على جرف النهايـة

04 | لِقـاء

____

تنهدتُ تنهيدة طويلَة معبرَة عَن ألمي، وسَاد صمتٌ لمْ يطل بيننا إذْ قطعته لوسِي بشهقاتها حزنًا عليّ، وإحتضنتنِي دوروثي بعدمَا مسحتْ دموعها، وأردفتْ:

- أنتِ قوية! أنتِ حقًا قوية..لقد تحملتِ هذا وحدك طوالَ كلِ هذِه السَنوات!

شردتُ أفكر بكلامها وشبَح إبتسامَة ساخرَة ظهرَ علَى وجهي المخبأ فِي صدرهَا..

هلْ ستقولُ نفسَ الكلام إنْ علمتْ بأنني أخططُ إلَى قتلِ نفسِي بعدَ أن ألتقي بذلك الرجل؟

فصلتْ العناق ثمَ إنطلقنا مستئنفينَ الرحلة

سألتْ دوروثي إذا كانَ بإمكَانِها سؤالِي عَن شيءٍ يتعلقُ بطفولتِي وقالتْ بعدَ أنْ وَافقت :
- هل حاولتِ أنْ تتصلِ بأحدٍ مِن أقاربِكِ بعدَ أنْ قُتلتْ والدتكِ؟

أجبتها:

- لمْ أكنْ أعرفُ شيئًا عَن عائلةِ والدِي، حتَى أننِي عرفتُ إسمَه يومَ زارنِي أولٌ شرطِي فِي المَشفى بعد موت والدتِي وسألنِي إنْ كنتُ إبنَة آدم كارفين، بقيتُ أنظرُ إليهِ مستغربَة حتَى أجابَته الخالَة جوزيفين وهِي جارتنَا التِي كانتْ تعتنِي بِي حينَها بأنّه والدِي، وأيضًا بعد مرور سَنةٍ منَ الحَادثة ذهبتْ الخالَة إلَى مَركزِ الشرطَة الذِي كَان يعمَل بِه لتسألَ عَن والديِه أو أحدِ أقاربِه فإدعَى رئيسُ المَركز أنهُ ليسَ مسموحًا لهم الوصول إلَى ملفات أعضاء الشرطَة القدمَاء، وكانَ الرئيس صدِيقه المُقرّب الذِي سَاهم بِأموَاله فِي إغلَاق قضيَة قتلِ والدتِي ونفسُه الرَجل الذِي كَان يعلمُ عَن تعنيف والدي لوالدتِي

قالتْ لوسِي:
-وماذَا عَن عائلَة والدتِك؟

- كانتْ والدتِي إنجليزيَة الأصل وحسبَ مَا أتذكَر مِن حكايَاتِها لِي أنّها كَانت تعيشُ فِي إحدَى القرى الفقيرَة وإلتقتْ أول مرّة بِوالدِي الإيرلندي حينَ كَان يعملُ هناك، ثمّ بعدَ أنْ وَقعتْ فِي حبِه وتزوجَا سَافرَ مَعها إلَى إنجلترَا، وعاشَا هناكَ إلَى أنْ أنجبَتنِي، ثمّ إشترَى والدِي شقة مهترَئة فِي مبنى فِي مَكان لَا أذكرُ إسمَه، وحبسنَا فيه ومَنع عليَها أي وسيلَة توَاصل مَع عائلتَها، حتى قامَ بِقتلِها ولمْ أعرف أي شيء عنَ عائلَة والدتِي..

قالتْ دوروثي وهيَ مركزَة علَى الطرِيق أمَامها:

- لكنْ إنْ كنتِ تعرفينَ إسمَ والدتك فيمكنكِ البَحث عَن عائلتها

- لَا أعرفُ إسمَها الكَامل، فقط أعرفُ إسمَها بعدَ الزوَاج " ماري كارفين "