258

48 4 6
                                    

لقد قام بتغيير ملابسه وحده ، منذ البداية لم يكن بحاجتها لمد يد العون و لكنها الطريقة الوحيدة لصرف انتباهها فهي على وشك الانفجار لا محالة .

خرجت من الحمام بعد أن غسلت وجهها و حاولت تهدئة قلبها الهائج ، رأسها سينفجر و هدوء كريس هو ما يخيفها أكثر .

ماذا لو حدث شيء في الليل ؟!

ماذا لو ارتفعت حرارته !!

ماذا لو حدث كما حدث عندما أصيب من قبل ؟!

لا يمكنها أن تنام ، ماذا لو أصابه مكروه ؟!!

زفرت باختناق لتراه يسلتقي على جانبها المخصص من السرير .

رفت بعينيها عدة مرات ليهمس "تعالي ."

تبدو كطفل صغير يستمع للكلام ، لقد تسلقت السرير و جلست على جانبه المخصص لتهمس " ماذا تفعل في مكاني ؟ هل تطردني كي أنام على الأريكة ؟ "

جلس باتكاء على يده اليمنى ليهمس " جلست هنا لأني أريد أن أنام بينما أعانقك ."

كيف يمكن لكريس أن يكون هكذا ؟؟؟

بكل هذا الهدوء و البرود و الجرأة !!

تشعر بالدم يتدفق بقوة من قلبها إلى قدميها ، يديها و رأسها لتنفجر وجنتاها بلون أحمر .

حملقت به بكل هدوء لا تقوى على المناقشة ، بل لا تريد .هي تعلم أن ليال الحمقاء حتى لو رغبت بذلك سترفض و تعاند و لكنها تحتاج حضنه أكثر من أي شيء آخر .

هل هذا هو الزواج ؟!

هل جميع الزوجات يشعرن بذات الشعور !!

رفت بعينيها لعدة مرات قبل أن تستلقي مقابله تحدق به و بنشاطه المعهودان ، زفرت بتعب لتغمض عيناها و تهمس " لن أذهب مجدداً إلى هناك ."

استلقى مجدداً ليقترب منها و يمسح بيده المصابة على رأسها ، فتحت عيناها على حين غرة ليرى الاحمرار الواضح .

من الواضح أنها تحاول ابتلاع دموعها قبل انهمارها ، ليال هل ستستمرين بالبكاء من أجلي ؟!

لا يقوى على الابتعاد عنها و كأنها حقاً قطعة من قلبه .

حواء خلقت من ضلع آدم ،و هو حقاً يشعر بانتمائها له ، باحتياجها له و برغبته القاتلة نحوها .

تمالك نفسك كريس ، تمالكها .

التفت ليستلقى على ظهره و يبسط ذراعه أمامها ليهمس بعدها " تعالي ."

و بحركة آلية كطفل صغير تمسكت بذراعه ليشدها نحوه و يتوضع رأسها على صدره .

دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن