٩- مناقشة.

300 26 5
                                    

استيقظتُ على هذا النسيم العليل الذي داعب وجهي فابتسمتُ بتلقائية، شعرتُ بأنامل دافئة تداعب وجنتي فاتّسعت ابتسامتي وقد تهيأ لي للحظاتٍ أنني قد أفتح عيناي وأرى فارس الأحلام يُجاورني بثغرٍ مُبتسم، لكن تحطّم هذا الحلم سريعًا عندما فتحتُ عيناي وواجهتُ ابتسامة "فريدة" البلهاء.

دفعتُها عني بقوة فسقطت، ثم صرختُ سريعًا باستنكار:
-انتي بتبصيلي كدا ليه يا ولية انتي؟

اتّسعَت ابتسامتها بطريقة مريبة، وسرعان ما هتفَت بحالمية:
-بصحيكي عشان تكلمي سي الأستاذ أحمد.

-سي الأستاذ!

هتفتُ بغباء وأنا أحاول استيعاب كلماتها؛ فبادرت بالشرح:
-يا ست أحمد ابن عمتك يا ست.

أحـمـــــــــــد.. أجل أجل لقد تذكرتُه، حسنا.. ليتني لم أتذكره.
تأففتُ بضيق عندما استوعب عقلي ما حدث البارحة لأستقيم باختناق، جذبتُ الوشاح الذي أعطتني إياه "فريدة" ووضعته فوق رأسي سريعا وأنا أتجاهل ابتسامتها الغبية، ثم خرجتُ إلى ذلك الأخرق وقد عزمتُ على إفساد هذه الزيجة مهما حدث.

-صباح الخير.

هتف بلُطف وعيناه مُثبتتان على الأرض فتوترْت.. حسنا.
هذا يبدو صعبًا.

-أفندم! عايز إيه؟

تحمحم بإحراج عندما اندفعَت أصرخ بوجهه فجأة، ثم هتف بشيء من الحرج:
-أنا بس كُنت عايز أشوفك فاضية ولا لأ عشان محتاج أقعد معاكي شوية.

-وتقعد معايا بأمارة إيه يعني؟

قلت وأنا أحاول الانتهاء من أمره بأسرع وقت حتى وإن كان بهذه الطريقة السيئة، لكنه أجاب بهدوء:
-بأمارة إن حضرتك كلها أيام وهتكوني بإذن الله زوجتي، وعشان كدا أنا محتاج أقعد معاكي شوية.

اللعنة.. لقد أقنعني اللئيم.
لكنني لن أوافق.
صمتُّ لدقائق، ثم..

-طيب.. استناني في الجنينة، شوية وهنزل.

هكذا هتفت قبل أن أعود لغرفتي من جديد وأصفع الباب من خلفي.
استندتُ بظهري إلى الباب وأغمضتُ عيناي بعنف، ولكنني سرعان ما فتحتها بقوة لأصرخ بينما "فريدة" تراقب ما يحدث بذات النظرات الغبية:
-قالي هتكوني زوجتـــــــــــــي، زوجته يا ست، زوجته يا ناس.

انفجرَت "فريدة" ضاحكة، فناظرتها بضيق قبل أن أكمل بغيظ:
-بس براحته، يقول اللي عايزه.. كدا كدا لو هشحت مش هتجوز واحد اسمه أحمد.

. . .

بعد مرور ما يقارب الساعة والنصف..

اضطراب -قيد الكتابة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن