25 | النِهايَة الحَقِيقيَة

115 27 90
                                    


12:56 ظهرًا،
25 فبراير 2016~

كان دَيفيد يُرَاقِب المَحطة مِن نَافِذة المقصورة اَلتِي هُو فِيهَا يَنتَظِر اِنطِلاق القطَار حَتَّى شعر بِجلوس شَخْص بِجانِبه
وقد كَانَت فلـور كارفيَن اَلتِي تَركهَا فِي مانشستر البارحة قَبْل أن يَعُود إِلى مَنزلِه لِينام بَعْد أن حجز تَذكِرة طَائِرة إِلى إسكتلندا مُلبيا دَعوَة بـراون إِلى قِطَار الموْتِ كمَا يُسمَّى..

اِبْتسَمتْ فلور لَه وقالتْ دون مقدمَات:
- أتعْلم.. لَقد كان هذَا مَقعَد فلورنـس، الوقْتُ يَمُر بِسرْعة..

إسْتقَام مِن مَقعَدِه مُشيرًا لَهَا أن يتبادلَا ففعلتْ شَاكِرة إِيَّاه، اِنطلَق القطَار بَعْد دَقائِق لِتخْرج فلور دفْترًا كان فِي حَقِيبَة ظهْرهَا وتبْدأ بِالرَّسْم ودَيفيد يُراقبهَا، وَتَمنَّى لَو أَنَّه يَحمِل رِوايتهَا لِيعيد قِراءتهَا فليْس كَأنَّه قرأ رِواية مِن قَبْل ثُمَّ وجد نَفسَه فِي مَكَان حُدُوث أحْداثهَا يَجلِس بِجانب بَطلتِها وكاتبتهَا، فِي مَقعَد شَخصِية مِنهَا، وَالفِرق اَلوحِيد أنَّ الأحداث الحقيقيَّة كَانَت لَيْلا والسَّاعة الآن هِي الواحدة ظُهْرًا

قال بعدمَا تَذكَّر شيْئًا :
- لَقد أخْبرَني إيفَان أَنَّكِ غَيرَت اَلكثِير مِن الأشْياء، فهل غَيرَت مَا حدث قَبْل الرِّحلة ؟

قالَتْ دونَ أنْ تَرفعَ رَأسَها عَن دَفترِهَا:
- لَا، لَم أُغيِّر أي شَيْء حدث قَبْل بِداية الرِّحلة سِوى مُحتَوَى الدَّعْوة الحقيقي مِن ماكسويل براون، لَا يُمْكنني أن أَخبَرك عن ذَلِك الآن، لم أغير حقيقة ماضيّ أنا وماضي فلورنس فقط نقلت بعض الحوارات من زمن إلى زمن

وأيْضًا كمَا أَخبَرك إيفان على مَا أَظُن، لَقد غَيرَتُ الأقْوال وعكستْ مَشَاهدِي أنَا وجيـراردو، أنَا مَن خَرجتُ مِن المقْصورة فِي بِداية الرِّحلة وقدَّمتُ لَه اَلعصِير، أنَا مِن هَددَتُ قُبْطان القطَار والمرَّات اَلتِي أَشَار فِيهَا إِيفان إِلى أنَّ فلورنس هُو القاتل أَشَار إِليّ فِيهَا، كَشفِي لِهويَّة فلورنس كان كَشْفَ هانز لِي، وإكتشفَ فلورنس هُويَّتي عَبْر رَائِحة اَلعصِير وَعطرِي والدِّماء الملْتصقة بِي
لَم أُغيِّر بَقيَّة الأشْياء، سِوى أَننِي أَظهَرتُ نَفسِي بِأنَّني مَظلُومة جدًا، وَنعَم أنَا مِن خَططَت للعبَة القتْل منذ البدايَة

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن