لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنت من الظالمين.♥
. . .
لم تفهم "حفصة" المغزى من نظرات "سميحة" الحارقة والتي وجّهتها إليها عقب إفصاحها عن هوية ذاك المُعتدي الذي حاول إيذاء "تالا"، ومع ذلك هتفت "حفصة" بذهول وهي تحاول التعبير عما يجول بخاطرها:
-بس.. بس دا بدر اللي جابها.. إزاي؟ وليه؟صمتَت لا تُدرك ماهية هذا السؤال الذي تود طرحه، وللحظات أطرقَت رأسها تنظر للأرض وقد شعرَت بالخمول يصيب جسدها فجأة، مادت بها الأرض فلم تعد تشعر بما حولها، حتى أن حديثهم الذي افتتحه "أحمد" بسؤاله عن حال "تالا" الحالي والذي اختتمته "سميحة" بالتأكيد على كونها ستحتاج وقتًا لتكون بخير كان بالنسبة لـ"حفصة" مُجرد همهمات لم تدرك منها شيء.
فرّقَت شفتيها قليلًا مُحاولةً سحب أكبر قدر من الهواء لرئتيها، وللحظات شعرَت بطنينٍ مُرتفع يضرب كلتا أذنيها، كان الوضع سيئًا، وبدأ شعورٌ مُروّع بالغثيان يسيطر عليها، لكن _وكما العادة مؤخرًا_ لم يستمر هذا الحال طويلًا؛ لتفيق منه فجأة بعد دقائق كما أصابها فجأة.
رفعَت أنظارها إلى جدها وعمتها اللذان لم يلحظا ما مرّت به لدقائق أمامهما، ثم هتفَت باختناق وهي تمد يدها لتلكز "أحمد" بلا وعي:
-أنا عايزة أروح أوضتي.. أنا عايزة أمشي.ناظروها جميعًا بدهشة للجوئها لـ"أحمد" بهذه البساطة، لكنها لم تنتبه لما حدث وقد بدا وعيها غائبًا عنها بطريقة ما.
شعرَت بعد لحظات بكُرسيها المُتحرك يتحرك، فشهقَت، وقبل أن تدرك ما يحدث كان "أحمد" يدلف بها إلى غرفتها قبل أن يغلق الباب خلفه بهدوء، توجه إليها من جديد، ثم هتف وهو يجلس القرفصاء أمامها:
-هتنامي دلوقتي؟هزّت كتفيها بعدم استيعاب وكأنها لا تدري ما هي خطوتها المُقبلة، ليكتفي هو بالإيماء قبل أن يردف بهدوء:
-طب لو هتسهري ينفع آجي أسهر معاكي شوية؟عقدت حاجبيها بشدة ثم هتفت بهجوم غريب:
-تسهر معايا دا بتاع إيه؟ انت عايزهم يقولوا علينا إيه!ابتسم وهو يبرر بهدوء محاولًا استيعاب حُمقها بمرونة حتى لا تتأزم علاقتهما الوليدة:
-أسهر معاكي بتاع إني جوزك مثلًا.تحمحمَت بإدراك لتلك الحقيقة، ليكمل موضحًا بينما ينهض ينفض عن ثيابه بعض الغبار:
-أنا هروح آخد دوش وأغير هدومي دي وأصلّي لإني لحظة كمان وهرمي نفسي من فوق السطح بكمية التلوث دي، وانتي كمان خشي كدا اغسلي إيديكي ووشك واتوضي وصلّي لو فايتك فروض وأنا هخلص وهعدي عليكي، لو لقيتك صاحية هاخدك وننزل نسهر شوية في الجنينة.
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romanceقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...