216

42 9 1
                                    

كان كل من تاو و شياو يو و ليال مشغولون بالامتحانات ،مرة يدرسون في منزل شياو يو و مرة أخرى في منزل ليال كي يبتعدوا عن الضوضاء ....
و الليلة يدرسون في منزل عائلة داومينغ ...
كما كان واضحاً جميعهم قد قاموا بعمل جيد في امتحاناتهم السابقة و مادة الغد هي مادة صعبة جداً كما وصفها تاو ... كانت شياو يو تستلقي على سرير ليال تدور للأمام و الخلف ...
"لا أريد أن أدرس ... لا أريد ... تاو حبيبي أرجوك خذنا في جولة "
أمسكت ليال العصا الملونة التي كانت على طاولتها لتضرب قدمي شياو يو "ليس لدينا ناس كسالى في مجموعتنا ،ايتها الحمقاء ... هيا "

امسكوا أغراضهم و توجهوا نحو الأسفل كي يجلسوا في الصالون ،نظراً لأن العمة و الأب قد سافرا إلى منزل صديقهم في مدينة اخرى كي يهنؤونه بعيد زواجه الخمسين ...
لم يتبقى إلا كريس الذي عاد للتو من العمل ،دخل و وجدهم متكومين على طاولة ممتلئة بالاوراق،و الطعام و الأقلام تنتثر على جوانبهم ...
اقتب منهم ليحييهم و يجلس على الأريكة الموجودة خلف ليال "مادتكم في الغد ؟؟"
هز تاو رأسه ليستند على الاريكة الموجودة خلفه "راسي سينفجر "
حدقت ليال بالاوراق التي امامها و كأن كريس غير موجود لتقفز بجملة "لقد اكتشفت السبب "
نظر نحوها الجميع لتهمس بعد قليل بخيبة أمل "أوه ،لا ..."
ابتسم كريس بهدوء ليضربها تاو على رأسها "حمقاء '"
فركت رأسها لتمسك بالأوراق المتجمعة على نفسها لتقذفه بها "أتجرؤ على ضربي ،أيها الاحمق ؟ ألا تعلم من انا ؟؟"
ضحكت شياو يو لتهز راسها "طوال اليوم و هي تهدد به "
هز كريس رأسه لتكمل "حتى أنها هددته أن زوجها هو داومينغ كريس و سيقتله "
ضحك كريس بهدوء لتتقطع ضحكته على دفعات باردة و متزنة "إنها تقول الحقيقة يا هذا ،احذر "
و من ثم استقام كي يتوجه نحو غرفته و هو يضحك بطريقة هادئة و متزنة ...
علا الاحمرار خدا ليال لتزجر شياو يو بنظرات تهديد "ساقتلك أنت الأخرى "
تثاءبت شياو يو لتهمس "لقد تعبت ،دعونا نتوقف هنا ... "
هز تاو رأسه هو الأخرى "لا أقدر على المتابعة أنا الآخر ..."
وقف لتقف معه شياو يو يجمعان أغراضهما بينما تنظر نحوهما ليال بنظرة الجراء "لا تذهبا ،لا اريد أن ادرس وحدي سأشعر بالملل ..."

صعدا و كأنها لا تناديهما ،ذهبت شياو يو لتنام في غرفة الضيوف بينما دخل تاو غرفته ...
خرج كريس من الحمام ليتذكر كلام شياو يو و يبتسم بهدوء ،اتسعت ابتسامته لتتسع ابتسامة عيناه ...
توجه نحو الباب ،قضى اليوم كله يعمل بدون توقف ،هذه المرة الأولى التي يشعر بها بالجوع ...
نزل السلم ليراها تجلس وحدها و ترتمي على الطاولة و كأنها تمت خيانتها ...
نظر حوله ليقول "ليال ،لماذا تجلسين وحدك ؟ اين ذهبا ؟؟ "
التفتت بنظراتها تزم فمها و ترمي نحوه نظرة الجرو المكسو الخاطر "لقد ذهبا،لا يريدان أن يدرسا ،أنا متعبة لكنني لم انتهي بعد "
ابتسم بهدوء ليهز رأسه ،حدقت به بتأمل لتهمس "هل تناولت العشاء "
هز رأسه بالنفي ،لتقفز "تعال معي "
توجهت نحو المطبخ ليمشي خلفها ،و لكن أيعقل أنه لم يتبقى أي طعام ؟؟
رفعت يدها لتهمس بحماسة "انتظرني ،سأعود "
ركضت مسرعة و صعدت الدرج ليراقبها من باب المطبخ لتنزل السلالم بنفس السرعة تحمل بين يديها مجموعة من علب النودلز ...
رفع حاجباه بهدوء لتمد يديها على طريقة الطباخين المشهورين "تفضل بالجلوس ،أيها الزبون "
هز رأسه بقلة حيلة ليجلس و يشاهدها تضع هذه الاكياس في المياه التي لم يسمح لها انعدام صبرها بانتظارها حتى تغلي ...
كانت تضيف هذه المكونات و كأنها تبتكر وصفة سرية خطيرة ،اتقرب منها ليهمس "الم تنتهي وصفتك السرية ،أيتها الطباخة الماهرة ؟؟"
زجرته بنظراتها "أتعلم ما الذي أفعله بمن يتنمر على طبخي و لا مهاراتي في الطبخ يا زوجي ؟؟؟"
رفع حاجبه بهدوء "تهددينه بزوجك ؟؟"
ابتلعت غيظها لتزجره بنظراتها "سترى ،لن أحضر لك هذه النودلز مجدداً ...."
رفعت يدها أمام وجهه تستوقفه قبل ان يتحدث "و لا تقل أنه يمكن لأي شخص تحضيرها ببساطة ... مشاعر ليال الموجودة في هذا الطعام لا يمكن لأي أحد إضافتها "

ابتسم بسعادة ليهز رأسه ... أمسكت دلو الطعام لتسكبه في الطبق و تهمس بتهكم "أحضر الصحون و الملاعق "
كان يتبعها بهدوء و كأنها ثنائي حديثي الزواج ،من عائلة بسيطة يعملان أعمالاً بسيطة و يعيشان حياة هادئة و ساكنة ...

جلسا حول المائدة بهدوء لتسكب له منها ،حدق بالطبق الكبير الممتلئ ليهمس "هل تأكلين هذا كله وحدك ؟؟"
حدقت به بهدوء "ماذا ؟؟"
أشار نحو الطبق و الملعقة في يده "هل عادة تأكلين هذا كله؟؟"
حدقت في الجوار قليلاً "هل من الغريب تناوله ؟؟ لقد زدت الكمية لأجلك "
ابتسم بهدوء لتهمس مجدداً "لست مجبراً على تناوله كله ،كان يبدو أنك جائع ، و قال ميزو أنك لم تتناول الطعام طوال اليوم لكنني لم اجد أي شيء في المطبخ "
هز رأسه بتفهم ،لتقف و تضع يداها خلف ظهرها "في الواقع لقد ..."
و من ثم استدارت تركض نحو الدرج لتعود بعد قليل و في يدها علبة طعام زجاجية ،ضيق عيناه لتضعها أمامه "حسناً ،لقد فكرت كثيراً قبل أن اجلبها "
فتح العلبة ليجد أنواع مختلفة من الفطائر و ... السندويتشات ...
حدق بها بهدوء ...
لا يصدق  ...
هل هذا ؟؟؟
هذا من أجله هو ؟؟
جلست بجانبه بهدوء لتهمس "إن لم ترد تناولها ،لا عليك ... سأ..."
و مدت يدها كي تحملها من أمامه ليمسك يدها بهدوء "من قال أنني لن أتناولها ؟؟"
رفت بعينيها بهدوء "ماذا ؟؟"
ارتسم الهدوء و الاتزان على وجهه ليتحدث برتابة "خبئتها من أجلي ؟؟"
عضت شفتها لتتحدث كالأطفال "في الواقع صنعتها من أجلك ...لقد أعطيتهم القليل و خبأت لك هذا ..."
أثلجت هذه الجملة صدره ،هل ليال باتت تصنع أشياء من أجل كريس وحده !!!
كان يتأمل ملامحها المتوترة ليعانقها بهدوء "شكراً "
ما !!!
ما !!!!
ماذا !!!!
شكراً ؟؟!!!
هل هذا كريس الذي يتحدث معها ؟؟؟
شكراً ؟؟؟
ابتعدت عنه بعد عدة ثوان ليبتسم و يلتقط إحدى هذه الفطائر و يقوم بقطعها إلى نصفين ،مد أحدهما لها ليتناول الآخر ...
ابتسمت عيناه لتبتسم ليال ... هز رأسه بهدوء ليمسك أوراقها التي على الطاولة "هل حضرت جيداً لهذه المادة ؟؟"
امتعضت ملامحها لتهمس "لا أعتقد ذلك ... أجدها صعبة كريس ...و الجميع قال أن البروفيسور قاس و يضع أسئلة صعبة ..."
هز رأسه ليهمس "إذاً ،سأساعدك بها "
فتحت عيناها "ماذا ؟؟"
رفع حاجبه بتكبر "أليس زوجك هو داومينغ كريس ؟؟"
هزت راسها بتأكيد و عدم تصديق ليبتسم بهدوء و يكمل تناول طعامه ...


دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن