متنسوش تدعولي عشان فاضلي مادة وتدعوا لثانوية عامة ولأي حد بيمتحن.♥
. . .
في صباح اليوم التالي..
اخترقَت أشعة الشمس الساخنة زجاج تلك الشرفة التي أُزيحَت ستائرها للتو؛ لتضيء قسرًا تلك الغرفة المُعتمة التي قبع فوق سريرها شبح جسدٍ نائم، زفرت "سميحة" وهي تنظر لابنها الذي لم يتململ في نومته حتى وظل غارقًا في النعاس، لتقترب منه بضيق، كادت تلكزه بحدة حتى توقظه، لكن ملامحه المُرهقة جعلت قلبها يرق له وقد أخذت تتفحص غرفته بإشفاق على حال ولدها الوحيد؛ رمقت تلك المُنظفات التي احتلّت سطح الكومود بجوارِه، وتقوست شفتيها بتلقائية عندما وقعت أنظارها فوق وضعيته المُتحفظة والتي تقوقع فيها حول نفسه وبدا خلالها متحفزًا رغم غرقه في السبات.
تنهدت بقوة عندما كادت إحدى دمعاتها تفر من عينها، وسريعًا أزاحتها وهي تربّت على كتفه بهدوء، وكما توقّعت؛ فقد انتفض سريعًا ينئى بجسده بعيدًا وهو يهتف بتلعثم:
-في إيه؟ مين جه؟ حصل إيه؟جاهدَت سميحة لتحافظ على ثبات ملامحها، وبهدوء قالت:
-دا أنا يا أحمد.. جيت أصحّيك عشان تفطر، وعشان عايزة أتكلم معاك شوية.اعتدل في جلسته، وفرك عينيه بنعاس، نظر إلى يده التي وضعها لتوه فوق عينه، ثم تجعدت ملامحه وهو يتناول إحدى زجاجات الكحول، ليقول وهو يرش بعض رذاذها فوق يده:
-اتفضلي يا أمي تعالي.تنهدت "سميحة" بحزن على حال ابنها، ثم هتفت وهي تجلس إلى جواره مع محافظتها على مسافة لا بأس بها بينهما حتى لا يجزع:
-مش ناوي تفهمني إيه حكاية جوازك من حفصة اللي طلعت مرة واحدة دي يا ابني؟توقف "أحمد" عن نثر رذاذ المطهر فوق يده، وببطء وضع الزجاجة جانبًا، نظر إلى والدته، ثم هتف بشيء من التحفز:
-مش فاهم يا أمي.. حكاية زي إيه؟تنهدت "سميحة" بضيق، ثم قالت بشيء من الانفعال:
-الحكاية اللي خلّتك فجأة تقرر تتجوز وجدك يوافق ومن غير ما ترجعولي حتى.. أنا لا يمكن أرفض جوازك من حفصة على فكرة عشان دي زي بنتي بالظبط، لكن انتوا إزاي عايزيني أقبل اللي بتعملوه دا؟ حد يتجوز كدا يا أحمد؟زفر "أحمد" بهدوء، وبعد دقيقتان من التفكير هتف بهدوء:
-يعني انتي عايزة إيه يا ست الكل؟.. لو عايزاني متجوزهاش أنا مستعد أقول لجدي ونلغي كل حاجة.عقدت "سميحة" حاجبيها بتفكير؛ فهذا ليس ما تريده حقًا، بل إنها في الحقيقة تكاد تطير من فرط سعادتها لمجرد تخيل زواج ابنها في العموم، وإن كان ما يزيد سعادتها هو رغبته في الزواج من من "حفصة" بالذات _تلك المدللة ابنة اخيها التي تمتلك نصيبًا ليس بالقليل من الحب الذي يتشبّع به قلبها وإن كانت تخفيه هي بتحفّظها_ لكنها لم تبُح بهذا؛ فإن كان ابنها قد اتخذ قرارًا؛ فلابد وأن تعلم دوافعه لفعل هذا حتى لا يؤذي من هي في مثل مكانته بالنسبة لها.
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romanceقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...