حرارتها مرتفعة !!
و ما حدث معها هو اضطراب ما بعد الصدمة ،حالتها النفسية غير مستعدة لتقبل كل ما حدث ،و كأن كل ما جرى كان مشهداً درامياً من أحد الدرامات العشوائية التي تحتدم فقط لجذب المشاهدين ...
ليال لن تسأل إن لم تكن مهتمة ...
لن تغضب إن لم تكن مهتمة ...
لن تبكي إن لم تكن مهتمة ...
لن تضحي إن لم تكن مهتمة ...
ببساطة ليال لن تتصرف بهذه الطريقة إن لم يكن الأمر يهمها ...
لن تتصرف هكذا إن لم يكن الشخص المعني هو كريس ...
كلمات تاو كانت تدور في رأس كريس كالدوامة ،كانت غاضبة ...
حزينة ...
خائفة ...
تشعر بالغيرة ...
ليال تحبك !!!
تحبني !!!
إن لم تكن تحبني لن تقدم على هذا !!!
ببساطة أخذ كل ما جرى بينهم من مواقف يدور في رأسه ...
صراخها في وجهه ،غيرتها من لو شيان ...
بكاءها و خوفها عليه عندما اصيب ...
قلقها و اعتناؤها به ...
لمذا تدور كل هذه الأشياء في ذهنه في نفس الوقت ...
ذهبت و ضحت في نفسها ...
قادت سيارته لتحميه ...
أخفته في الخزانة ...
ليال الصغيرة تستطيع فعل كل هذا ...التفت بنظره ينظر إليها ،لا يعلم لماذا يؤلمه قلبه في كل مرة يصرخ بها عليها ...
هو حقاً لا يخطط لذلك و لكن ...
عندها تذكر كل شيء سيء قد حدث لها ...
بكاءها بسببه ...
بسبب غضبه ...
بسبب غيرتها ...
خوفها عليه ...
ارتجافها الملحوظ ...
خوفها منه ...
كرهها في الاقتراب منه ...
و التحدث معه ...
حادث الجامعة ...
و هذا الحادث ...لم تكن لتتأذى لو لم يكن هو السبب ...
وضع يده على وجنتها الملتهبة ليهمس بهدوء "لقد أثقلت عليك ِ ،أنا آسف "
و من ثم حرك يده لتتوضع على كفها الصغيرة مقارنة بكفه ...
دخل تاو ليراه على هذه الوضعية "كريس !!"
رفع رأسه بهمهمة ليكمل تاو "أتحتاج أي شيء ؟؟"
هز رأسه "لا ... اذهب أنت ... اهتم بالشركة و بدراستك ،سأبقى هنا "استدار كي بغادر و لكنه عاد مجدداً ليجلس بجانب ليال "كريس "
همهم مجدداً كريس ليرفع رأسه "أتحبها إلى هذه الدرجة ؟؟"
نظر إليها ثم نظر إلى تاو "ماذا تعني ؟؟ من احب ؟؟"
حدق مطولاً في وجه تاو ليلتفت بعينيه نحوها "ليال ؟؟؟"
أنا ؟؟
أحب ؟؟
ليال ؟؟؟
ابتسم تاو لبقول "دعني أخبرك امراً ... مهما كان ما تقول ليال فهي لا تقصد... تتحدث بلا تفكير أحياناً و هذا بسبب اهتمامها بك ...
إن قالت لا تهتم فهي تهتم ...
و إن قالت افعل ما شئت فهي تريد أن تعرف ماذا ستفعل ... ليال كالأطفال ... و أعلم أن لا شأن لي بعلاقتكما و لكن أخي ... ليال لا يمكن أن تربح موقفها بالصراخ ... إنها حساسة جداً لذا غضبك هو ما يدفعها للانفجار ... صراخك عليها سيجلعها تكرهك ..."
كان هادئاً فقط يتلقى ما يرميه تاو من كلمات ... صراخ و !!
و ماذا ؟؟؟
غضب !!!
و كأنه يتحدث عنهما فعلاً ...
تململت في نومها لتهمس بانزعاج "اذهبي ... لن ادعك ..."
و من ثم حاولت تحريك يدها التي بداخل كف كريس ليحل قبضته عنها و يتركها ...
اقترب بهدوء منها ... إنها لا تزال نائمة .... رفعت يدها لتضرب تاو الذي يجلس بجانبها "اذهبي ... اذهبي ... كريس "
حدق بها بهدوء ليقترب منها و يمسك كفها مجدداً "أنا هنا ، ليال "
أخذت تفتح عيناها بهدوء ،لتتوضح الرؤية بعد ثوان عديدة ،تاو !!
كريس !!!اقترب منها بهدوء "ليال ؟؟أنت بخير ؟؟؟"
هزت رأسها بهدوء لتعود و تغمض عيناها ،أمسكها مجدداً "ليال ؟؟"
عادت لتفتح عيناها و تحدق به "كريس ... "
همهم برتابة ليقترب أكثر و كأنه يطمئنها "ماذا ؟؟"
زمت شفتاها لتهمس بتقطيع "أنا آسفة "
رفع تاو حاجباه بعدم تصديق ،ليتلكأ كريس و يلتفت نحو تاو الذي كان يبدو هو الآخر في عالم موازي ...
ابتعد قليلاً يحدق بها ...
آسفة !!!
استدار مجدداً نحو تاو "أحضر الطبيب ،يبدو أن شيئاً ما حدث "
هز تاو رأسه لينتفض مسرعاً ...وقف كلاهما يحدقان بها بينما الطبيب يفحصها و يسألها ...
رفع أصابعه الخمسة في وجهها "كم عددها ؟؟"
حدقت به بعد اهتمام "أتمزح ؟؟"
استدار لينظر إلى كريس و تاو اللذان أحدهما كان ينفجر ضحكاً و الآخر يبدو و كأنه لا يفهم ما يجري من حوله ...
كان ما يزال الطبيب يقف أمامها بيده و أصابعه الخمسة لتجيب بقلة حيلة "خمسة أصابع "
توجه للسؤال الآخر "أتتذكرين لماذا انتي هنا ؟؟"
حاول كريس التدخل و إسكات هذا الطبيب الذي يحاول يذكيرها ،هز رأسها بملل "ماذا يجري هنا ؟؟ هل انتقلنا في الزمن ،أصبت بطلق ناري لذلك أنا هنا ..."
و من ثم رفعت يدها لتشير بسبابتها اليمنى "ذلك الذي يقف على الجهة اليسرى صديقي تاو ... و الذي بجانبه أخاه "
فتح كريس عيناه ليقترب منها "أخااه !!!"
عقدت حاجباها بعدم فهم "كريس ،أليس تاو شقيقك ؟؟"
هز رأسه ليكمل بهدوء" أجل و ماذا أكون أنا ؟؟"
عقدت حاجباها بملل "أنت أخاه "
هز رأسه بتفهم و لكن بقلق في آن واحد "ماذا أكون لكِ أنت ِ ؟؟"
زفرت بملل "أنت زوجي كريس ...ماذا دهاك ؟؟"
أخذ ينظر إلى الطبيب و الممرضات بحرج ... لا يعلم كيف يخفي ابتسامته ... تفر تارة و يعود لقضمها تارة أخرى ... "زوجك !!"
عقدت حاجباها مجدداً لتهمس "أولست زوجي ؟؟ هل أنا في عام 2100 ??هل تهت عن عائلتي و أنت نسخة عن كريس زوجي في عالم موازي ؟؟"
ابتسم بهدوء ليهز رأسه "أنا هو كريس "خرج كل من كريس و تاو لتقوم الممرضات بتضميد جراحها ، فتحت الممرضة الباب لترى كريس يقف أمام النافذة بينما تاو ليس موجوداً ، اقتربت منه "عذراً ؟"
كان يضع يديه في جيبي بنطاله عندما استدار ينظر إليها "هل من خطب ؟؟"
ازدردت ريقها بسبب قربه الشديد و وسامته الخانقة "زوج المريضة ؟؟ أنت ؟؟"
هز رأسه بتعجب "أجل "
تقدمته "هل يمكنك مساعدتنا قليلاً ؟؟"
دخل بعدها ليرى ليال واقفة تسندها الممرضة الأخرى ،اقترب منها ليمسك بها "أنت بخير ؟؟"
هزت رأسها بهدوء بينما كانت تضع يدها على بطنها بينما رفعت يدها الأخرى لتتمسك به ...
دنا منها ليهمس في أذنها "هل تتألمين ؟؟ هل تحتاجين لأي شيء ؟؟"
رفعت يدها الأخرى لتتمسك به بينما تهز رأسها بالنفي "لا ... لكنني أشعر بالدوار "
أمسكت بذراعيه ليستشعر عظامها الثقيلة التتي تتراخى بينما هو ممسك بها ....
خرجت الممرضات و ما زالت ليال تمسك به ،استندت برأسها على صدره لترفع كلتا يديها و تتمسك به ... لف ذراعيه حول جسدها المرتمي بين أحضانه ليمسد على رأسها بيده اليمنى بينما يده اليسرى تلتف على أكتافها "أنا آسف ... كل ما حدث بسببي "
دفنت وجهها داخل صدره ليستشعر رأسها الذي كان يتحرك بالنفي "لقد كنت خائفة "
مسح على رأسها ليقرب ذقنه منه و يستند عليه "أعدك أنني سامسك به و اعاقبه ... لن أسمح لشيء بأن يؤذيكي ..."
تمسكت به بقوة لتهمس باختناق " و شيا لين ؟؟"
ابتسم بدفء ليضمها أكثر إليه "ماذا عنها ؟؟"
ضربت ظهره بقبضة يدها الصغيرة ليقهقه بخفوت ، بينما هي تحاول المصارعة كي تخرج من بين يديه "اتركني "
ابتسم مجدداً ليشد القبضة عليها "اهدأي أيتها المجنونة "
أنت تقرأ
دعنا نعيش 2
Romanceإنه كريس مجدداً ... أجل إنه كريس ،الشاب الذي وقعت في حبه ... الشاب الذي كان قادراً على امتلاكها ،إنه الوحيد الذي استطاعت النوم بجانبه ،الوحيد الذي شعرت نحوه بتلك المشاعر الغريبة ... لا تعلم لماذا و لكن الشعور بوجود طفل كريس في داخلها يمنحها الأمان ع...