199

162 9 3
                                    

لا تعلم ما الذي يجعلها هنا جالسة هكذا !!
هنا !!
أمام مديرها في العمل !!
ماذا ؟؟
هل يساعدها على فهم آلية العمل !!
رفعت رأسها بعد عدة ثواني لتنظر إلى ذراعه الهادئة ،القاسية بعض الشيء ، بأوردته و عظامه لترفع رأسها قليلاً و تحدق بوجهه  الهاديء الملفح بالسمار  الذي يبدو ثابتاً ،قاسياً ،منحوتاً قليلاً ...
رف بعينيه في تركيز تام ليعقد حاجباه و ينظر إليها مما أجفلها و جعل الاحمرار يغزو وجنتيها ...
ابتسم بهدوء "هذا هو كل ما ستقومين به آنسة هوانغ ... هذه هي الطريقة التي أعمل بها "

ابتسمت بتوتر محاولة إخفاء ذلك الاحمرار،ماذا ؟؟ إنه يتحدث بهدوء و بارتياح ،و يبتسم بإشراق ،يبدو كأمير هارب من الحكايات ،إنه وسيم بشكل غريب لا يصدق ،كانت هذه الجمل تتردد في دماغها باستمرار ... إنه مميز ،لم يسبق لها و أن قابلت رجلاً مثله ،حتى ظنت أن جميع الرجال كانوا قد انقرضوا ...

استيقظت في ذلك الصباح بملامح متعبة ،الأحلام عن تلك الحادثة تراودها طوال الوقت ،لا يمكنها النوم براحة كالمعتاد ،كلما أغمضت عينيها سترى ذلك الرجل ،سترى شيا لين ،سترى كريس ،سترى كل شيء سيىء ...
زفرت بانزعاج لتدور بعينيها في الغرفة ،إنها فارغة ،لا أحد هنا ،على الأقل لن تضطر إلى رؤية كريس الآن ،يبدو أنه قد استمع إليها و غادر ... ما هي إلا ثوان معدودة حتى فتح الباب و دخل كريس بطوله الفارع ليداهم مجال رؤيته عيناها المفتوحة ...
إذاً كانت قد استيقظت ،كان ما حدث الليلة السابقة يدور في رأسه ،أحمق ،كيف تتصرف بطريقة حمقاء كالأطفال ،و ماذا ؟؟ عقاب !! أكنت تعاقبها !!! بقاؤه معها في المكان عينه وحدهما حتماً سيصيبه بالجنون ....
شعرت بتواجده في الغرفة لتنظر إليه بهدوء ،لم يتحدثا ،دامت نظراتهما عدة ثوان لتلتفت بعينيها مجدداً تحدق بالنافذة التي لا تستطيع من خلالها إلا رؤية جزء صغير من السماء ...
اقترب منها بهدوء بينما يقّلب بعض الأوراق بين يديه ،و تحدث بينما هو منهمك في عمله "هل تشعرين بتحسن ؟؟"
حدقت به لثوان معدودة ،على الأقل عليه ان ينظر إليها إن كان يسأل عن حالها ،رفع عيناه لوهلة لينظر إليها ليراها توجه إليه تلك النظرات الفارغة "ماذا يجري؟؟ هل تشعرين بألم ؟؟" مالت بنظرها للجهة الأخرى متجاهلة كل ما قاله لها ،و لكنها تفاجأت بيده التي حطت على جبينها ... لا يسعها سوى الجمود و الانبهار هكذا في كل مرة يقترب منها ...
كيف يمكنه أن يكون بهذا القرب ؟؟ و ألا يشعر بارتباكها ؟؟
كيف يستطيع الإقدام على أية حركة ببساطة ؟؟!

تحدث بصوت  متأني "حرارتك ليست مرتفعة " رفت بعينيها عدة مرات لتتحدث بهدوء محاولة إخفاء ارتباكها الملحوظ "لماذا لم تذهب للعمل ؟؟"
رفع إحدى حاجبيه ليجلس على الكرسي و يعيد نظره إلى الاوراق التي بين يديه "إنه هنا "
كان يسترق النظرات إليها بين حين و آخر ،إنها تحدق بالسقف منذ عدة دقائق ،أغمضت عيناها ليلاحظ أنها تشعر بالألم "ليال ،هل أنتي بخير ؟؟"
فتحت عيناها لتقابل نظراته القلقة "أجل ،أجل ،لا شيء يذكر "
كيف ستخبره بأن الألم الذي تشعر به هو أشد ألماً من تلك الجراح ؟؟
حقاً ؟؟ لماذا تفكرين به ؟؟ أو بتلك التي لا تسمى ؟؟ اسمعي ليال ،أنت أفضل منهما بكثير . على الأقل أنت لا تودين رؤية أحد يتأذى و دائما ما تفكرين بالآخرين ... لا أحتاج لشخص ككريس ،مهلاً !!! من قال أنني كنت محتاجة إليه من الأساس ؟؟
كان ما يزال ينظر نحوها بقلق لتهمس بهدوء"ماذا حدث لها ؟؟"
رفع حاجبه بهدوء متزامناً مع سؤالها لتنظر إليه هذه المرة "فتاتك ؟؟ماذا حدث لها ؟؟ لا أعتقد أنها يجب أن تنجو بفعلتها بعد أن أشهرت سلاحها في وجهي "
كانت نظرته هادئة !!ما الذي تفكر به مثيرة المشاكل هذه ؟!
و لماذا تبدو نبرتها انتقامية ؟!
قال تاو أن ليال مخيفة عندما تغضب أو تغار،هل هذا ما كان يعنيه؟؟
استقام ليقترب منها بهدوء "ليال !!"
ما به ؟؟
لماذا اقترب فجأة ؟؟
هل سيبدأ بعقابه ذاك مجدداً ؟؟
جلس على الكرسي الذي بجانب سريرها ،لتحدق به بحذر ... لم تأتي بأية حركة ،إن كان هو كريس من البارحة فهي حتماً لن تقول اي شيء أمامه ...
منحرف ،أحمق و غبي ...

استقام بعد ان لاحظ توترها الملحوظ ،ليتناول هاتفه من جيبه "مرحباً تاو ،أجل ... هل يمكنك القدوم إلى هنا ،أو مثلاً شياو يو ... لدي عمل أرغب في إنهائه "
مالت بحدقتاها بمكر ... عمل ؟؟
يرغب في إنهائه ؟؟
و هو الذي كان يقاتل كي يبقى هنا ؟؟
هذا الكريس الأحمق !!
تباً ...
دارت حدقتاه في الغرفة لينظر إليها بهدوء "هل ترغبين بشيء قبل ان أذهب  ؟؟"
قلبت عيناها بملل "اذهب إليها ،على  الأقل سارتاح منك ..."
لم يأتي بتعليق واحد حتى ...
مهلاً !!
هل هو حقاً ذاهب إليها !!
هاه !!!
سيراها أجل ...
ماذا قد يمنعه ؟؟
لا شيء !!
لا شيء !!

دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن