14:44 ظهرًا،
30 ديسمبر 2011~
مرحبًا، أنَا فلـور كارفـين
اليوم بلغتُ من السنينِ ثامنَها بعدَ العشر، وَصار بمقدورِي الهربُ مِن المنزل والعيشُ وحيدَة، لكنْ بعدَ ماذَا؟
بعدَ أنْ بلغَ السيلُ زبَاه ويأستُ مِن الدنيَا فعزمتُ علَى مغادرَتِها !
قررت أنْ أرَى كلَ شيء للمرّة الأخيرَة، وأجربَ ما لْم أستطِع تجربتَه، فبِالرغمِ مِن عيشِي وسطَ المدينَة إلا أننِي لا أخرجُ سِوى خفيةً مرةً كلَ ثلاثِ أشهر، ليسَ لأننِي إخترتُ العزلَة بلْ لأنَني محتجزةٌ مِن طَرفِ السَيدِ الذِي يُدعَى وَالدِي..
بعدَ أنْ سرقتُ بعضَ المَال مِن زوجَة والدِي تجولتُ فِي الأسوَاق، أكلتُ الكثيرَ مِن الطعَام، غيرتُ قصّة شعرِي لِلمرة الأولَى، لعبتُ مع الكثيرٍ مِن الأطفال، سألتهمْ عَن أحلامهِم وأوصيتُهم أنْ لَا يتخلوا عنهَا وأنْ يحبُوا الحيَاة كثيرًا، إشتريتُ بعضَ الكتب أعلمُ أنني لن أقرأها لكنْ دائمًا مَا تمنيتُ هذَا، لمْ يسبقْ لِي أنْ إمتلكتُ كتبٍي الخاصَة فقد كنتُ أستعيرهَا مِن جارٍ لِي دون علمِ والدِي، فَفِكرة لَو أنه يعرف بأنني كنتُ اقرأ كانتْ تجعلنِي أرتجِف..
كادتْ الشمس أن تغرب وحان وقتُ مغادرتِي للحيَاة، شعرتُ بِدوارٍ حادً بمجردِ تذكرِي ذلك وتوقفتُ فِي منتصفِ الطريق ِمغمومة الوجهِ لا أسمَع وَلا أرَى، لا أريدُ أنْ أموتَ هذه الميتَة العاديَة لكن قواي قد خارت ومَا عدتُ أقدرُ علَى أيِ شيء..
شعرتُ بيدٍ ضخمَة تسحبنِي مِن ذراعِي بقوَة إلَى حافَة الرصِيف، وَرجل خمسينِي يحملُ بينَ يديْه بَاقة أزهارٍ يصرخُ عليّ معاتبًا، لمٍ أسمع قولَه لأنِي لم أتخطَى صدمتِي بَعد، لكنْ إستطعتُ قرَاءة شفاهِه "الحيَاة تسْتحقْ"، تسلسلتُ مِن ثغرِي إبتسامَة سخريَة وأبعَدتُ يدَه عن ذراعِي بإحترامٍ وقلتُ:
- أشكركَ علَى قلقكَ يَاسيدي، لمْ أكنْ أخططُ لقتلِ نفسِي الآن علَى أيّة حال
جَحظ عيناه بدهشة كبيرَة وقال بغير تصديق:
- الآن؟ أي أنك تخططين لفعلِ ذلك مستقبلا، يا بنيتِي لازلتِ صغيرة لمَا كلُ هذَا الإنكسَار؟ كم عمركِ؟- سنَةٌ واحدَة وَعشرُ جنازات ومِن الخيبَات سَبع..
قال بشفقة ضايقتني:
-فقط في الثامنَة عشر!
كيفَ لزهرة في هذا العمرِ أنْ تفكر بقتل نفسَها!؟كدتُ أغادر متجاهلَة كلامَه لكنَه أردف شادًا إيّاي من رسغِي:
- تفضلِي هذه، من المفترضِ أنها لزوجتِي لكنكِ أولى بها الآن
أنت تقرأ
على جرف النهايـة
Mystery / Thrillerهل تسَاءلتمْ يومًا لَو أنّ المجرِمَ حَقا مُجرم، وَالضحيَة ضحيَة؟ . بعدَ أنْ كانَا صَديقين حَميمين وإفترقَا غصبًا جمعتهمَا لعبَة قتلٍ لشخصٍ مُختلٍ فِي قطار سياحِي هيَ كَانت أنثى إجتمعَ العالمُ علَى قتلِها، فباتتْ جثة خاويَة متمسكَة بخيطٍ رفيعٍ هو مَ...