تضجّ العقول بالكثير،
لكنني وفي هذه اللحظة تحديدًا،
لم أعُد أفكر،
بل لم أعُد أهتم سوى بشيء واحد..
ألا وهو انتهاء هذا الكابوس.تلك اللحظات التي تلَت إفاقتي كانت عجيبة، دلوف عمتي ومن خلفها جدي، وبعدهما دخول "أحمد" وبصُحبته أحد الشيوخ أذهلني، لكن ما كاد يصيبني بأحد نوبات الذعر هو ما استنبطتُه سريعًا عندما رأيتُ ذلك الشيخ يُخرِج دفترًا لا أحد يجهل ماهيته.
قلبتُ أنظاري بينهم، وقبل أن أتحدّث كان جدي يخبرني بحزم أن عقد قِراني على هذا المُختل الصامت سيتم الآن وفي التو، ودون حتى أن أتحدّث، بدأوا بإتمام عقد القِران.
أفقتُ على هزةٍ قوية من يد عمتي "سميحة"، وقبل أن أصرخ هتفَت بهمس:
-الشيخ بيسألك موافقة ولا لأ يا حفصة.رفرفرتُ عيناي بذهول وعقلي يأبى استيعاب ما يدور الآن، لكنني وبنظرةٍ واحدة إلى جدي أومأتُ بالموافقة دون حديث.
-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
ضمّتني عمتي "سميحة" بحبور، وبسعادة أطلقَت بعض الضحكات وهي تُقبّل وجنتاي ورأسي، اقترب جدي هو الآخر وجذبني إليه حتى قبّل رأسي، وفجأة.. اختفى الجميع من الغرفة ولم يبقَ سوانا؛ أنا و"أحمد".
زوجي!-حفصة.
نظرتُ إليه بعقل شبه مُغيّب لم يستطع إدراك كافة ما دار منذ قليل، وقبل أن يتحدّث من جديد هتفتُ بذهول:
-هو إحنا اتكتب كتابنا بجد من شوية ولا أنا كنت بحلم؟رأيتُه يبتسم بخفة وهو يومئ بتأكيد صاحبَه بقولِه:
-اتكتب كتابنا فعلًا والمأذون لسة ماشي.وبخطواتٍ غير مدروسة، واندفاعٍ مُتهور، نهضتُ سريعًا وقد انتفخَت أوداجي بالغيظ مما حدث، وبصراخ:
-انتوا بتهـ.. آه.كدتُ أسقط بعدما شعرتُ بهذا الألم الساحق يضرب قدمي المُجبّرة بعُنف فور أن وقفتُ فوقها، لكنه كان الأسرع وهو يخطو نحوي بذعر حتى التقطني بين أحضانه وهو يرفع جسدي عن الأرض قليلًا بينما يهتف بخوف:
-حاسبي رجلِك.حسنًا.. سأعترف لكم بشيء؛ هذا المُختل يبدو وسيمًا عن قرب.
-نزلني.
لامسَت أطراف أصابعي الأرض، فكدتُ أبتعد، لكنه رفعني من جديد وهو يهمس بخفوت:
-رجلِك يا حفصة."ما انتَ لو منزلتش حفصة دلوقتي هتبوسَك."
زفرتُ لدى وصولي لهذا المُنحنى الأحمق، وبضيق هتفتُ وقد لاحظتُ للتو أنني أتشبّث بقميصه بقوة:
-طب اتفضل نزلني على السرير.
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romanceقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...