211

46 9 0
                                    

كان تاو يدور في الغرفة مبتسماً ،لقد امتدحته أمامهم ... مهلاً !!!
ماذا في ذلك ؟؟ و ماذا لو امتدحتك ،تاو ؟؟
أنت معتاد على المديح ،دائماً ما يمتدحك الناس و خاصة الفتيات ...
و ماذا إن امتدحتك سكرتيرتك !!
إنها شقيقة ميزو هذا يعني أنها جيدة مثل ميزو ...
و ...
و ...
إنها أجمل من ميزو ،لتقفز ملامحها في مخيلته و كأنه لم يكن يزجر نفسه منذ قليل ...
ضرب جبينه بباطن يده "و ما دخل هذا في كلامنا ،تاو ؟!! استفق ..."
بضع نقرات على الباب أجفلته ليتوجه نحوه و  يفتحه ...
رائع !!!
و من غيرها سيزعجه !!
ليال ،زوجة أخيه المجنونة ،ظهرت مبتسمة و ابتسامتها تمتد من أذنها اليمنى إلى اليسرى ...
يبدو أنها تخطط لشيء ما "هل كنت تفكر بها ؟؟ لم يعد لديك وقت لي أيها الفتى القذر ..."
ضحك بهدوء ؛كيف يمكنها أن تتحدث بهذه الطريقة و تكون مضحكة في كل مرة ...
استدار مولياً ظهره لها لتضرب كتفه "اصمت ... سمعتك تشتمني بداخلك ،أيها الوقح "
و من ثم بدأت بجولة كلامها الدرامية "هل قلت أنك لن تفضل احد علي ؟؟ هاا ؟؟ أنت جاحد ...
كاذب ... اصبحت تفكر في حبيبتك فقط ، و ليال !! آااه !!! ليال لا شيء ،صحيح ؟؟ "
و من ثم وضعت يدها على رأسها بطريقة درامية "آااه ،يا لي من مسكينة ،صديقي ، صديقي ،اتضح أنه خائن ..."
ضحك بهدوء ليستلقي على السرير مغمضاً عيناه "اغربي عن وجهي ،ايتها القبيحة ... بالطبع سأعطي الوقت لحبيبتي و ليس لكِ أنت ... يا زوجة أخي ..."
صفقت بيديها عالياً "أرأيت ؟؟ أرأيت ؟؟ أجبرتك على الاعتراف بأنها حبيبتك ،أيها الخائن ... تفه !! يا لك من منافق كذاب ..."
و من ثم قامت بإمساك يده لتشده منها "هيا ،هيا ... دعنا نمشي قليلاً ... "
أرخى ثقله ليكون من الصعب عليها تحريك جسده "هيا ،أرجوك يا تيتو "

قفز بطريقة رياضية سريعة و مباغتة ليحتجز عنقها بيده بينما يمشيان "إلى أين ذهب كريس ؟؟ لماذا لست مع زوجك ،أيتها البطة القبيحة ؟؟"
دفعته من صدره لتزمجر بامتعاض مصطنع "زوجي نائم ... و ما بالك تستخدم كلماتي، أيها السارق؟؟؟ "
مال فمه بابتسامة خبيثة "إممم تركك وحيدة ،أيتها المسكينة " حدقت به بتجهم ليقفز حاجبها بامتعاض عندها ركض تاو يحاول الفرار و النجاة بحياته "مسكينة ؟؟ قلت لي ؟؟"

فتح كريس عيناه لينظر حوله في الغرفة ... لا يعلم كيف نام هكذا ... و كأن ليال قد قامت بتنويمه مغناطيسياً ... استقام بهدوء ليفرك وجهه بيده ...
اقترب من باب الشرفة المطل على الحديقة لتلتقط عيناه بعض الحركة أمام المنزل ... "تاو !!!! و !!! ليال !!!"
توجه للأسفل ليدخل المطبخ و يشرب كأساً من المياه ... ما يزال الوقت مبكراً على نوم الجميع ،نظر إلى ساعة الحائط في المطبخ "الثانية عشر !!!"
هل نام أكثر من ساعة ؟؟ لم يشعر بذلك !!
توجه للخارج لينظر إليهما و يبتسم بهدوء ...
أراد أن يستدير و يعاود الدخول من جديد ليرى ليال تقفز و تضحك بقوة و تقوم بدفع تاو "توقف تاو ... هذا مزعج "
كان يتأملها مبتسماً بهدوء ... إنها مجنونة و تسبب الضوضاء طوال الوقت و لكن يثلج صدره و يشعره بالسعادة ... أصبحت جزءاً مهماً من حياته و لا يستطيع أن ينكر ذلك ...
عندما كان منشغلاً بتأمل ملامح وجهها ، حركاتها الطفولية و صرخاتها المضحكة لاحظت وجوده لتشير بيدها "كريس "
رفع يده بهدوء و هو مبتسم ليدرك ذلك و تعود ملامح الجدية و كأنها لم يكن مبتسماً ...
توجه نحوهم و لاحظ طريقة حضنها لنفسها بسبب شعورها بالبرد "لماذا لم تدخلا حتى الآن ؟!! الجو بارد "
و من ثم خلع سترته التي يرتديها ليضعها على كتفيها "ضعي هذا "
تثاءب تاو ليضع يده على متف كريس "اسألها هي ... احتكرتني و لم تسمح لي بالدخول قالت أنها لا تستطيع النوم لذلك لم تسمح لي بالنوم ،جيد أنك أتيت ... خذها و تولى امرها "
ليوليهم ضهره و يلوح لها مودعاً متجاهلاً منداتها له "نامي يا بطة ،أو أزعجي زوجك الآن ..."
نظرت إلى كريس نظرات هادئة و كأنها طفلة تم إمساكها متلبسة من قبل والدها عندما كسرت هاتفه "لا عليك ... اذهب لترتاح ،سأدخل بعد قليل ..."
حدق بها بهدوء مطولاً ليمشي للجهة المعاكسة بينما كانت تحدق به بعدم فهم ،لماذا استدار للجهة المعاكسة مبتعداً عن باب المنزل !!!
استدار على حين غرة "هيا ،ألن تمشي ؟؟"
ابتسمت لتمشي خلفه و من ثم تصل إلى محاذاته ...
ظلا عدة دقائق على هذه الحال "هل تشعر أنك أفضل الآن ؟؟ إن أردت أن تعود يمكنك العودة ،فأنت متعب ... لا بأس يممنني المشي وحدي ... و سألحق بك بعد قليل "
مال بعينيه محدقاً بها "جملة واحدة فقط "
هاااه !!
"أي جملة علي ان أجيب عليها أولاً ؟؟"
ابتسمت بتوتر ليهز رأسه "أنا أفضل ،شكراً ... لقد غفوت بسببك لن أنام ما زال لدي الكثير من الملفات لاراجعها "
وقفت أمامه ليقف هو الآخر محدقاً بها من عليائه ،رفعت رأسها "لا أصدق أنك توجد على هذه الارض ،أنت مدير تلك الشركة و مالك هذا المنزل ،لست مجبراً على التضحية براحتك و تجاهل آلامك ...
يمكنك أن ترتاح و بعد ذلك تفرغ لعملك ..."
أخذ شهيقاً طويلاً ليغمض عيناه قليلاً "لمن سأترك العمل ؟؟ لدي الكثير علي أن اقوم به قبل الغد "
مال فمها بامتعاض "أنت لا تعرف كيف تستمتع بالحياة ،كريس ...لا احد يجبرك على هذا ،يمكنك أن تقوم بها غداً على مهل بعد أن تحصل على قسط من الراحة ..."
هدأت ملامح وجهه و استكانت لتنظر إليه بأسف "سأساعدك الليلة "
رفع يده رافضاً "لا ،عليك ان ترتاحي "
زمت شفتيها لتهمس "لا أستطيع النوم لذا دعني أساعدك قليلاً "
نظر إلى وجهها الهادئ الذي يبدو كئيباً بعض الشيء "أنتِ بخير ؟؟"
هزت رأسها "أجل ،أنا فقط لا أستطيع النوم ،أشعر بالملل و الكآبة "

كانت ساعة من التسلية تحدثت بها ليال عن افلام الزومبي بسعادة ،كانت تبتسم و تحلم و كأنها تتحدث عن فيلم رومنسي ...
تحب تصنيف الرعب و الزومبي ،لا أصدق ...
جلسا على الكرسي لتتثاءب عدة مرات ،التفت بعينيه ينظر إليها "هيا لندخل ،هيا إلى النوم "
دخلوا المنزل ليصعدوا الدرج توجه كريس نحو غرفته لتلحق به ،دخلت خلفه ..."ماذا تفعلين ؟؟"
رفعت كلتا قبضتيها أمامه " أساعد "
ابتسم بهدوء ليرفع يداه في الهواء "أنتي من طلبتي ذلك "


كان يجلس على الأريكة بينما تقفز كل عدة ثوان نحوه تسأله عن هذا و ذاك ...
هل كانت بهذا القرب من قبل ؟؟
إنه لا يستطيع التركيز جيداً و هي بجواره ...
تبدو بخير تماماً على عكسه هو ...
كلما اقتربت منه تجد أن ريح عطره تجتاح خلاياها لتجعلها ثملة ...
نظرت إلى زاوية فكه الحادة عندما كان منغمساً بشرح تلك الفكرة لها ...
تشعر و كانها في دراما ،فمه يتحرك ببطئ ،ماذا ؟؟ هل يوجد في الواقع التأثيرات التي تخفف من سرعة المشهد حتى ينغمس الشخص بها ...
لا أدري ما الذي أتحدث عنه ...
و لكن سرعان ما قفزت صورتها عندما كانت ثملة في منزل المزرعة و هي تقبله إلى دماغها لتنتفض و تهز رأسها و تصرخ " لا لا لا ..."
نظر إليها بهدوء ،لقد اجفلته "ماذا بك ؟؟ ما الذي يجري ؟؟"
هزت رأسها "لا ... لا شيء ... فقط ... س ... سادخل الحمام ،عذراً "

كانت تقف أمام المرأة بعد أن غسلت وجهها ،لتصفع نفسها صفعة خفيفة "مجنونة ،كيف تتذكرين ذلك ؟"

خرجت بعد قليل ليرفع عيناه نحوها ،لقد جلست على حافة السرير و كأن شيئاً لم يكن ... كان منغمساً في عمله عندما رفع رأسه لينظر إليها و لكنه رآها نائمة تحتض الملف بيديها ...
وضعيتها غير صحيحة ،توجه نحوها ليغطيها و يجلس بجانبها ينظر إليها ...

البارحة رآها !!
حدث كل شيء و كأنه البارحة ،لم يكن يتحملها و كان يمقتها كثيراً ،في ليلة و ضحاها أخذت مكاناً كبيراً لها في حياته و في قلبه أيضاً ...
أجل في قلبه ،وضع يده على قلبه بينما يتامل ملامحها ،هل هذا ما يسببه الاقتراب منها ...
تنام بعمق كطفل صغير بعد أن أزعجت الجميع ،سقطت بعض الخصلات من شعرها ليمد يده التي ترتجف و يرفعها على مهل ...
إنها ...
مجنونة ...
كانت تهمس بكلمات شبه مسموعة "ش شا لن ...
كريس ..."
ضحك بهدوء ليرفع الغطاء و يغطي كتفها "نوماً هنيئاً "

دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن