لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا تنسوا فلسطين من صالح دعائكم.💗
. . .
نُدرك جميعنا أن بعض الصدمات تترك أثرًا يبقى حيًا بداخلنا طويلًا، لكن..
أن تُرغم الصدمة عقلك على الإنكار!
أن تسلب منكَ حق التصديق!
أن تُصبح وتغفو في دوامةٍ لانهائيةٍ من إنكار ما يدور!
ربما يكون هذا أكبر من مجرد تلقيبه بـ"صدمة".هذا ما دار بداخل عقل "أحمد" وهو يراقب بهدوء رأس "حفصة" قد استند إلى جذع الشجرة التي جلست أسفلها بعدما ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة لم تنُمّ سوى عن هدوء نفسي افتقدته الأيام السابقة، هدوءٌ زعزع ثباته الخاص وهو يحاول جاهدًا السيطرة على انفعالاتها على مدار الفترة الماضية، لتحظى أخيرًا ببعض الاتزان الذي كان قد غاب عنها في حين فقد هو الكثير منه.
تلاقت أعينهما فجأة عندما أدارت رأسها نحوه، لتختفي ابتسامتها وهي تزم شفتيها بتفكير، دام تفكيرها لدقائق ثبّت هو خلالهم أنظاره فوق تلك الخصيلات الثائرة التي خرجت من مقدمة وشاحها بفعل حركاتها، جال برأسه للحظات ذلك الخاطر الذي يدور حول كونه يرى شعر زوجته للمرة الأولى رغم مرور ما يقارب الشهر على عقد قرانهم، ومع هذا الخاطر كان من الآسر له الانتباه لذلك اللون البني الذي يصبغ شعرها ليتلألأ أسفل أشعة الشمس بشُقرةٍ خادعة.
ابتسم وهو يُدرك للمرة الأولى أن لون عينيها يطابق لون شعرها، وتمنى للحظةٍ عابرة لو أن بإمكانه الاقتراب أكثر لإخضاع تلك الخصيلات الثائرة وإعادتها لأسفل الوشاح من جديد، أو ربما.. يمكنه الإلقاء بالوشاح نفسه بعيدًا للتأكد من حقيقة لون شعرها.
بدت الفكرة جيدة، لكنه انتبه سريعًا من وسط هذه الأفكار الغريبة على صوتها الهامس باسمه ليُدرك بأنه وقع للحظات في فخ حماقة أفكارٍ هي جديدة كليًا عليه، وبحق اللعنة! أي وشاحٍ هذا الذي يرغب بنزعه عنها! لمَ أخذت أفكاره هذا المُنحنى فجأة!!
تحمحم بقوة محاولًا استعادة السيطرة على أفكاره التي تبعثرت لمرأى بعض الخصيلات من شعرها وحسب، ليتنهد بقوة وهو يتمتم باستغفار خافت حتى يعود له رشده ويستطيع الانتباه لها من جديد.
سلّط أنظاره فوقها من جديد وهو يهمهم كإشارة لأنه بات مُنتبهًا معها الآن، لتهتف بخفوت بعد دقائق من الصمت:
-جدو.زفر بقوة لا يرغب في افتتاح هذا الحديث مرة أخرى وقد بدا أن الأمر ينهكه بشده، لكنه -ورغمًا عن رغبته هذه- جارى حديثها بسؤالِه الذي حاول صبغه بنبرة فضول زائفة:
-ماله!-وحشني.
وربما ما لن يفهمه يومًا هو كيف يمكن أن تحمل الكلمة هذا الفيض من المشاعر الذي يجعله عاجزًا عن فعل ما هو عدا الشعور بها، وأمام همستها هذه لم يشعر سوى بالعجز.. عجز عن مداواة جرح قلبها، عجز عن احتوائها، عجز عن محو تلك الذكرى المقيتة من عقلها، وعجز قاتل عن منحها بعض السكينة التي قد تداوي روحها.
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romantizmقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...