استقمتُ بخمول أُحاول تعديل وضعي؛ لأهتف بإرهاق وعيناي تمُرّان على عمّتاي _سميحة وحنان_ اللتان وقفتا أمامي بتعابير يشوبها القلق:
-في إيه اللي حصل؟لم يتحدّثن واكتفين برمقي بتلك النظرات القلقة؛ فككرتُ سؤالي مُجددًا وأنا أحاول تذكر ما حدث.
-انتي صحيتي يا بنتي؟نظرتُ إلى جدّي الذي دلف توًا إلى الغرفة، ومن خلفِه "تالا" التي تولت مُهمة دفعه بكرسيه المُتحرك؛ لأتململ بتوتر وقد واتت عقلي بعض الومضات المُتلاحقة.
-بقيتي كويسة يا بنتي؟انتبهتُ على صوت جدي الذي انتشلني من تفكيري؛ لأهتف فجأة ما إن التقط كفي بين يده الدافئة:
-جدو هو الكلام اللي تالا قالته دا بجد؟عقد حاجباه وازدادت رجفة يده التي أحاطت بيدي، لتمر ثوانٍ عبّر من بعدهم عن تساؤله ببعض الكلمات التي انبثقت من فمه ببطء:
-كلام إيـه يا حفصة؟
-بدر يا جدو.لم أهتف بأكثر من هذا، وقد تعلّقَت عيناي بتعابير وجهه الهادئة، انتظرتُ رده، لكنُه لم يرُد واكتفى بالصمت؛ لتتدخل في اللحظة التالية عمتي "حنان" وهي تقول بتوتر:
-بعدين نتكلم في الموضوع دا يا حفصة، المهم إنك بقيتي كويسة دلوقتي.نفيتُ برأسي بهيسترية، وارتفع صوتي دون وعي؛ لأهتف وقد أخذ عقلي يدور في حلقة كريهة من الذكريات السيئة التي جمعتني بذلك الـ"بدر" فيما مضى:
-لا أنا مش كويسة، ومش هتخطبله ولا هتجوزه، انتوا.. جدو بالله عليك بلاش، جدو انت عارف هو عمل إيه، جدو بلاش.اختنق صوتي بالعبرات وأنا أهتف بآخر كلماتي، ليبتسم جدي بغموض قبل أن يربت بكفه على رأسي، مرر يده بهدوء فوق ظهري، ثُم قال:
-متخافيش يا حفصة، متخافيش.لم تنجح كلماته في تهدئتي، بل زادت من رعبي الذي حاولتُ السيطرة عليه بشتى الطرق أمامهم، وبعد مرور ما يقارب النصف ساعة، انصرفوا جميعًا، وتركوني وحدي أحاول السيطرة على مشاعري الثائرة، استقمتُ سريعًا فور أن غادروا الغرفة لأوصد الباب من خلفهم بالمفتاح؛ فأنا لن أتحمل تواجد "تالا" وألاعيبها بالقرب مني في هذا الوقت، عدتُ من جديد إلى الفراش، وما إن استلقيتُ فوقه حتى أدمعت عيناي باختناق.
انتبهتُ إلى صوت هاتفي الذي صدح مُعلنًا عن قدام اتصالٍ من أحدهم، لأعتدل وأنا أختطفه من فوق الكومود المجاور للسرير لأرد على المُتصل والتي كانت "فريدة".
اعتدلتُ وأنا أقبل اتصالها؛ لأهتف بإرهاق فور أن وضعتُ الهاتف فوق أذني:
-أنا عايزة أعيط.. . .
في الأسفل وبالتحديد في غُرفة المعيشة..
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romanceقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...