26 | هَل هِيَ ضَحِيّة؟

122 26 73
                                    

بســمِ الله

============================

تَصنَم إِيفان دُون حَرَاك، يَشعُر بِنفْسه يَكَاد يَصرُخ مِن الألم اَلشدِيد اَلذِي يَشعُر بِه فِي المنْطقة المحرَّمة بَيْن فخْذيْه

يَرمِش بِبطْء شديد يُحَاوِل اِسْتيعاب اَلذِي فعلتْه الفتَاة اَلتِي تَقُوم بِخنْقه الآن بِقبْضتهَا اَلقوِية عَكْس نُعُومَة يَدهَا، يرى اِبْتسامتهَا الشَّامتة وشعْرَهَا اَلمُجعد اَلذِي يَضرِب وَجهُه بِفعْل الرِّيَاح اَلآتِية مِن النَّافذة المفْتوحة بِجانِبه وَبقِي مُتَصنمَا دُون أن يُغيِّر مِن وضْعيَّته حَتَّى بعْدمَا رَآهَا تَبتَعِد عَنْه تَحمُّل حَقِيبَة يَدهَا مِن مَقعدِها ثُمَّ تَخرُج مِن المقْصورة

بَعْد أن شعر بِزوال الألم اَلذِي لَم يَظهَر على مَلامِحه الثَّابتة اَلتِي لَم تَتَغيَّر أصْلا لَكِن دَاخلِيا اِنْقبَضتْ كُلَّ عضلاته بِسَبب ضَربتِها اَلتِي لََا تُناسبهَا إِطْلاقًا، صحيح أنَّ لَهَا مَلامِح حَادَّة لَكِن لَم يَتَوقَّع أن تَكُون قَويَّة جَسَديَّة أبدًا، فَلهَا جسد عَارِضة أَزيَاء، رشيق جِدًّا بِمنْحنيات فَاتِنة، لِذَا قُوَّة ضَربتِها حقًّا كَانَت شَيْء لَم يتوقَّعه رَغْم تَوقعِه أَنهَا سَتقُوم بِرَدة فِعْل مَا بِسَبب إِهانَته لَهَا اَلتِي لََا يعتبرهَا إِهانة..

نهض اَلطبِيب جون مِن مَقعَدِه وَجلَس بِجانب إِيفان، قائلا مُتجاهلا ذكر فيريـنا فَهُو لََا يُريد أن يَفقِد أحد أعضائه :
- لَمَا كُنْتَ غاضبًا بِسَبب أنَّ المفتش كارتر فِي القطَار ؟

ردّ الآخر بِنبْرة جِدِّية :
- لَقد هَددَنِي العجوز براون أَنَّه سَيؤذِيه هُو وابْنَته ليزا إِنَّ لَمَّ أُلبِّي دَعوَتِه إلى رُكُوب القطَار، وَلقَد عرض على ديفيد بِأن يُشَارِك فِي لُعْبته أيْضًا وَلقَد أخْبرَني أَنَّه رفض

تَمتَم جُون بِصدْمة :
- هل هُو يَعلَم عن أَمر تَهدِيد بِراون لَك ؟

نفى هانز بِرأْسه، ثم سأَل :
- أَلِن تُخْبرني كَيْف أَقنَعكَ بِالْمشاركة؟

مَسْح اَلطبِيب على رَأسِه كَحركَة يفْعلهَا حِين يَتَوتَّر وَأَجابَه :
- لَقد قُمْتُ قَبْل أَشهُر بِتشْرِيح جُثَّة شابِّ مَا، وَلقَد كَانَت أَغرَب جُثَّة قُمْت بِتشْريحهَا، حاولتُ البحْث عن هُويَّة صَاحبِها وعن سبب مَوتِه لَكِن لَم أَستَطع، لَا أَعلَم كَيْف عرف براون عن الأمْر لَكنَّه أخْبرَني أَننِي إِن شاركتْ فِي لُعْبته اَلتِي لَازلْتُ لََا أَعرِف مَا هِي سَيدُلني إِلى مَا أُريد

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن