صلوا على النبي. 💗
. . .
ولي ملجأٌ بداخلِ عينيك يأويني
فمن يفعل إذا أنت يا ملجئي رحلت؟جلست تُراقبه بشرود لم يعُد جديدًا عليه، فقط تراقبه دون حديثٍ كما بات مُعتادًا، ويدها تعبث في بعض الخيوط الكثيفة التي باتت تقضي معهم أغلب أوقاتها لأسبابٍ حتى الآن يجهلها!
زفر وهو ينظر من حوله إلى الغرفة المُرتّبة، والتي تغيّرت كثيرًا عما كانت عليه قبل عودة زوجته إليها وقد أضفت عليها لمستها الفريدة وجزءًا من طابعها الجديد الذي نشرته بالغرفة كما سبق وتركته يمسّ نفسها.
عاد إليها بعينيه من جديد، وعقله يُناوشه عن الطريقة التي سيفك بها ذلك الصمت المُريب الذي يُغلّف امرأته بطريقةٍ تنبعث منها الريبة هذه الليلة؛ ليهتف بعد دقائق:
- هما حفصة وأحمد لسة محدّدوش معاد فرحهم؟رمقته بانتباه وقد عاد إليها وعيها مع حديثه، لترد وهي تُلقي نظرةً خاطفة إلى ما بيدها:
- أحمد بيقول إن الشقة بقت شِبه جاهزة والموضوع واقف بس على حاجات بسيطة وموافقة حفصة.- طب وحفصة؟
زفرت "حنان" بقوة وهي تترك ما بيدها، مسحت وجهها بحيرة، ثم أردفت وتقطّع صوتها يصف ما تُعانيه:
- مش عارفة يا مرتضى، حالها مش عاجبني، يوم كويسة وعشرة لا... آخر مرة كنت عندها في ذكرى وفاة أبوها وأمها كانت منهارة، بس بمجرد ما رجعت من برا مع أحمد لقيتها متغيرة أوي، كإنه بدّلها حرفيًّا... هي مع أحمد بتكون كويسة، بس أنا قلقانة عليها، حاسة إني معتش فاهماها ولا متوقعة منها حاجة، وحتى هي... بقيت أحسها تايهة ومش عارفة هي عايزة إيه، هي خايفة من كل حاجة وخايفة تاخد خطوة ناحية أي حاجة.- طب ما يمكن قربها من أحمد وجوازهم يخليها أفضل!
تساءل "مُرتضى" بحيرة، بينما نفت "حنان" برأسها وهي توضّح له ما تراه في ابنة أخيها:
- هي مش قادرة يا مرتضى، حفصة مُستنزفة حرفيًا، صحيح وجود أحمد مريحها وبيهدّيها بس مش لدرجة إنها تتجوّز وسط كل اللي بيحصل دا، فاهمني؟أومأ "مُرتضى" بفهمٍ إلى ما تُشير إليه زوجته، ثم قال وهو يقترب منها ليجذب يدها إليه:
- فاهمك يا حنّون، فهمتك يا حبيبي.لانت نظراتها مع لقبه المُحبّب، وفرّت منها شهقةٌ خافتة عندما رفع كفّها إلى فمه ليلثمه بود وعينيه لا تزالُ معلّقةً بها.
- مرتضى!
همست بأنين؛ ليضمّ كفّها إلى صدره وهو يُردف بوله:
- مرتضى راح خلاص.ابتسامةٌ راضية تشكًلت على ثغرها، زيّنتها نظراتها التي تلألأت بالشجن، تنهّدت، ثم أردفت:
- انت... بطّل بقى الحركات دي؟ إحنا كبرنا على كدا...
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romanceقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...