-فيلا العيّاط دي لو سمحت!
هتف "محمد" بتساؤل وهو يتفقّد للمرة المئة رخصة قيادته التي وضعها في جيب سترته الداخلي.
أومأ له الحارس دون أن يتحدّث؛ فهتف "محمد" سريعًا:
-أنا محمد سعيد.. السواق الجديد.رمقه الحارس من أعلاه لأسفله بشك، لكنه تحدث بعد لحظاتٍ قائلًا:
-اتفضل.أومأ "محمد" له بابتسامة متوترة، وبعد أن التقط عدة أنفاسٍ مُتقطعة دلف إلى الداخل.
توسّعَت عيناه بانبهار لدى رؤيته تلك الحديقة الواسعة التي توسطتها نافورة مياة ضخمة بدت له ساحرة، ليهمس وقد التمعت عيناه بالإعجاب:
-بسم الله ما شاء الله.أبطأ خطواته وسمح لنفسه بالتمتّع بمظهر الحديقة الرائع وقد تناسى تمامًا موعده بالداخل؛ لينتفض من مكانه بذعر فور أن استمع إلى صوت ذلك البوق الصاخب.
ابتعد "محمد" بطريقة بهلوانية غريبة عن طريق تلك السيارة التي كادت تدهسه، ليصرخ بحنق وهو يعدل من ملابسه:
-مش تاخد بالك يا عم!تأفف بقوة وهو يحاول السيطرة على توتره وإخفائه؛ فاصطنع الاهتمام بقميص بذلته الجديدة، في حين هبط السائق وصفع خلفه باب السيارة بشيء من العنف.
رفع "محمد" رأسه ليرى ذلك الغاضب، لكن اتسعت عيناه بذهول والتوت شفتاه باستنكار ما إن وقعت عيناه فوق.. "السائق".. . .
وقفتُ إلى جوار عمتي "حنان" في بهو المنزل نحاول استيعاب ما يحدث حولنا دون جدوى؛ فقد كان جدّي والرجال ملتفّون حول عمتي "سميحة" والتي فقدت وعيها لسببٍ مجهول.
اقتربتُ برأسي من عمتي "حنان" عندما طال الأمر ولم يُفلحوا في إيقاظها؛ لأهتف بضيق:
-هو احنا هنفضل متزنّبين كتير كدا!لكزتني عمتي بحدة فتأفّفت، رمقتُ "أحمد" الذي تخلّى عن مناديله للمرة الأولى أعتقد وقد أخذ يحاول إفاقة والدته والذعر يرتسم على وجهه؛ لأتنهد بتلقائية.
حسنا.. في الحقيقة هو وسيم، لكنه يبقى "أحمد".-أحمد.
هتفت عمتي "سميحة" بصوت مبحوح فور أن أفاقت؛ ليضُمّها "أحمد" بلهفة، ابتسمتُ وابتسمنا جميعًا لذلك المشهد، لكنه انفض سريعًا فور أن ابتعدت عنه وهتفت بصوت مرتجف:
-انت هتتجوز بجد!يتزوج! حسنًا.. لم أتوقع هذا.
رأيتُه ينظر لجدي بتردد وقد امتلأت عيناه بحيرةٍ غريبة لم يكن من الصعب على الجميع ملاحظتها؛ ليرد جدي بدلًا منه قائلًا:
-آه هيتجوز يا سميحة..أجهشت عمتي "سميحة" في البكاء وهي ترتمي بين أحضان ابنها من جديد والذي بدا هذه المرة متوترًا وغير قادر على ضمّها من جديد؛ ليهتف جدي بحزم:
-ملوش لازمة عياطِك دا يا سميحة، ابنك هيتجوز مش هيموّت نفسه.
أنت تقرأ
اضطراب -قيد الكتابة-
Romanceقلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه ل...