204

90 12 4
                                    

كل التحقيقات لم تتوصل إلى شيء ذو نفع و فائدة ،حتى أن كريس خلال هذا الأيام لم يتلقى أية رسائل تهديدية . أين اختفوا ؟؟
و على ماذا يخططون ؟؟
كان يجلس في مكتبه بهدوء و بيده ملف يقلبه منذ ساعة ،اليوم سيتم تخريج ليال من المشفى و هو يجلس هنا ...
لماذا يشعر بالإحراج و التوتر!!
لماذا يظن أن القرب منها من شأنه أن يكشفه !!
ابتسم بهدوء عندما تذكر حماقتها ليلة البارحة ،كانت تدور في الغرفة عاقدة العزم أنها قادرة على المشي وحدها بدون مساعدة أحد . و هو كان واقفاً أمام النافذة مديراً ظهره لها ،لم تستطع أن تتوازن و كانت تتعثر في كل خطوة تقوم بها و تصدر أصوات من شأنها شد انتباهه حتى يساعدها و لكنه كان يتجاهلها حتى تتنازل بنفسها و تطلب منه المساعدة ...
بعد ربع ساعة من المعاناة التي ظنت أنها ساعة كاملة همست بامتعاض "كريس "،ادعى أنه لم يسمع للوهلة الأولى ،حشرجت حلقها لترفع صوتها بدرجة أعلى "كريس ،أنا أحدثك "
استدار بهدوء يحدق يها "هل كلمتني ؟؟"
هزت رأسها كطفل صغير تائه ليقترب منها بهدوء و يتحدث برجوليته الطاغية "أخبريني ؟؟"
وضعت يدها على ذراعه لتطئطئ رأسها و تهمس بصوت شبه مسموع "ساعدني "
حاول كتم ابتسامته ليقرب رأسه منها "ماذا قلتي ؟؟"
رفعت رأسها قليلاً لترفع بذلك نظراتها التي أجفلته ، أصبح وجهه الآن في مجال رؤيتها لتهمس بصوت أعلى من سابقه "ساعدني حتى أصل للسرير "

استفاق من ذاكرته هذه على رنين هاتفه بإشعار رسالة من تاو "عمتي قادمة ... كلمني أبي و أخبرني أن أذهب لأستقبلها في المطار "
ماذا ؟؟
عمتي ؟؟
قادمة ؟؟
و ليال ؟؟
رفع هاتفه ليتصل بوالده ،الذي أجاب ما أن رأى أن كريس  هو المتصل "أبي ؟؟ عمتي قادمة ؟؟ و لكن منذ متى ؟؟؟ "
عمة كريس اتصلت منذ اسبوع بوالده لتخبره انها قادمة ،و لكن والده لم يجد فرصة حتى يخبره بها ...
آها !!
هذا ما كان ينقص عمتي و ليال معاً !!

وصل إلى المستشفى ليدخل غرفتها التي حفظها عن ظهر قلب "ليال ؟؟"
كانت واقفة بجانب أغراضها تنتظر أحداً ليأتي و ياخذها ... تملك منه الغضب عندما رأى الممرضة تقوم بترتيب السرير بينما ليال واقفة تنظر إليها "ما الذي يجري هنا ؟؟"
وصل بمحاذاتهما ليمسك ليال و يسندها ،زجر بالممرضة مجدداً "أما كان باستطاعتك الانتظار حتى ياتي أحد و ياخذها ؟؟؟"
تلكأت في حديثها لتهمس بصوت مختنق "من انت يا سيد ؟؟"
امسكت ليال يده تهزها لتهمس بالقرب من عنقه نظراً لأنها لا يمكنها ان تصل إلى أذنه "اهدأ  ... أنا أخبرتها أن تساعدني "
عقد حاجباه بغضب اكثر ليهمس في أذنها "ليال ،توقفي عن اختلاق أعذار للآخرين "
تمسكت بيده أكثر عندما لاحظت بأنه سيقحم الممرضة في أمر لا دخل لها به "كريس ،كريس "
مال بنظرات الصقر تلك لينظر إلى عيني الجراء خاصتها "لا تفعل ذلك رجاء ... أنا طلبت منها أن تساعدني على الوقوف "
زفر بانزعاج ليحدق بها بحدة و لكنها لم تهز جفنها و لو قليلاً ،لا تعلم من أين تأتيها هذه الجرأة كي تتمسك بيده هكذا ،او تنظر إليه ؟!
رفع رأسه ليتهرب من نظراتها التي شعر و كأنها ستقيده بعد قليل ليزفر بهدوء "لقد أجريت كل المعاملات ،لنذهب "
هزت رأسها بهدوء لتحاول فك يديها عن ذراعه كي تمشي وحدها و لكنه عندما شعر بذلك وضع يده الأخرى على يديها كليهما كي تبقي قبضتها على ذراعه كما هي في مكانها ...
أخذت تتأمل الشوارع التي تشعر و كأنها تراها للمرة الأولى لتغط في نوم عميق ،ما هي إلا ثوان معدودة حتى استدار كريس كي يكلمها و لكنه وجدها نائمة . و لكن كيف نامت بهذه السرعة !!
فتحت عيناها بعد قليل لتجد أنها تنظر إلى سقف غرفة تعرفه جيداً و تستلقي على السرير !!
مهلاً !!
كيف وصلت إلى هتا !!
هل أنا أحلم !!
بعد قليل فتح الباب ليدخل منه كريس مع حقائبها التي كانت في المستشفى ،ليتنبه لها صاحية "آه استفقتي ؟؟"
رفت بعينيها عدة مرات لتهمس بنعاس "كيف وصلت إلى هنا ؟؟"
استدار نحو الباب ليهمس بهدوء "لقد حملتك إلى هنا "
و خرج دون أن ينتظر كلمة اخرى منها ...

دعنا نعيش 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن