المكتبة بعدها قالت ليسا " لم لا نذهب إلى الحديقة "
قالت جيني باستغراب " أي حديقة؟؟ "
ليسا" حديقة المسكن...... إنها جميلة جداً يجب أن تذهبي إليها "
جيني " إذن لنستعر الكتاب ولنذهب إلى الحديقة "
ليسا " حسناً " ثم توجهتا واستعارتا كتاباً من أمينة المكتبة وتوجهتا إلى الحديقة والتي كانت مكسوة بفستانٍ أخضر اللون ومزينة بالزهور تملأ أرجاء المكان ونسمات الهواء المتمردة أخذت تداعب خصلات شعر جيني وكان الجو نقياً ينعش ويصفي نفس كل إنسان فتمنت جيني رؤية هذا المكان الجميل فأخذت تفكر وذهبت في ذهنها بعيداً إلى أن قاطعها صوت ليسا وهي تقول " جيني...... هيا لنذهب ونجلس على أحد الطاولات "
استيقظت جيني من شرودها وقالت " آه...... حسناً " ثم أمسكت ليسا بيد جيني وقادتها إلى أحدا الطاولات البيضاء المستديرة والمحاطة بالكثير من الكراسي فجلستا وبدأتا بالتدرب....... إلا أن ليسا قد لاحظت شرود جيني المستمر فقالت لها " جيني عزيزتي.... لم كل هذا الشرود؟؟ "
أفاقت جيني من شرودها وقالت " آه شرود..... أي شرود؟؟ "
ليسا " أخبريني بما تفكرين؟؟ "

                                                                                                     يتبع... .

*ياترى ما هو الأمر الذي يؤرق جيني ويجعلها في شرود مستمر؟؟
*وهل ستصارح ليسا به؟؟
*هل ستقدر ليسا على حله لها؟؟
*ماذا عن تاي ؟؟
*ما الذي يجعله يتحاشى جيني ويعاملها بقسوة؟؟
*وما علاقة كاي  بتاي؟؟

تابعوا معاي البارت القادم من الحب الأعمى تعرفون الإجابة على كل هذي التساؤلات

في انتظار تعليقاتكم الإيجابية ♥♥♥

لاتنسوا تفعلوا النجمة ☺★.

الحب الاعمى ❤ Blind Love ﴿تايني﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن