34 | تِمثالٌ خَندرِيس

127 21 226
                                    

خَندَرِيس: خمر قدِيمة

ويتم إستخدام كلمة خندريس لوصف الأشياء القديمة والعتيقة، الرثّة الموشكة على التهاوي، بمعنى إن خندريس هو وصف لتمثيل لا عن التحديد، لكنه يحل محل قول: تمثال قديم

______________________

20:57 مسَاءًا،
25 فبراير 2016~

جلسَ يراقبهَا وهيَ تسند ظهرها على الحائط تحيك بعينيها وشاحًا مِن الأسَى، تشعر بخانقها يشتد تحاول ذرف الدموع لكنّها تأبَى، وبشهقاتهَا تعزف لحنًا حزينًا يحكِي وجعهَا، ولأول مرّة شعرَ بقلبِه يعاتبُه لقسوتهِ عليهَا وتذكر كلام صَديقه قبل أيام ليسَت بعيدَة

" هي قتَلَت الكثير وَأنتَ فقط تررد عليها خطاياها، لكن هل فكرت بأن تسألهَا ولو لمرّة واحدَة لمَا فعلتْ ذلِك؟ "

لقد ردّ عليه بأنّ الغايَة لا تبرر الوسِيلة لكن لمَا يشعر الآن بشعور سيء؟
لم يعاتبه قلبه فحسب بل حتى عقله غزلَ من خيوطه ذكريات مَضت دون أن يمضِي عنهَا
حينها كان حاله من حال الفتاة أمامه، وتذكر أن أكثر شيء تمناه أن يحادثه أحد ما ويسمعه ويسأله عن سبب فعلتِه

لقد إنهارت مغشيًا عليهَا وسطَ الحفلة وإستيقظَت لتجدَ شعرهَا مصبوغًا بالأشقر هو لا يعلم ما حدث معهَا لكن موقنٌ أنّ مَن راقصَها أخيرًا هوَ السبب

جلسَ أرضًا أمَامها وإمتدت يده بوعي مِنه وإرتخت على كتفهَا يربتُ عليهَا وقال بتقطع :
- فلتنظرِي للجانب الإيجابي للأمر، لقد أصبحتِ جميلة

زادت شهقاتها وردّت بصراخ باكِي:
- أصبحتُ جميلة؟ لقد علمتُ أنني لم أكن جميلة!

تنهد بقوة ينظر إلى كل جزء في الغرفة بتيه ويده لا تزال تربتُ على كتفهَا، هو لا يجيد المواساة وبكائها يضايقه حتى أنه فكّر بأن ينادي أحد مَا، ديفيد أو ربما فيرينا فكلاهما يجيدان المواساة إلا أنّ الذراعين التي إشتدت على قميصه والثقل الذي شعر به على صدره جعله يجحظ عيناه ويبعد ذراعيه عنها وهو يراها تتخطى مساحته الشخصية وتعانقه، كان سيتراجع مبتعدًا عنهَا او يدفعهَا فإن كان يوجد شيء يكرهه بشدة لهو التواصل الجسدي إلا أن الطريقة التي تمسك بها قميصه كأنّها تستنجد بِه جعلت قلبه يرق لحالها ولأول مرة قرر أن يعطيها فرصة لتبرر عن نفسها وسألهَا:
- فلور لمَا فعلتِ ذلِك؟ لمَا إخترتِ أن تكونِي لعبَة لماكسويل؟

رفعت رأسهَا تناظره ودموعهَا لم تتوقف عن الإنسكاب وتنهدت مطولا ثم نبست بإرتجاف:
- لقد أخبرنِي والدي من قبل أننِي لستُ سِوى وحش مِثله، نسخة منه، وسَأقتل أحدًا مثلما فعل، لقد رغبتُ أن أجعل كلامه حقيقة بأن أقتل أحدًا لكن أن أقتله هوَ وَحده، كانت هذه رغبتي الوحيدة في هذه الحياة أن أقتله، وخطتي أن أتخلص منه ثم ألحق به وبوالدتي، لكن لم أستطِع لقد إكتشفتُ بالصدفة أنّ والدي فرد من المافيا الإيطالية، وذلك يفسر إغلاق الشرطة لقضية قتله لوالدتي والأموال والاملاك الكثيرة التي كسبهَا فجأة، جعل هذا قتله مستحيلًا فهو محميٌ دائمًا

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن