ضحكت شياو يو للمرة الثالثة خلال عدة دقائق ، فمنذ متى لم تضحك هذا الضحك .
رفعت أنظارها تحدق بالرجل الذي كان يتكلم بكل جدية عن مواقف حدثت معه و هي الوحيدة التي تجدها مضحكة .
عيناه حادتان ، عينان صينيتان بامتياز .
فك حاد ، غريب و فريد من نوعه ، لا يشبه الٱخرين و لكنه يذكرها بشخص واحد فقط .
كريس .
بشرته يشوبها الاسمرار الإيطالي ، ربما هذه هي سماته الإيطالية فقط .
السمار ذو النكهة الإيطالية اللذيذة .
رغم ابتسامته و ابتسامة عينيه فلا تزال ملامح وجهه تضج بالقسوة.
قسوة لم تختبرها في صوته أبداً .
ضحكت مجدداً لترى أن عيناه تسترقان النظرات نحوها .
ابتلعت ابتسامتها لتحشرج حلقها و تهمس " أنت مضحك يا ماتيو . هل تخفي شيئاً ما ؟"
رفع حاجبه لتحدق به بعدم تصديق ، كريس ، حقاً كريس .
ضحك بهدوء ليهمس " لماذا تعتقدين ذلك؟؟"
أبعدت بعض الخصل المنسدلة على وجهها لتهمس " أعني ، تبدو شخصاً سهل المعشر و هذا هو المخيف .حتماً أنت ، شخص خطير ."
عقد حاجباه لتضحك و تكمل " هذا ما يحدث في الأفلام ، الأشخاص أمثالك إما أن يكونوا قتلة متسلسلين أو أعضاء في عصابة خطيرة ."
صحكة بصوت رتيب و لكنه ضحكته هذه كانت غريبة ، ابتسمت بتردد و عدم اقتناع ليهمس " و ما هو شعورك بأن رسمياً تجلسين مع رجل عصابة هنا ."
عقدت حاجباها لتزم فمها بطريقة تفكير مصطنعة " اممممم ، لا بأس به .شعور غريب .و لكنه يختلف من شخص لٱخر ."
هز رأسه ليهمس " و ما الاختلاف ."
مدت أصابعها لتداعب كأس العصير أمامها " لو كنت صديقي ، فهو شعور جيد . لدي من يحميني. و لو كنت عدوي فهو بكل تأكيد شعور سيء . رجل خطير يريد قتلي ."
لتضحك بصوت خافت و لكنه فاجأتها بجملته المباشرة تلك " و ماذا لو كنت شخصاً قريباً منك ؟؟ أكثر من صديق ؟؟ حبيب مثلاً ؟؟"
رفت بعينيها بعدم تصديق و كأنها تحاول استرجاع ما قال في ذاكرتها لتحشرج حلقها بعد ذلك و تهمس بصوت خافت " سيكون كما لو أن العالم بين يدي ، رجل عصابة خطير هو حبيبي ،إذاً لا أحد يمكنه أن يؤذيني ."
ابتسم ليهز رأسه برضا " إذاً يمكنك أن تعتبري أن العالم بين يديك الٱن ."
رفت بعينيها لبرهة من الزمن لتضحك ببلاهة مما دفعه للابتسام .
استقام نحو طاولة الاستقبال كي يتحدث مع إحدى الزبونات التي كانت تنتظره .
حدقت بهم شياو يو لبرهة لتنتبه على نفسها أنها تتأمل بماتيو و ..
شياو يو ، ما هذا الجنون ؟
لماذا تحدقين بالرجل ؟؟
نفضت هذه الأفكار عنها لتحدق بذراعه القاسية ، يا إلهي ..
رجل يضج بالرجولة .
هذا هو ماتيو هانغ .
اقترب نحو طاولتها ليهمس " ماذا ؟؟"
نفضت رأسها لتشتم نفسها في داخلها عدة مرات ، حتماً تنبه لها .
كيف تحدق به بهذه العين الوقحة ؟!
ابتسم ليهمس " أترغبين بتناول شيء ما ؟؟"
هزت رأسها بالنفي ليردف " و لكنني أرغب "
اشارت بكل براءة نحو طاولة الاستقبال " مطبخك هناك ، تفضل و تناول ما تشتهي ."
ضحك برتابة لتعقد حاجباها بعدم فهم .
أردف بعد قليل " أتقبلين بدعوتي لك على الغداء ؟؟"
حركت حدقتاها في الجوار لتشير بإصبعها " و عملاؤك ؟؟"
التفت برأسه نحو طاولة الاستقبال ليهمس بعيون شبه مغمضة " الموظفة ستهتم بأمرهم ."
و بالفعل كانت تلك الفتاة التي تحدث معها قبل قليل تتهيأ للعمل .
رفت بعينيها لتبتسم بهدوء " لا أصدق ، تترك مطعمك بين يدي موظفة بدأت العمل لتوها ؟؟"
ضحك بهدوء ليهز رأسه " لا شيء يمكنه أن يهرب مني أو يغيب عن ناظري ، لا تقلقي ."
هزت رأسها بقلة حيلة " و كأنني أشاهد فيلماً عن المافيا الإيطالية .حواراتك كلها ذات طابع إجرامي ."
هز رأسه بابتسامة هادئة لتردف " و لكنهم رائعون ، ألا توافقني الرأي ؟؟"
ضحك برتابة ليهز رأسه بالنفي " على الإطلاق ، عالم يشوبه السواد و العزلة . برودة قاسية و موت حتمي . "
كانت تحدق به بانتباه كبير لتهمس " اعترف، هل أنت زعيم مافيا و تتخفى ."
هدأت نظرته ليحملق بها ببرود و تفحص مما دفعها للضحك " ياااه لهذه الافكار ، كلها في الدرامات . ٱسفة ، اعذر حماقتي ."
ضحك بهدوء ليتوجه نحو سيارته و يفتح لها الباب " تفضلي مادموزيل ."
ضحكت بهدوء لتهمس " سيارتي هناك ماتيو ."
مد يده لتضع كفها الصغيرة في يده التي أقل ما يقال عنها أنها ضخمة " من واجبي اصطحابك بنفسي ."
رفعت حاجبها لتضحك " واو ، يبدو أنني أمتلك العالم الٱن ."
هن رأسه بابتسامة هادئة " بلا شك ."
أنت تقرأ
دعنا نعيش 2
Romanceإنه كريس مجدداً ... أجل إنه كريس ،الشاب الذي وقعت في حبه ... الشاب الذي كان قادراً على امتلاكها ،إنه الوحيد الذي استطاعت النوم بجانبه ،الوحيد الذي شعرت نحوه بتلك المشاعر الغريبة ... لا تعلم لماذا و لكن الشعور بوجود طفل كريس في داخلها يمنحها الأمان ع...