233

45 5 6
                                    

هل حقاً مرت السنة بهذه السرعة ؟؟
هل حقاً مرت كل تلك السنوات بهذه السرعة ؟؟

البارحة !!
البارحة كانت قد وطأت قدماها الصين للمرة الأولى .

البارحة !
البارحة كانت قد هربت من الجميع ،من عائلتها ،اصدقائها و أقربائها . هربت من كل شخص تعرفه .

و أتت مستنجدة بأرض الصين لتختبئ .

كانت حياة هادئة مليئة بالضياع ،لا تعرف أين تذهب ،لا تعرف ماذا تفعل . لا تعرف حتى ما يجري حولها .

تمنت لو أنها ألقت بالاً أكثر لتعلم اللغة الصينية بسرعة . لم يكن بحسبانها أنها ستسافر هكذا و بظروف كتلك .

هل حقاً حاول ذلك الرجل الاعتداء عليها ؟ هل حقاً تخلت عنها عائلتها ؟ و لكن لم ؟؟ ليس و كأنها مخطئة .

ظنت بسبب ضياع حياتها تلك أنها ستغيب عن العالم في محيطات صينية غير مفهومة و لكنها سرعان ما التقت بشياو يو و بتاو و أصبحا  ...

العائلة 💙.

إنهما عائلتها الجديدة ... لم يمر وقت طويل و لكنها تزوجت كريس لفترة من الزمن و كل ما حدث يبدو كالحلم ،إنه حلم غريب ...

حلم تمنت في البداية أن تستيقظ منه أو تغمض بعينيها فيختفي و تعود للواقع ،و  لكنها الآن !! الآن !! ليست واثقة من مشاعرها .

ربما تريد البقاء في هذا الحلم أكثر ،ربما لا تريد أن تستيقظو تعود للواقع ،ربما  ،ربما قلبها هو ما يريد هذا الحلم .

فلتتخيل حياتها بدون كريس ،صعبة ؟؟ لماذا ؟ ليسو كأنها لا تستطيع التحرك بدونه . صعبة ؟؟ أجل ،و لكن لأن قلبها متعلق به .

لم تشعر بذلك في البداية و لكن تلك الدقات الحمقاء المسرعة أيقظتها !! ذلك الدفء أشعرها بالأمان . ذلك التوتر ، و التردد بات السكينة الوحيدة بالنسبة لها .

لم تشعر بذلك في البداية و لكن قلبها بكل ما فيه ملك له هو .
تعترف بذلك ،قلبها ملك لكريس وحده .


ابتسامته !!
عيناه !!
صوته !!
شعره !!
ما الذي يعجبني به؟؟
وقاحته ؟؟
أم شيء آخر !؟

استيقظت من أفكارها على بضع نقرات على الباب لترفع رأسها فإذا به كريس .
لم تنتبه من قبل و لكن ،لا بل انتبهت و لكنها كلما حدقت به تتعجب من جديد.

هل كانت تخاف هذا الرجل و تظنه حقاً دراكولا ؟؟
ابتسمت بهدوء على هذا التفكير ليرفع حاجبه بتعجب "هل رؤيتي تشعرك بالسعادة هكذا ؟؟"
رفعت حاجبها هي الأخرى لتهمس "قطعاً لا "


ابتعد عن الباب ليقترب منها بهدوء ، عم الصمت لتجتاح أصوات خطواته الواثقة كل زاوية هنا في هذه الغرفة . صوت خطواته مصحوباً بصوت دقات قلبها المتسارعة التي تكاد تجزم بأن كريس من مكانه اليعيد كان قد سمعها .

ماذا ؟؟ ما به يقترب هكذا  ؟؟ هل ؟ هل ؟؟ هل يخطط لتقبيلها ؟؟ لا لا مستحيل فهو لم يقبلها منذ تلك الليلة ،ليلة التخرج !!

صحيح . لم ؟؟؟
ليس و كأنه لا يجرؤ ،لقد استفزها عدة مرات و لكنه كان يبدو كمن يمنع نفسه عن فعل شيء منافي لعاداتها ؟؟

عقدت حاجباها بعدم فهم لتجول تلك الأفكار داخل رأسها و لكنها استيقظت على كريس الذي وقف بجانبها ،و لكن لتكون دقيقة أكثر فهي  استيقظت على يد كريس التي توضعت على جبينها .



حدقت به لعدة ثوان ،يبدو متعباً فالهالات السوداء تتجمع بقوة حول عينيه و يبدو و كأنه يحاول فتحهما بقوة .


إنه يضغط على نفسه كثيراً في العمل ،و لكنه أصبح يتصرف بغرابة مؤخراً ... لن تنسى ذهابه إلى إيطاليا مرتين بحجة العمل ،و لكنها حصلت على الخبر اليقين من تاو الذي تفوه ببعض الكلمات المتسائلة عن سبب ذهاب كريس إلى هناك .



لماذا سيذهب كريس إلى إيطاليا مرتين في وقت قصير ؟؟

هل يخفي شيئاً ما ؟؟

هل وانغ و و و شيا لين مختبئان هناك ؟؟

أيعقل أن لكريس عائلة يخفيها في إيطاليا ؟؟ و أطفال يشبهونه !!

عقد حاجباه ليهمس "حرارتك ليست مرتفعة،ما المشكلة ؟"
رفت بعينيها لتخرج الكلمات من فمها تلقائياً "أطفال"


اقترب منها ليقرب أذنه من فمها هامساً "ماذا ؟ أطفال من؟؟"
ارتدت عنه لتشيح بوجهها للجانب الآخر . جلس بجانبها ليهمس "يمكنك إلغاؤه إن أردتي ،لم يفت الأوان "


عقدت حاجباها بهدوء لتهمس "إن كانت هذه رغبتك فافعلها يا زوجي " ،حشرج حلقه ليقوم بترتيب ثيابه "زوجك هذا لا يرغب في إلغائه "


ما باله يتصرف بهدوء في هذه الأيام ؟ يتصرف بهدوء مزعج ،هدوء لم يسبق له أن عاملها به.

لطيف ، هادئ ،مراعي ،مسؤول ،يعتني بي و و و حنون .

هذا الكريس يرهق قلبي و عقلي في الوقت ذاته .
.



مر الوقت سريعاً و لم تشعر به إلا أن رفع يده ليحدق بالساعة "نحن نجلس هنا منذ ساعتين "
ماذا ؟
حقاً ؟؟
و لكنها لم لم تشعر بذلك .
لماذا الوقت يمر معه بسرعة ؟؟
و الأسوأ من ذلك أنها لم تكتفي .

هزت رأسها لتقف خلفه و تهمس بينما تناظر نفسها في المرآة و تقوم بترتيب شعرها "كيف كان العمل في إيطاليا ؟؟ هل كل شيء يجري على خير ما يرام ؟"

استدار يحدق بها ليهز رأسه بكل ثقة ،و يكذب بكل ثقة أيضاً . حشرجت حلقها لتحدق به بتفحص "أخبرني ألم تلتقي بفتاة جميلة تريحني منك ؟"


ابتسم برتابة ليغمض عيناه بنظرة محقق "للأسف لا "
لم تستطع أن تكبت قهقهتا لتتوالي بعدها ضحكاتها الخافتة و من ثم ابتسامة هاربة من عيني كريس الليطفة .

دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن