صلوا على النبي. 💗
. . .
«حفصة»...
سيطرت الدهشة على الجميع، لكن ربما لم تصدر شهقات الذعر والاستنكار سوى مني؛ فقد رأيتُ الجميع رغم دهشتهم يبتسمون، ورأيتُ مُوافقتهم جميعًا على قراره هذا تلوح في أعينهم دون أن يبوح أحدهم بها أو بشيءٍ مُماثل.
ساد الصمت الغرفة لفترةٍ طويلة، اكتفيتُ خلالها بالنظر إليه دون حديث، وكأنني أُحاول أن أصل إلى ما هو وراء حديثِه هذا!
- بس يا أحمد... دلوقتي؟
انتبهتُ إلى تعليق عمتي "سميحة" التي عبّرت به بترددٍ وارتباك لم يلِق عليها، وردّه عليها كان قاطعًا:
- أيوا دلوقتي يا أمي، إحنا هنأجّل لحد إمتى لسة؟ وهنأجّل ليه أصلًا؟ إحنا بقالنا قد إيه بنحاول نظبط معاد نعمل فيه حفلة كتب كتاب والموضوع مش بيكمل بسبب اللي بيحصل دا؟ فخلاص بدل ما إحنا كنا هنخطط بعد ما حفصة تطلع من المستشفى لحفلة كتب الكتاب هنخطط لفرحنا وبإذن الله هيكون على طول عشان حفصة بقت كويسة خلاص ومفيش داعي للتأخير أكتر من كدا.- بس يا أحمد حاجة زي دي هتحتاج وقت عشان نجهزلكم مكان في الڤيلا أو حتى نجددلكم جناح تقعدوا فيه أو...
كدتُ ألتفتُ إلى عمي في مُحاولةٍ بائسة لاستيعاب ما يُقال أو ما يحدث، لكنني تجمدتُ وتجمّدَت أنظاري من جديدٍ فوق عيني "أحمد" الذي وجّه أنظاره إليّ هذه المرة وهو يُقاطع العم ويقول:
- وإحنا مش هنعيش في الڤيلا أصلًا يا عمي، أنا من قبل ما ننزل مصر وأنا واخد شقة هنا، وكنا هنقعد فيها لولا إن والدتي أصرّت نقعد في الڤيلا عند جدو الله يرحمه فترة على الأقل عشان كان واحشها، وكنا مخططين إننا بعد فترة هنروح نقعد في شقتنا عادي لكن الظروف واللي حصل أجّلت الموضوع دا، فحاليًّا هبدأ أظبّط الشقة دي أنا وحفصة وهنتجوز فيها إن شاء الله.أزاح أنظاره بعيدًا فور أن انتهى من حديثه، وبقيتُ أنا كما أنا؛ أُراقبه دون حديث، لا أرى شيئًا من حولي سواه، أُمرّر حديثه على عقلي للمرةِ التي لا أعلمُ عددها حتى أفهمه، لكن يُحالفني الفشل في كل مرةٍ كما العادة!
- حفصة.
كانت همسته دافئة، لينة، خافتة، جعلتني أنتبه إلى الغرفة التي باتت خاليةً من الجميع عدانا، وفورًا همستُ:
- هما مشوا؟أومأ وهو يقترب من الفراش بحذر، جلس بالقرب مني بعدما مرّر منديله فوق المكان بحذر، وأنا فقط أُراقبه بصمت.
- تحبي تشوفي الشقة دلوقتي يا حفصة؟
وكأنني الآن فقط فهمتُ جميع الحديث الذي مضى، رمقتُه بنظرةٍ لم أفهم كنهها، وببطءٍ تحدّثت:
- هو انت بتتكلم بجد؟
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Lãng mạnقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...