238

81 8 26
                                    

توقفي ليال !

توقفي عن الاهتزاز كالحمقى !

توقفي !

كريس ليس وحشاً ليلتهمك ،تتصرفين و كأنه زفاف حقيقي !

تباً ،البارحة اردته أن يكون حقيقياً ،ما المشكلة الآن !!

شعرت براسها مثقل بالعديد من الأفكار التي ستجعلها تجن في عدة دقائق لتشعر بثقل قدميها و وخز مزعج في معدتها و كأن أمعائها تتعارك فيما بينها .

فتح الباب لتدخل شياو يو بابتسامة عريضة "يا لهذه الفتة الحمقاء الجميلة ،ياااخ أنتي تتزوجين الآن ،و من من ؟ من دراكولا "

زجرتها ليال من شدة توترها لتضحك شياو يو و تقول "حسناً حسناً ،من كريس "

زفرت ليال بثقل لتقول "هذا آخر ما يهمني الآن "

رفعت شياو يو حاجبيها "إذاً ما المهم ؟ فهذه ليست المرة الأولى التي "

حدقت بها ليال بتوتر ،هل تخبرها أن هذا الزواج مجرد عقد و أنها لا تعلم ماهية زفاف هذا اليوم ،و لكن كريس قال أنه يرغب به ؟

شعرت بتشنج معدتها لتزدرد ريقها بصعوبة لتكمل شياو يو "ما الذي أنت قلقة منه بالظبط ؟ كريس زوجك منذ اشهر و و و هي ليسمت المرة الاولى لكما "

ازدردت ليال ريقها بصعوبة مجدداً لتعتصر يداها "افتحي النافذة أشعر بالاختناق "

هزت شياو يو رأسها لتضحك بخفوت عندما دخل تاو يطلق صفارة الإعجاب ليهمس "الآن علمت لماذا لم ترغبي بأن يراك أحد قبل يوم الزفاف"

ضحكت شياو يو لتمسك يد تاو "شيجن شقيقك "
ضحك هو الآخر مؤكداً "لا شك في ذلك "

قلبت ليال عينيها بملل لتهمس "هل علينا حقاً أن نذهب إلى مكان الزفاف ،ألا ؟؟ ألا يمكننا العودة للمنزل من هنا ؟ ها أنا قد ارتديت فستان الزفاف و وضعت مساحيق التجميل  "

ضحك تاو ليجلس بجانبها و يرفع هاتفه و من ثم يلف يده حول عنقها "تعالي صغيرتي لنلتقط صورة "

حاولت دفعه بخفة لتقفز شياو يو هي الأخرى "أجل ،أجل تعالي "

و من ثم قاموا بالتقاط بعض الصور الجميلة التي خففت من توتر ليال ... ضحك تاو مجدداً ليهمس "لا أريد أن أخرج ،أريد أن أرى ردة فعل كريس "

زجرته شياو يو بنظرتها لتضرب كتفه بخفة "اصمت ألا يكفيك أنك ستقود سيارتهما و تراقب كل تحركاتهما ؟"

ضحك كلاهما لتسبح ليال في عالمها الخاص ،تشعر بأن عيناها ثقيلة ... و معدتها متوعكة و كأنها تقبض عليها من الداخل.

بضع نقرات على الباب كانت كفيلة بإخراجها من أفكارها المتزاحمة ليفتح الباب و يدخل كريس بحلته المميزة تلك.

يااااااه ،توقف الهواء ليصعب التنفس و يصبح استنشاق الهواء ثقيلاً في هذه اللحظة .

و هنا يبدو و كأنها تقابل كريس للمرة الأولى ،كانت عيناها أسيرة تحدق بأمير الحكايات هذا .



هذه القامة الطويلة !!

أجزمت من قبل أنا لو وقفت أمامه سترفع رأسها لترى عيناه و عاشت هذه اللحظات حقاً و لكنه ،لكنه ...

هنا كان قد حرك حدقتاه مما جعل اعينهما تتقابل في المرآة .

ما يزال على حاله !!

العينان العميقتان .
من قبل لم يكن واضحتين و لكن الآن تسبح فيهما مشاعر غريبة ،تلمعان بشكل غريب . تبرقان و كأنها الضوء الوحيد في هذه العتمة الموحشة .

الأنف الشامخ الذي كان و ما يزال يقف بشموخ ،رغم كل ما اضحت تعرفه عن كريس و عن المشاكل التي واجهته و تواجهه الآن فهو و كل شي به شامخ تحيط به هالة الكبرياء التي من الصعب تحطيمها .

فمه المستقيم الذي كان معتاداً على قذف الكلمات الحقيرة السامة و لكنه الآن يمتد بطريقة مغرية .

هذا الفم الذي قيدها بالقبلات عدة مرات ،لا تصدق أن ذلك الرجل الذي قيد عيناها صدفة دخل إلى حياتها بشكل غريب .

ها هي الآن زوجته .

زوجة داومينغ كريس.

و بعض الناس تدعوها داومينغ ليال .

يدعونها السيدة داومينغ كريس .

إن رغبت بذلك أو لم ترغب فهي زوجة هذا الرجل الواقف خلفها الذي كان يحدق بها منذ اللحظة التي خطت بها قدماه أرضية هذه الغرفة الباردة .

هاجم الاحمرار وجنتاها ليضحك تاو و يقول "ياااه ،لم أتوقع هذا ،و كأنه اليوم الأول لزفافهما ... هذان الأحمقان "

و لكنهما لم يلقيا بالاً له ،ليال أغمفضت عيناها لأنها لم تعد تقوى على مواجهة نظرات كريس و هو ظل محدقاً بها بينما تحرك فمه ليزجر تاو "اصمت أو اقفلت عليك الباب هنا "




ها هما يجلسان في السيارة بجانب بعضهما و تاو الأحمق يقودها و يستمر برمي ابتساماته نحوهما .



لا يعلم لما يجتاجه هذا الشعور الغريب !!
فرؤية ليال بفستان الزفاف فتح المجال لمشاعر لم يختبرها من قبل بالظهور .

يدها الصغيرة التي ترتجف في جحرها و حدقتاها اللتان تتحركان في كل الاتجاهات .

كل هذا كفيل بدفعه للتفكير بجنون .

دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن