٢٨- سِر!

133 9 3
                                    

متنسوش تدعوا لإخواتنا في فلسطين والسودان، وصلوا على النبي. 💗

. . .

«حفصة»..

اندفعتُ إلى الغرفة بعنف لتصل إلى مسامعي شهقة مُستنكرة لم أُوَلّها اهتمامًا وأنا أقترب سريعًا من "أحمد" الذي هب واقفًا بدهشة من اقتحامي المفاجئ لغُرفته بهذه الطريقة، وسرعان ما صرختُ فور أن أصبحتُ أمامه:
- أحمد، تعالى وديني لفريدة.

كاد يتحدث، لكنني لم أُمهله الفرصة وأنا أسأله بعصبيةٍ مُفرطة لم أستطع السيطرة عليها:
- انجز.. هتوديني ولا لأ؟
- أنجز!

- متلعبش بأعـصابي بقى وانجزني حرام عليـك.
والصراخ بهذه الطريقة أمام كلمةٍ بسيطة كتلك كان غريبًا حد اللعنة، دقق "أحمد" النظر بوجهي للحظة كانت كفيلةً بجعلِ الدموع تزور مُقلتيّ، وقد شعرتُ برغبةٍ عارمة في الارتماء بين يديه والبكاء وحسب!

كاد يتساءل عمّا بي، وقرأتُ ذلك من تعابير وجهه المُضطربة، لكنه تراجع وهو يهتف باختصار:
- هغيّر هدومي وجاي وراكي، استنيني تحت.

هززتُ رأسي بلا بعنف وأنا أهتف بتوتر دفعني لالتقاط يده والتمسّك بها بقوة:
- لا مش هنزل من غيرك، يلا بينا مش لازم تغيّر...

ولم تزد فعلتي سوى ذهوله وهو الذي رأى مني في أقل من ثلاث دقائق الصراخ وعكسه.. كاد يعارضني مُتمسكًا بوسواسه اللعين الذي أعلم أنه يلح عليه بتغيير ملابسه العزيزة قبل الخروج من نطاق غرفته النظيفة إلى حيز العالم المُلوث، لكن أظن أن ارتجافة يدي القوية التي شعرتُ أنها أصابته برجفةٍ غريبة هو الآخر جعلته يومئ دون وعي وهو يسير خلفي بسرعة ما إن انطلقتُ أجرّه بلهفة فور إبدائه لموافقته اللاإرادية تلك.

ودقيقتان فقط كانا هما ما استغرقناه من وقت حتى نستقل سيارة العم "حسين" بعدما طلبها منه "أحمد" ليتوجّه من بعدها إلى منزل "فريدة" تبعًا لتوجيهاتي!

ولم يستغرق الطريق الكثير، لأجد نفسي بعد دقائق جالسة أمام "فريدة" وقد بدأتُ بتوبيخها بعدما تركتُ "أحمد" جالسًا في الخارج مع "عبدالله" أخيها...

- يا حفصة بجد أنا كويسة والله.

ورغم أنني كدتُ أهدأ، إلا أن كلمات تلك الخرقاء تلك أعادت غضبي لأوّجه من جديد؛ لأعاود الصراخ بصوت مُتقطّع من فرط انفعالي:
- انتي مبتحسّيش يا فريدة؟ هو إيه اللي كويسة؟ انتي عايزة ترفعي ضغطي؟

زفرت "فريدة" بضيق من وصلة التوبيخ التي طالت -بالنسبة لها- وسارعت تقول:
- ما أنا مش فاهمة المفروض أعمل إيه يعني يا حفصة؟ انتي عارفة إن الموضوع مش بإيدي وإني بحاول أتحكّم في نفسي وأسيطر عليها على قد ما أقدر، بس برضو المفروض أعمل إيه؟ وبعدين ما انتي عارفة اللي فيها وعارفة إن الموضوع ملهوش علاج حاليًا غير إني أبعد نفسي عن التوتر والقلق والحاجات دي وأنا غصب عني اتوترت؛ فأنا هعمل إيه برضو مش فاهمة يعني؟!!

اضطراب -قيد الكتابة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن