«- محدّش في البيت دلوقتي يا حفصة، وعشان كدا هعاقبك دلوقتي، عارفة ليه؟ عشان انتي naughty girl مش لاقية اللي يربّيها، وأنا بقى هربّيكي.
تسارعت دقات قلبها الصغير تزامنًا مع وصول هذه الكلمات إلى مسامعها لتُهرول بذعر إلى الأعلى حيث غرفتها، آملةً أن تنجوَ مما تُضمره لها ابنة العم مهما كان كنهه.
تخبطت بخوف وارتجاف ساقيها الضعيفتان يزيد، حتى كادت تسقط لأكثر من مرة دون القدرة على التحكم في ذلك الذعر الذي يتسلل إليها ويكاد يُزهق أنفاسها.
هي تعلم بجنون ابنة عمها، ولم تكن المرة الأولى التي قد تتلقى فيها بضع صفعاتٍ منها أو بعض الضربات العشوائية، حتى أنها تعلم أنها مولعةٌ أيضًا بالاستيلاء على أي شيءٍ تُحبه أو تدميره إذا لم يرُقها، وكل هذا كان بهدف "تقويمها" كما تزعم.
- بتهربي مني يا حفصة؟ معقولة خايفة مني؟ دا أنا تالا حبيبتك.
فتحت فمها تشهق أنفاسها بقوة وقد شعرت باختناقٍ مُفاجئ يُصيبها عقب كلمات "تالا" وضحكاتها الغريبة.
كانت قد وصلت إلى غرفتها بعناء، وبعد الكثير من المحاولات التي أخفقتها في خضم توترها وخوفها اللذان جعلاها لا تكاد تستطيع التحكم بجسدها بشكلٍ صحيح فتحت الباب لتندفع إلى داخل الغرفة برعب.
أغلقت الباب بقوة وجلست خلفه تضغط بجسدها فوقه بعدما شحذت كامل قوتها ووجّهتها للقيام بهذه المُهمة بعدما تخيلت أنها بهذه الطريقة ستمنع "تالا" من الوصول إليها.
هي لا تعلم ما هي ماهية "العقاب" الذي ستُلقنها به "تالا" الدرس هذه المرة على ذلك الخطأ الذي لم تعد تذكره، وربما هذا هو ما يزيد من ذعرها بعدما فشل عقلها في توقّع القادم.
صرخت بلا وعي عندما تحرك مقبض الباب فجأة، لتلهث ببكاء وهي تصرخ بعنف:
- أنا معملتش حاجة، أنا آسفة، بالله عليكي خلاص.صرخت من جديد فور أن دقّت "تالا" الباب بعنف وكأنها تستخدم شيئًا تفعل به هذا، لترتجف مكانها محاولةً البقاء على وضعيتها كما هي حتى لا يتزحزح الباب وتقتحم ابنة العم الغرفة.
وفجأة كانت مُلقاة على الأرض، تنظر إلى "تالا" بذهولٍ امتزج بالخوف وشهقاتها تتسلل من ثغرها بلا إرادةٍ حقيقية منها وقد عجزت حتى عن إدراك ما تفعله في هذه اللحظة.
شهقةٌ قوية شعرت بها تخرج من أعماقها كانت نتيجةَ رؤيتها لذلك المقص الحاد الذي أخذت "تالا" تُلوّح به أمام وجهها بحركاتٍ عشوائية بينما هي تقترب منها، وقد أخذ فمها يتحرك ويبصق العديد من الكلمات التي لم تستطع سماع أيٍّ منها بسبب دقات قلبها التي كادت تصمّ آذانها.
![](https://img.wattpad.com/cover/324373798-288-k566605.jpg)
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romansقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...