17 | آني سميـث

141 31 141
                                    


12:58 ظهرًا،
23 فبراير 2016~

داسَ سِيجارته العَاشرة لهذا الصبَاح، ونزعَ قميصَه راميًا إياه أرضًا، ثم نقل بَصره إلى غرفتِه وكَيف هي فوضويَة رغمَ أثاثهَا القليل

وهي غرفة واسعَة جدًا وشبه فارغة بنوافذ كبيرَة، طلاء جدار رمادِي وأرضيَة بيضاء وأثاث راقِي بين الأزرق ودرجاته، والرمادي

تقدمَ نحو الحمَام الذي يغلب عليه الرمادي أيضًا، وإستندَ على الحائط مقابلا المرآة ناظرًا إلى جسدِه الشبِه عارِي، وصوبَ نظره نحو ذراعِه المضمدَة والدماء الملتصقة بها، وبالضمادات، وبصدرِه

نزع الضمادات وإنحنى نحو خزانة صغيرَة في الأرض وحملَ صندوق الإسعَافات الأوليَة واضعًا إيَاه على حَافة حوضِ الإستحمَام وبدأ بتعقيم جرحِه وتضميده، ثم إقتربَ من المرآة ناظرًا إلى إنعكاس جسدِه في المرأة بحقدٍ شديد

وتحديدًا إلى وشمٍ كبير يتوسط صدَره ثمّ صَرخ بغضبٍ لاكمًا الحائط قربَ المرآة بقوة شديدة جعلت مفاصل يده حمراء جدًا

لكن قطعَ نوبَة غضبه صوت رنين جرس بابه ليخرج متجاهلًا مظهره الفوضوي والملطخ بالدماء الجافة وفتحَ الباب ليدخل ديفيد الذي لم ينظر له حتى، حاملًا أكياسًا كثيرة وإتجه مبَاشرَة إلى المَطبخ قائلًا بعدم إهتمام بصوت مرتفع لبعد الآخر عنه :
- إيفان أسرِع فلتغسِل هذه الدماء أنت تبدو مُقرفا
ثم تعالَ لتأكل لقد طلبتُ لنا البيتزا

إستحمَ إيفان لربع سَاعة وخرجَ دون قميص وجلسَ عَلى الطاولة مَع ديفيد الذي كان يخرج البيتزا من المايكرويف ومَا إن رآه تنهد ثم خرجَ مِن المطبخ ليعود بعد أقل من دقيقة ورمَى منشفة وقميصًا على وجه صديقه قائلا:
- إرتدي ملابسك لا ينقصنِي سِوى أن تمرض مجددًا!

أردَف إيفان واضعًا رأسَه على الطاولة بإرهاق:
- لا أشعر بالبرد

رفعَ ديفيد قبضته ليلكم الآخر على جرحه في ذراعه، ثمّ جلسَ صارخا بنفاذ صَبر وشدّ خصلات شعرهِ في نهاية كلامه:
- كل واصمت!
توقف عَن التصرف كالأطفال أنت اسوأ مِن إبنتي ليزا حتى!
هي بالسادسَة كيف يكون لديكمَا نفس التصرفات!؟
أنا مازلت صغيرًا هل تريدانني أن أموت في هذا العمر؟

ردَ عليه ممسِكًا بذراعه وقال بصَوت مُتقطع لكن سَاخر بعدَ أن بدأ بتجفيف شعره:
- دعني رجاءًا أنا متعب
وأيضًا أنتَ عجوز لذا لا بأس أن تموت الآن

جَحظ ديفيد عيناه بِصدمَة وتمتم:
- أنا فقط في الأربعين!
أيها الوغد الفارق بيننا تسع سنوات كيف تتجرأ أن تقول عني عجوز!

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن